أسئلة محدده إلى السائرين في ركاب النظام الأسدي

أسئلة محدده إلى السائرين في ركاب النظام الأسدي

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( "أذا أردت أن تسبح فلا بدّ أن تبتلّ بالماء"، وإذا أردت أن تواجه ماكينة الإجرام الأسدية فلا بد أن ينالك شيئ من الأذى ؛ وربما كثير منه، سواءاً كان جسدياً أو معنوياً ، وتبقى كل الإحتمالات واردة، ولكن الإنسان الحر مادام قد باع نفسه ابتغاء وجه الله في خدمة شعبه ؛ فلن يبالي ، لأنه يعلم أن الأقدار هي بيد الله سبحانه، وربما ظروف الطغمة الحاكمة تمنعها من توسيع نشاطها الإجرامي بالإغتيالات في أماكن متفرقة من العالم خشية الفضيحة كون تحت دائرة الضوء العالمي، فإنه لايعني أبداً أنها مستكينة؛ ولكنها تتحين الفرص، وفي نفس الوقت ؛ تُمارس نشاطها المعهود على نطاق واسع في المناطق التي لها فيها اليد الطولى من الأدوات الإجرامية كالعراق ولبنان إضافة الى قطرنا السوري، ولكن الشيء الأكيد الغير معروف هو مدى إدراك السائرين في ركاب هذا النظام وضعيته الهشّه ؛ ودى بؤس أسيادهم ؛ بعدما أصبحوا معزولين داخلياً وعربياً وإسلامياً وإنسانياً ودولياً)

والمُقدمة تلك هي مدخل للإشارة الى مدى الحملة الإعلامية الشرسه التي تواجهها المعارضة السورية وبالذات الناشطين فيها من السلطة وأزلامها عبر وسائل عديدة لإغتيالهم معنويا ًوكذلك جسدياً ولكنهم لايبالون ، وهم ماضون في أهدافهم حتى ينتصر شعبنا على البغاة من الأسره الأسدية الظلمة ، ولكن الحسرات تنصب على أُولئك الذين لازالوا مغرورين بهذه الحفنة الحاكمة ؛ التي باتت أيامها معدودة ، والذين لربما لايستفيقون إلا بعد أن تحدث الإنتفاضة في وجه الطاغوت ، ويقعون أسرى في يد الشعب ليقول فيهم كلمتهم ، واعتبارهم في صفّ الخونة لقضايا أمتهم وشعبهم

وإنني هنا : أوجة لهؤلاء المرتزقة بعض الأسئلة ؟ التي أرجو الإجابة عليها إن كانوا صادقين في دعواهم ومشروعية دفاعهم عن النظام القاتل ، ولن يستطيعوا ذلك ، بل سيواربون ويبتعدون ولا يتوجهون الا بالشتائم التي لايملكون من سلاح غيرها ، مع التهديد بما يملكونه من أدوات الإجرام

1- هل يحق لنظام الحكم إن لم يكن عصابة قاتلة أن يعمل على عملية التطهير على أساس الدين أو العرق أو الطائفة ؟ فربما سيكون الجواب أنّ الغير من بدأ ؟ وعلى افتراض ذلك ، فهل يُشّرع للنظام الذي من المفروض أن يكون بالمقام الأبوي لكافة الشعب السوري ! أن يُقيم المذابح والمجازر الجماعية ويدّمر المدن والقرى ، وأعظمها في تاريخ الإنسانية على الإطلاق تدمير مدينة حماة بأكملها فوق ساكينيها ، وكان عدد الضحايا فيها يفوق عن الخمسين ألف آدمي مابين طفل ورضيع ؛ وامرأة وشيخ ، حتى الشجر والحجر لم يسلم من آذاهم ، هذا ماعدا أضعافهم في المدن الأخرى

2- هل السؤال مشروع عن عشرات الألاف الذين اعتقلهم النظام منذ ثلاثة عقود ؟ وصاروا مُغيبين ولاأحد يعرف عن مصيرهم أي شيء ؟ ولا أهاليهم الذين انفطرت قلوبهم وهم ينتظرون عودة غائبهم ، بعد أن طال الغياب ؛ وانقطعت الأخبار عنهم من ذلك التاريخ الأسود ، وهل من حقّ أهاليهم أولاً والشعب ثانياً أن يعرفوا مصيرهم إن كانوا من الأموات فلا بد من معرفة كيفية موتهم ، والكشف عن جثثهم ، للتأكد من طريقة وفاتهم إن كانت طبيعية أم لا؟ وكل الترجيحات والاشارات التي وصلت تقول: أنهم قُتلوا تحت التعذيب ،فإن ثبت ذلك !فيجب يكون الجواب ، لماذا لم يُحاكم القتلة الى يومنا هذا؟ ولماذا يتبوأون المناصب العالية في السلطة؟ وتحت أيّ مشروعية تنتقل السلطه من السفاح القاتل لشعبه الى ابنه الذي على شاكلته ؟

3- لماذا تقوم الأسرة الحاكمة وفي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ، على اعتقال الأحرار وأصحاب الرأي والكلمة، والمُفكرين والعُلماء ؟ لمجرد التعبير السلمي عن عن الرأي  بينما هم يسمحون للحثالات في لبنان أن تكون سورية منبراً للهجوم على الحكومة الشرعية المنتخبة في لبنان بدلا من الهجوم على عصابة الاحتلال الأسدية المغتصبه للسلطة

4- لماذا يكثر عدد المنفيين قسراً عن بلادهم وأعدادهم بالملايين ولا يُسمح لهم بالعودة الآمنه ،ويحلّون محلهم العنصر الفارسي الإيراني اللعين الذي يعمل على التغيير الديمغرافي لخارطة السكان في سورية تحت ضغط الحاجة والعوز

5- لماذا يعتقل الانسان السوري بلا ذنب؟ سوى لشكاية أو وشاية أو أثناء عودته الى البلاد ،ثمّ يُهان ويُضرب كالحيوانات ، بل الإنسان أرحم على الحيوان مما يجري من انتهاكات خطيرة لآدمية المعتقل ، ومُحاولة مسخه والتأثير عليه ، وأخذ الإعتراف المكره علية تحت التعذيب، ومن ثمّ إحالته الى فروع الاستخبارات للإكمال عليه، حتى يجعلوا فيه ألف علّة ، فإذا مامات بعد ذلك بفترة قصيرة قالوا موتاً طبيعياً

6- كلّنا يعلم أنّ عائلة الأسد حين وصولها للسلطه كانت شبه مُعدمة ، واليوم ثرواتها تجاوزت المئة مليار دولار ، فمن أين أتت هذه العائلة بكل هذه الأموال الطائلة ؟ ومثلها آل مخلوف الذين صاروا يسابقونهم في سرقة البلد ونهبه ودون حسيب ولا رقيب

7- لماذا يُعفى عن السرق واللصوص والمجرمين والقتلة وناهبي الدولة كلّ عام ؟ ويُردّ معظمهم الى وظائفهم ، ولا يُعفى عن أصحاب الرأي والكلمة والفكر والذين لم يصدر بحقهم أي عفو منذ اعتلاء هذه الأسرة السلطة

8- لماذا صار أكثر من ثلاثة أرباع أبناء شعبي تحت خط الفقر ؟ وصارت قلّة من الحثالات تملك كلّ شيء ؟ بينما الأغلبية لاتملك أيّ شيء

9- لماذا تقدمت سوريا في الفساد أمام 45دولة في العالم ؟وصارت في قمة الهرم الإفسادي في العالم

- لماذا تحولت بلادنا الى مركزا لتصدير المخدرات للعالم العربي ، بعد أن كان النظام مُتخذاً من لبنان ذلك ، وبعد طرده منه صارت سورية المصدّر الأول لهذه السموم

10- لماذا ترفض الأسرة الأسدية المحكمة الدولية إن كانت بريئةً من دم الحريري ورفاقه وبقية النواب ؟ وما دامت تعتقد أنّ الفاعل اسرائيل أو أمريكا أو أل الحريري أوجنبلاط وجعجع وغيرهم

11- ولماذا انحرف هذا النظام الى ايران الفارسية ؟ وقطع علاقاته بالعرب المساندين لسورية ، وجعل بلدنا رهينة لسياسات الملالي في طهران، ولماذا يُسمح للايرانيين بشراء المواقع والساحات الهامّة وشراء الأراضي الواسعة في كل انحاء الوطن ،وإقامة المزارات والحسينيات الفارسية الغير مألوفة لأبناء شعبنا في نفس الوقت الذي تُمنع فيه المدارس الشرعية السُنية ، ومنع أي نشاط لما هو موجود

12- لماذا علينا أن نخضع لآل الأسد القتلة والملوثة أياديهم في دماء شعبنا ، دون ارادة من المواطنين أو تفويض منهم ؟ بل بقوة الدبابة والحديد والنار

13- لماذا لم يُسمح بإقامة القضاء العادل واستقلاليته لمحاسبة القتلة والمجرمين والمُتعدّين على القانون ، أيّاً كان نوعهم أو مناصبهم أو ذواتهم ؟ ولماذا لايكون هناك  قضاء عادل يفصل في الأمور والمنازعات بين الناس والأحزاب والجماعات والمُتحاكمين؟

أخيراً : لماذا يخرس الأجراء والأذناب والأزلام عن كل الذي ذكرته؟ ولا يكون لهم رأياً الاّ خانعا ذليلاً تابعاً؛ لأنهم فاقدي الإحساس والشعور والضمير ولاأخلاق عندهم ، ولأنهم تعودوا على المداس ؛ وأن تكون رقابهم دائماً مُمرغةً بالأوحال  ،  ولأنهم منهم وجزء من هذا النظام السفاح وأدواته القاتلة ،ولكنه لامحالة سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه كل من ارتكب جرماً بحق شعبي الأبي الذي لن تخضع هامته لغير خالقه سبحانه وتعالى ، وهذه المقالة تُعتبر رداً مستمراً لكل المتطاولين والأقزام ، الذين يُريدون ثني عزيمتنا ، ولكننا سائرون وعلى الله متوكلون ، الى أن ينتصر شعبنا باذن الله.