عفو رئاسي.. ولكن عمن
الطاهر إبراهيم *
*
كاتب سوري معارض يعيش في المنفى.
عفو آخر صدر في سورية، لكنه هو الآخر لم يشمل
السياسيين ومعتقلي الرأي، بل اقتصر فقط على المجربين.
قـالـوا أمـا تشتاق نفسك موطنا
فـزفـرت كـالثكلى لفقد وحيدها
ما غبت عن وطني وأهلي راغبا
ولـقـد خرجت بجنح ليل مظلم
في الله كانت هجرتي وبه مضى
فـي صـدق وعد لله أنشد ركنه
ولـقـد قضيت من العقود ثلاثةً
إن كـنت لا أسطيع وصل أحبتي
يا أهلنا في الشام في حمصٍ وفي
فـي إدلب الزيتونِ في درعا وفي
فـي الـلاذقـيـة والسويدا أهلنا
أرض الـعـروبـة دارنا لكنني
ما زلت أحيا –إن خلوت- بذكرها
مـا اخـترت أن أحيا بعيدا إنما
والـيوم جاء البعض ينكأ جرحنا
عـن أي عفوٍ تلهجون وليس في
الـعـفـو هـذا لا يُضمّد جرحَنا
أو أفـسـدوا أو أدمنوا أو خربوا
أمـا مـن اعـتقلوا لأجل قضية
والـناشطون طووا على أحزانهم
لـم يدرجوا في العفو لم يؤبه لهم
أمـا الـذين تشردوا عن أرضهم
لا يـشـمـل العفو الذين تناسلوا
قـل للذي يرجو ويطمح أن يرى
كـم مـرة قد قيل عفو قد سرى
مـن ظـن أن العفو يمنحه الذي
وأشـد مـنـه حماقة من يرتجي
مـن ذا يـظـن العفو يأتي هكذاسـكـن الـفؤاد وغازلته الأحدق
وكـأن أوردة الـفـؤاد تـمزق
مـن أجـل جـاهٍ أو غنىً يتحقق
خوف الرقيب يحيط بي أو يلحق
قـدمـي إلى المجهول إذ أستوثق
إمـا تـناوشني الخطوب وتحدق
شـخـصـا غريبا والفؤاد معلق
فـلـسان حالي في هواهم ينطق
حـلبٍ ودير الزور حيث المشرق
وادي حـمـاةَ، ونـهرها يتدفق
أكـرم بـهـم من سادة هم أعرق
فـي حـب سوريّا فؤادي يخفق
فـأعـيش رغم البعد ذكرى تعبق
أكـرهـت إذ أُبعِدت عمن أعشق
ويـقـول "عـفو" قد دنا لا تقلقوا
ذا الـعـفـو مـعتقل لرأي يعتق
هـذا لـمن قد أجرموا أو أوبقوا
أو أنـهم قطعوا الطريق وأحرقوا
فـسـجـينهم من سجنه لا يطلق
أسـرى ولا من يستجيب ويشفق
مـا نـالـهـم إلا المكان الضيق
إذ مـات أكثرهم وبعض قد بقوا
مـن صلبهم ما غربوا أو شرقوا
عـفـوا يـجـود به نظام مغلق
لـكـنـه في الفعل صفر مطلق
قـد أدمن الكرسي شخص أحمق
رحـمـات أمـريكا فذاك هبنق
مِـن عند مَنْ قد قيدوك وأوثقوا؟