انهيار أميركا

انهيار أميركا !!!

د . فوّاز القاسم / سوريا

لقد أجمع عقلاء العالم وقادته ومنظّروه ، بمن فيهم عقلاء أمريكا نفسها ، على انهزام المشروع الأمريكي في العراق وعلى جميع الأصعدة ،  العسكرية والسياسية والأخلاقية وغيرها ...

ولقد اعترف بهذه الحقيقة كبار جنرالات الجيش الأمريكي ، ولعل آخرهم شانشيز ، قائد القوات الأمريكية السابق في العراق ، والذي وصف _ في آخر تصريح له _ وضع بلاده في العراق بالكابوس الذي لا نهاية له ...!!!

ويذهب الكثير من المحللين الستراتيجيين في العالم أيضاً ، إلى أن انهزام أمريكا في العراق وأفغانستان سيشكل بداية انهيار الامبراطورية الأمريكية المتغطرسة كلّها ، حتى أن الرئيس الأمريكي نفسه يدرك هذه الحقيقة ويعلمها جيداً ، ولذلك نراه يستميت لتحقيق أي نجاح مهما كان تافهاً وشكلياً هناك ، ولقد أكد في العشرات من خطاباته المكابرة ، بأن انهزامه في العراق ستكون له آثاراً كارثية مروّعة ...!!!  

ترى … فما الذي يعنيه هذا الانهيار الأمريكي المروّع ، وما هي الدروس والعبر المستخلصة منه .!؟

لا شكّ أن الذي يعنيه هذا الحدث التاريخي الكبير ، كثير …‍‍

فهو أولاً : رسالة شديدة اللهجة ، وعلى أعلى درجات الوضوح والجدية ، موجّهة إلى كل جبّار وظالم ومتغطرس في هذا العالم ، تعلمهم فيها بأن الله القهار الجبّار المنتقم ، أقوى من كل قوي ، وأن أخذه أليم شديد ، وأن الله يملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته ، وأن دعوات الشعوب المظلومة ليس بينها وبين الله حجاب ، بسم الله الرحمن الرحيم (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم شديد )) صدق الله العظيم .

وهي ثانياً : رسالة إلى الشعب الأمريكي بالذات ، والشعوب الأوربية الأخرى ، تعلمهم فيها بأن كأس الموت والذل والهزيمة الذي تجرّعوه في كل من العراق وأفغانستان ، إذا كان مذاقه مرّ عليهم ، فهو كذلك على بقية الشعوب الأخرى ...!!!

فهاهو الشعب العربي المسلم في كل من العراق وفلسطين يذبح يوميا ، وعلى مرأى العالم أجمع ، من قبل حكامهم الأمريكان وحلفائهم الصهاينة ، فلماذا لم يحرّكوا ساكناً لوقف هذه المأساة المستمرّة .!؟

وإذا ما أرادوا بعد اليوم أن يعيشوا بأمن وسلام وطمأنينة ، وينعموا بنتاج ما قدّمه أبناؤهم من رفاه ومدنية – وهذا حقّهم ، كما هو حق كل شعوب العالم – فليلجموا _ إذاً _ قياداتهم المتصهينة ،  وليمنعوها من ظلم الشعوب الحرّة واستعبادها _ وهم أدعياء الحريّة _ وليرفعوا أيديهم عن العرب والمسلمين تحديداً ، ويتركوهم يعيشوا في بلادهم كما يشتهون ، ويتمتعوا بخيراتهم _ بما فيها النفط _ بما يعود عليهم وعلى أوطانهم وشعبهم بالخير والرفاه ، وهذا من أبسط حقوق الإنسان التي يتبجّحون بها صباح مساء ..!!! 

وهي ثالثاً : رسالة إلى أصحاب الكراسي المهزوزة من الحكام العملاء في المنطقة ، تعلمهم فيها الحقيقة التي طالما أكدناها مراراً وتكراراً ، بأن ارتماءهم في أحضان الأمريكان والصهاينة على حساب شعبهم ، وتآمرهم المفضوح ضد أمتهم ومصالحها ، إذا نفعهم في يوم .!! فلن ينفعهم إلى الأبد .!!

وإذا كانت عروش أسيادهم الأمريكان قد تهاوت تحت ضربات المجاهدين والمقاومين ، فمن يحمي – إذاً - عروشهم الخاوية ، وكراسيّهم المهزوزة من غضبة الثائرين والمجاهدين الاستشهاديين .!!!؟

أما الدرس الأخير : فهو موجّه إلى الشعب العربي المسلم ، في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان وغيرها من البلاد العربية والإسلامية ، ويقول الدرس : أيها الشعب العربي الصابر ، يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية المظلومة …!!!

ها قد استجاب الله لدعائكم ، وسمع استغاثات أحراركم وحرائركم ، ونصر صرخات أمهاتكم وآبائكم ،

فهزم عدوّكم ، وزلزل أركانه ، وهدّم بنيانه ، فكسر بذلك عنجهيّته ، وقصم ظهره ، وشلّ تفكيره ، ودوّخ قيادته ، ومرّغ أنفه بالتراب ، وجعله أضحوكة للعالمين ، وأثلج صدور قوم مؤمنين .!!!

كلّ ذلك وغيره الكثير مما لم يتكشّف بعد _  فالمعركة ما زالت مستمرة ، والمجاهدون ما زالوا فوق صهوات خيولهم  _  كان قد حدث بفعل مجموعة من الأبطال المجاهدين المقاومين ، الذين ضاقوا ذرعاً بحماقات أمريكا المتصهينة ، التي ربطت مصير أمريكا وشعبها ومستقبلها بحفنة من اللصوص الصهاينة ، قتلة الأنبياء ، ومصاصي دماء الشعوب ، ومزوّري التاريخ  ، لكنّها على أية حال مجموعة محدودة العدد والعدّة والإمكانات ، وفعلت هذا الفعل الهائل في أقوى دولة في العالم كما تدّعي ...!!!

فكيف لو اتحدت الأمة ، وجيّشت الجيوش التي نزفنا من لحمنا ودمنا لتجهيزها وتسليحها ، ورصدت الإمكانات ، وفجّرت الطاقات ، وحرّكت الكتائب من المجاهدين والاستشهاديين ، الذين يحبّون الموت ويعشقون الشهادة في سبيل الله ، أكثر مما يحب اليهود والأمريكان شرب الخمر .!!!؟

حي على الجهاد) ،  (ويا خيل الله اركبي) ، و(يا رياح الجنة هبي) ...!!!؟

كيف سيكون حال الصهاينة المجرمين والأمريكان الخائرين .‍‍ ‍‍‍؟؟

لا شكّ أنه سيكون يوماً عربياً إسلامياً خالصاً ، تعود للأمة فيه هيبتها وكرامتها ، وتدحر أعداءها ، وتنتزع حقوقها من مغتصبيها ، وتستردّ أرضها ومقدّساتها …

فلتعمل الأمة من محيطها إلى خليجها ، وبجميع طاقتها وإمكاناتها لتحقيق هذا اليوم الخالد …

بسم الله الرحمن الرحيم (( ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصر الله )) صدق الله العظيم …