مهزلة تشرين التحريكية لمرحلة الخزي والعار
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
( لم أكن أرغب في الحديث عن مأساة حرب تشرين ، ولكنني عندما كنت أُقلّب القنوات مررت على المحطّة السورية ، وكان فيها الشبل بشار الأسد لابساً الزي العسكري وهو يطوف على الوحدات العسكرية، تذكرت حينها على الفور أعمال الأجداد ، عندما كانوا يُلبسو الأولاد الصغار زيّ الكبار ليضحكوا عليهم ، وكذلك الحال ينطبق على هذا البشار ، طبيب العيون الفاشل ، يلبس بزّةً عسكرية برتبة فريق ليُعطي انطباعاً أنه عبقري في هذا المجال ، وهو لايعرف "طه من طاكة"، فما دخل الطب في العسكرة والتجييش ,وعلى رأي المثل إيش جاب لجاب الشبشب للقبقاب)
ومن هذه المقدمة التي لا بدّ منها للتمهيد في حديثي عن مهزلة ماسُمي بحرب تشرين التحريكية لمرحلة الخزي والعار ، والتي أصنجت أذاننا وعلى مدار مايقارب الأربعة عقود في الحديث عنها ، بينما هي لم تكن في مُحصلتها سوى هزيمة كبرى ، حققتها أُسرة آل الأسد ، وكانت فيها الخسائر فادحة
ولاشك أن الجندي السوري المقاتل البطل لايتحمل وزرها؛ لأنه خاض المعركة بكل عزّ وإباء ، وحقق انتصارات مهمّة في بدايتها ، ولكن القادة الخونه الذين كانت لهم أهداف غير منظورة من وراء دخولهم مُرغمين على الحرب، وليس بإرادتهم ،حيث كان الغليان الشعبي قد وصل الى أقصى مراحله للرد على تبعات حرب 67 التي سُلّمت فيها الجولان بيعاً وقبضاً من قبل وزير الدفاع حينها الدكتاتور حافظ الأسد، وكذلك كان الحال في حرب 73 التي أراد أن يستغلها الطاغية ، ويستغل فدائية الجيش وشجاعتهم وتقدمهم وانتصاراتهم ، ليعقد الإتفاقات المُخزية بعد أن عجز عن متابعة مجريات المعركة ، وأنفاس قواتنا المُقتحمة، وخشي على الكرسي الذي وصل اليه عبر الصفقة مع ربيبته اسرائيل،فاأُبرم الصفقة الثانية مع العدو ، والتي كانت نتائجها كارثية بكل ماتعنيه الكلمة ، والتي فقدنا من خلالها أضعاف مامنحته اسرائيل من الأرض لهذا النظام لتغطية ماء الوجه،وليكن مابعدها في تحريك المستنقع الآسن الذي أوصلهم الى مدريد أزلّاء ، ليحصلوا من وراءها على الحدود السُفلى وليست الدنيا ، ثمّ مابعدها الى تمريغ الكرامة في الوحل ؛ والدخول بمفاوضات لا شروط فيها ولا قيود ، ومن ثمّ لنصل الى مرحلة الذّل والعار واختراق طيران العدو لأجواء بلادنا اسبوعياً ودون الرد عليهم حتى برصاصة، مما أطمع العدو الإسرائيلي وأغراه ،للإغارة على مواقع عسكريه ، من المفروض أن يكون على عاتقها حماية البلد ، وليس المُعتدى عليها، فلم يلتقط العدو الصور ، ولم تكن رحلتهم سياحية، وإنما كانت مهمتهم عسكرية محضة ، ولهدر كرامة السلطة القائمة وإذلالها أكثر من التي هي عليه ، لتضبعها أكثر وتأخذ منها المزيد مماتريد ، لأنها علمت بضعفها وانبثاثها عن مجتمعها ، فأخذت منهم المعدات وأجهزة مهمه وحاسوبات وغيره بدعوى تحليلها في اسرائيل لربطها بمعلومات وصلتهم للتأكد من أمور معينه،فكان رد النظام مُربكاً وفي غاية الضعف والهوان ، فأعلن عن اختراق اسرائيلي لأراضينا ، ثمّ ادعى أنّ العدو لم يفعل شيء ، ثم أقر برمي خزّانات الوقود في الصحراء ، والذي على إثره ظهر مُحلليهم ومنافقيهم ليدّعوا –أنّ العدو لمّا وُوجه بالمقاومة رمى بخزانات الوقود في الصحراء لينجو، وصاروا يؤلفون حولها الحكايا والقصص و... ، الى أن ظهر كبيرهم الذي علمهم السحر واعترف أن الإستهداف كان لمنطقة عسكرية قديمة ، مُهوناً من عِظم القضية، ومعلناً عن موقف جبانً ورعديد ، جلب لبلادنا مزيداً من الخزي والعار.