المفاعلات النووية حق مشروع لكم يا عرب
المفاعلات النووية حق مشروع لكم يا عرب
قصة مفاعل ديمونا الإسرائيلي من الألف للياء
م. هشام نجار
الحلقة الأولى
إخوتي وأخواتي
دأب الكيان الصهيوني منذ إغتصاب فلسطين وحتى الآن على إتباع سياسة عدم التصريح بتأكيد او نفي برامجه وخططه حتى جرائم إغتيالاته وذلك حتى يترك اللغط حولها قائمآ دون حسم,ما ينطبق على هذه السياسه ايضآ هو الصمت حول وجود السلاح الذري الذي تمتلكه. الا ان خطورة هذا الموضوع جعل جهات غربيه تكشف عن برنامج إسرائيل النووي العسكري برمته بينما صمت إسرائيل يبدو
كالنعامه دافنة رأسها بالتراب ولا تعلم ان الكل يعلم ببرنامجها الخطير بأدق تفاصيله
فحتى هذه اللحظه لم تؤكد اسرائيل انها تملك اسلحة نووية رسميا وكل ما تذكره لنا انها لن تكون الدولة الاولى التي تدخل السلاح النووي الى الشرق الاوسط. ومع ذلك فإن كشف الآف الوثائق التي كانت سرية للغاية للحكومة الامريكية والتي تظهر أن الولايات المتحدة بحلول عام 1975 كانت مقتنعه وواثقه مائه بالمائه بأن اسرائيل لديها اسلحة نووية"كشف الموضوع امر جيد ولكن ماذا عن الإجراءات ضدها ؟هنا يظهر النفاق الغربي عاريآ حتى من ورقة التوت...ايها الإخوه هم لا يُلاموا فأبحثوا عن الملومين
اعزائي القراء
بدأ الكيان الصهيوني نشاطه النووي السري منذ عام ١٩٤٩ بتأسيس وحده علميه للجيش الإسرائيلي لتقوم بعملية مسح جيولوجي لصحراء النقب للبحث عن اليورانيوم,التنقيب اعطى نتائج مشجعه بوجود كميات كبيره من الفوسفات والذي بالإمكان معالجته لإسترداد كميات معقوله من اليورانيوم .فتم إنشاء لجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية في عام ١٩٥٢ وترأسها إرنست ديفيد بيرجمان الذي كان يشغل ايضا منصب رئيس وزارة الدفاع للبحوث وشعبة البنية التحتية وكان هدفها الأول الحصول على القنبله الذريه الإسرائيليه وقد تركز نشاط هذه اللجنه على إستخراج اليورانيوم من فوسفات النقب مع إستنباط طريقه جديده لإنتاج الماء الثقيل
اللازم للمفاعل الذري
,في خمسينات القرن الماضي كانت الحرب البارده بين الغرب والشرق مشتعله وفرنسا في ذلك الوقت كانت جزءآ من الحرب البارده والساخنه معآ فحرب تحرير الجزائر كانت مشتعله بشده ومصر وسوريا كانتا رديفتين لثورة التحرير بإمدادها بالسلاح والدعم اللوجستي, فإستفادت إسرائيل من التوتر القائم بين العالم العربي وفرنسا لتحقيق اهدافها بالتعاون مع فرنسا لتقديم خبراتها في تأسيس المفاعل النووي حيث كانت فرنسا قد بدأت في تأسيس مفاعلها الذي كان بقدرة ٤٠ ميجاواط يعمل بالماء الثقيل ومحطة اعادة المعالجة الكيماوية في ماركول مما جعل فرنسا شريكا طبيعيا لاسرائيل في تزويدها بكل مايلزم من خبره ومواد لتأسيس مفاعلها النووي المستقل
اعزائي القراء
بداية كان التعاون مع فرنسا تعاونآ بحثيآ فوافقت على تزويد إسرائيل بمفاعل إستطاعتة 18 ميغاوات للبحث العلمي
ولكن في خريف عام 1956 تغير الوضع جذريا بعد تأميم قناة السويس وحاجة بريطانيا وفرنسا الى إسرائيل لشن حرب مشتركه على مصر لإستعادة قناة السويس التي اممها الرئيس عبد الناصر وتحقيق إسرائيل لمطامع إضافيه على الأرض .هذا التحول عمّق العلاقه مع فرنسا للإنتقال الى خطوه متقدمه في التعاون النووي
في ٣ تشرين الأول/ اوكتوبر ١٩٥٧ وقعت فرنسا واسرائيل على اتفاق منقح يدعو فرنسا لبناء مفاعل بإستطاعة ٢٤ ميجاواط مع بناء محطة اعادة المعالجة الكيميائية في سرية تامه وخارج نظام تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذريه في ديمونا في صحراء النقب تحت قيادة العقيد المانوية برات من المرسوم فيلق الجيش الإسرائيلي
بدأ المشروع في ديمونا عام ١٩٥٨ ورصدت له إسرائيل ١٥٠٠ من العلماء والمهندسين والفنيين مع خبراء فرنسيين معدودين كما إنشئت وكالة سريه للمخابرات خاصه بالمشروع لضمان السريه والأمن
ثم شرع بنقل المعدات الضخمه, فتم إستيراد الماء الثقيل من النرويج على شرط أن لا يكون نقله إلى بلد ثالث, وشرع سلاح الجو الفرنسي سرا بنقل أطنان من المواد الخاصه بالمشروع لاسرائيل
في أيار/ مايو من عام ١٩٦٠ ظهرت مشكلة سياسيه عندما بدأت فرنسا بالضغط على اسرائيل لجعل المشروع يخضع لعمليات تفتيش دولية للموقع ، وهددت فرنسا بوقف وقود المفاعل إن لم يفعلوا ذلك.فلقد عبّر الرئيس ديغول عن قلقه من أن هذه الفضيحة لا مفر من كشفها وخصوصا في محطة اعادة المعالجة الكيماوية الخارجه عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذريه حيث سيكون لهذه المخالفات الفاضحه انعكاسات سلبية على موقف فرنسا الدولي كون موقفها هشآ بسبب حربها في الجزائر
اعزائي القراء
إثر ذلك تم عقد إجتماع بين شارل ديغول رئيس فرنسا ودافيد بن غورون رئيس وزراء الكيان الصهيوني لمحاصرة ازمة الأصدقاء.عرض الرئيس ديغول بإيقاف التعاون بإستكمال المفاعل لقاء تزويد إسرائيل بصفقة طائرات مقاتله من نوع ميراج , الا ان بن غوريون عرض حلآ قال عنه انه حل وسط يقضي بموجبه ان تلتزم فرنسا بتأمين اليورانيوم المخصب والتجهيزات التي تم االإتفاق على تصديرها على ان لا تصر فرنسا على التفتيش الدولي وبالمقابل تعطي إسرائيل تعهدآ بأن هدف بناء المفاعل هو للاغراض السلميه. وبلغة اخرى لا تغيير جوهري طرأ على الموضوع فالمقاولون الفرنسيون انهوا العمل والشحنات الأوليه للوقود النووي قد تم توريدها وان المفاعل دخل في مرحلته الحرجه عام ١٩٦٤
بدأت الشكوك تساور الولايات المتحده فأرسلت طائرة تجسس من طراز يو - ٢ حلقت ليلآ فوق مفاعل دومينا حيث لم يتأكدوا من ان المنشأه هي لمفاعل ذري وانه اقرب لمصنع للنسيج ومحطه زراعيه ومنشأه للتعدين, الا ان بن غوريون كشف في شهر كانون الأول/ديسمبر ١٩٦٠ ان ديمونا هو مفاعل ولكن للأغراض السلميه
في الحلقه القادمه سنقرأ عن عمليات التضليل التي قام بها الكيان الصهيوني لعناصر التفتيش التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذريه
فإلى اللقاء مع تحياتي
* * * * * * * * * * * * * * *
الحلقة الثانية
الإخوه والأخوات
ذكرت لكم في نهاية الحلقه الأولى ان بن غوريون كشف في شهر كانون الأول/ ديسمبر ١٩٦٠ ان ديمونا هو مفاعل ذري مصمم للأغراض السلميه, ولكن بعد خمسة عشر عامآ منذ ذلك التاريخ اي في عام ١٩٧٥ وهي فترة ليست بالقصيره فقد إعترفت الولايات المتحده بعد خراب البصره من ان برنامج الاسلحة النووية الاسرائيلية هو حقيقة ثابتة لا رجعة فيها
هذا التأخير بالإعتراف يعطي دلاله على إهمال متعمد او تحليل خاطئ او عملية خداع للعالم من قبل الولايات المتحده , سمها قارئي العزيز ماشئت فهي بالنهايه صبت في بناء إسرائيل لقوتها النوويه في غياب كامل للعالم بأسره وعلى رأسه الدول العربيه بحكامها الثوريين والتقليديين
اعزائي القراء
اصحاب الشكوك بالولايات المتحده لإخفائها برنامج المشروع الإسرائيلي طيلة خمسة عشر عامآ على الأقل كان له من الصحة نصيب كبير بل كان له كل النصيب كما سيتبين لاحقآ, فهل يعقل ان يقوم المفتشون الأمريكيون بزيارة مفاعل دومينا سبع مرات في ستينات القرن الماضي دون ان تراودهم شكوك من ان مفاعل ديمونا بني اساسآ لإغراض عسكريه! بينما يستعمل الأمريكيون والتلموديون حاسة الشم لديهم ليتحفونا بقرارهم من ان البناء العسكري المقام في شمال شرق سوريا في منطقة الكبار هو مفاعل ذري في دور التكوين اي مازال جنينآ في بطن أمه ؟
تقرير المفتشين الأمريكيين الذين زاروا ديمونا افاد من ان المفتشين لم يتمكنوا من الحصول على صورة دقيقة للأنشطة التي تجري هناك, وعزوا ذلك إلى السيطرة الاسرائيلية المشددة حول توقيت وجدول أعمال الزيارات
كانت إسرائيل تلجأ إلى طرق خداعيه وأشراك تُنصَب لأية هيئه دوليه ترغب في زيارة موقع ديمونا إلى حد تثبيت لوحات تحكم كاذبة وعزل مناطق كامله بالقرميد فوق الممرات والمصاعد والتي اغلقت وحجزت قسمآ كبيرآ من البناء المتضمن للتجهيزات الهامه لتبقى مغيبه تمامآ عن انظار المفتشين الذين لم يجدوا دليلآ (او هكذا زعموا) على عدم وجود " انشطة ذات صلة بمشروع تسليح نووي" مثل وجود اعادة معالجة البلوتونيوم
اعزائي القراء
على الرغم من أن حكومة الولايات المتحدة تدّعي انها لم تشجع أو توافق على البرنامج النووي الإسرائيلي الا أنها ايضآ لم تفعل شيئا لوقفه،فالسفير الامريكى لدى اسرائيل والورث باربور خدم في إسرائيل بين عامي ١٩٦١ - ١٩٧٣ لاحظ ( طول مدة الخدمه؟) كان ولاشك يعلم بما تقوم به إسرائيل في ديمونا لبناء برنامج قنبلة نوويه في السنوات الحاسمة ولكنه وحسب رأيه كان يرى ان وظيفته تقضي بعزل الرئيس الأمريكي عن الحقائق التي قد تدفع الرئيس الى اتخاذ إجراء سلبي بشأن القضية النووية الإسرائيليه قائلا ان "الرئيس لم يرسلني لإسرائيل لتزويده بالمشاكل فأنا لا ارغب أن أكون وكالة للأنباء السيئة له
إخوتي واخواتي
من هذا الرد يمكن إعتبار السفير الأمريكي باربورعميلآ إسرائيليآ بجداره, فبعد حرب١٩٦٧ وضع باربور حدآ لجهود الملحقين العسكريين في جمع المعلومات الاستخبارية حول ديمونة ولم يأذن بمعلومات عن شحن الوقود النووي، كما فعل في حجز معلومات عام ١٩٦٦ عندما كانت إسرائيل على إستعداد لوضع رؤوس حربية نووية على صواريخ حامله لها ، فلقد تخفى هذا الرجل وراء ستار البيروقراطية وكان أبدا يعمل على أساسها.وعند هذه النقطه يمكننا القول بكل صراحه ان فرنسا وضعت حجر الأساس للمشروع واكملت عليه الولايات المتحده , بينما كان الحكام العرب يحاربون مع الولايات المتحده حربها البارده ضد الإتحاد السوفيتي
إنتاج الأسلحه النوويه
أعزائي القراء
عندما اصبح الوضع مكشوفآ للولايات المتحده, اصدرت ال (سي آي إيه) وكالة الإستخبارات المركزيه الأمريكيه تقريرآ بنته على لقاء تم بين كارل دوكيت مدير مكتب العلوم والتكنولوجيا في وكاله الإستخبارات المركزيه وإدوارد تيللر الملقب بأبي القنبله الهدرجينيه توصلوا فيه إلى ان إسرائيل قد تمكنت بنجاح بالبدء ببناء اسلحه ذريه وقد جاء هذا الإستنتاج من السيد تيللر نتيجة لمباحثاته مع أصدقائه في مؤسسة الدفاع والعلوم إلأسرائيليه . وفي حوالي عام ١٩٧٥ توقعت وكالة الإستخبارات المركزيه الأمريكيه ان عدد الرؤوس النوويه التي تملكها إسرائيل يبلغ حوالي عشرين رأسآ نوويآ وانها تملك قنبلتين ذريتين في عام ١٩٦٧ , وقد جهزت إسرائيل ١٣ قنبله ذريه بقوة عشرين كيلو طن في حرب ١٩٧٣ خشية خسارتها للحرب ولقد ظلت تقديرات الإستخبارات الأمريكيه تدور حول هذا الأرقام حتى عام ١٩٨٠
إخوتي واخواتي
من هذه التقارير الأمريكيه يتبين لنا ان إسرائيل تسعى بالنهايه لمسألة حسم وجودها المصطنع على شن حرب نوويه. وهنا تبدو ان الحاله اكثر من ملّحه على الجانب العربي للشروع وفورآ لإعادة ميزان سلاح التدمير الشامل مع إسرائيل لوضع رادع لإسرائيل, فإذا كان امام العرب مرحله شاقه لبناء مفاعلاتهم فيجب ان يبدأوا منذ الآن وليس غدآ وان يملأوا الفراغ الحالي بتطوير اسلحة تدمير شامل من اي نوع كسلاح ردعي لغاية الوصول للقوه النوويه. هذا الكلام موجه لكل الدول العربيه فإسرائيل تضع كل الأمه العربيه في حسابها وليست سوريا فقط ولايقولّن احد من الحكام انا بعيد عن الساحه ... وعلى مصر اللا تتوقع ان المعاهده تحميها فحين تحين الحرب الخاتمه فإنها ستكون بوضوح لا غموض فيها اما نحن... واما هم... وستكون مصر في مقدمة حسابات إسرائيل فهل من مدرك؟
في الحلقه الثالثه سنتكلم عن تطور اعداد الرؤوس النوويه الإسرائيليه والصواريخ الحامله لها
فإلى اللقاء مع تحياتي
* * * * * * * * * * * * * * * *
الحلقة الثالثة والأخيرة
إخوتي وأخواتي
ذكرت لكم في الحلقه الثانيه ان الكيان التلمودي حصّن نفسه بعدة قنابل نوويه قبل حرب عام ١٩٧٣, وذكرت ان هذا الكيان كان على إستعداد لقذف عدة عواصم عربيه بها في حال خسارته لحرب رمضان عام ١٩٧٣, وإنتهت الحرب واخذ الكيان الصهيوني فترة راحه بعد ان أخرج الرئيس كارتر والرئيس السادات مصر خارج دائرة الصراع العربي الصهيوني بالتوقيع على معاهدة كامب دافيد ظاهرها علم مصري منصوب على سيناء وباطنها إنكفاء عسكري من حدود مصر مع فسطين المحتله مع ربطها بحزمة بنود ظهرت نتائجها جلية في وقتنا الحاضر ,هذا الوضع المريح للكيان الصهيوني مكّنه من تطوير وزيادة رؤوسه النوويه, ولكن لماذا كل هذا التكديس النووي وقد خرجت مصر من الصراع؟ هنا يتبين لنا ان حرب إسرائيل مع كل الأمه العربيه وليس مع بعضها كما يدّعون, ومن الوهم ان نقول ان الصراع على وشك ان ينتهي بحرب مع سوريا
اعزائي القراء
بين عامي ١٩٧٣ و١٩٨٠ تم إنتاج كميه كبيره من المواد الإنشطاريه تكفي لتزويد ١٠٠ الى ٢٠٠ رأس نووي. ولكن في عام ١٩٩٠ اكدت وكالة المخابرات المركزيه الأمريكيه ان إسرائيل تملك بين ٧٥ إلى ١٠٠ رأس نووي يمكن تركيبها على صواريخ ذات منصات متحركه من طراز اريحا -١ واريحا -٢ إضافة الى قنابل ذريه تقصف من الطائرات واسلحة ذرية تكتيكيه اخرى من مختلف الطرازات
تقديرات للسلاح الذري الإسرائيلي
المخطط البياني يُظهر التوقعات للمخزون النووي
إخوتي وأخواتي
في عام ١٩٨٦ فجّر موردخاي فانونو وهو خبير إسرائيلي يعمل في مفاعل ديمونا تصريحآ حيث ذكر فيه ان إسرائيل قادره على تخصيب ٤٠ كغ من اليورانيوم سنويآ إلى درجة كافيه لإنتاج سلاح ذري لمختلف انواع الأسلحه النوويه. هذه التقديرات كانت هامه حيث أٌستدِلّ من خلالها على ان قدرة مفاعل ديمونا تصل الى ١٥٠ ميغاواط اي مايقارب عشر امثال المفاعل الذي بدأ به الكيان الصهيوني مع فرنسا وضعف المفاعل المركب في عام١٩٧٠
نال فانونو جزاءه لكشفه هذه الأسرار وحُكم عليه ب١٨ سنه في السجن الإنفرادي. ولا بأس أن نكتب لكم اعزائي القراء بعض تصريحاته لمجلة الوسط" الصادرة في لندن عسى ان يجد الساده الحكام العرب وقتآ لقراءتها قال الرجل :إن حدوث هزة أرضية سيؤدي لتصدّع المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا الذي تجاوز عمره خمسين عامًا وسيتسبب بتسرّب اشعاعات نووية تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة في ما وصفه تشرنوبيل ثانية
وقال فانونو إن على الأردن إجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل لمعرفة مدى تأثرهم بالاشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية عليهم كما فعلت اسرائيل مع سكانها المقيمين قرب مفاعل ديمونا, لأن مداخن المفاعل لا تعمل إلا عندما تكون الرياح في اتجاه الأردن
اعزائي القراء
يعمل مفاعل ديمونة في المتوسط ما بين 200 و 300 يوما سنويا وينتج ما يقرب من 0.9 إلى 1.0 غرام من البلوتونيوم لكل ميغاواط حراري يوميا وتستخدم اسرائيل ما بين 4 و 5 كيلوغرامات من البلوتونيوم للسلاح النووي الواحد
إخوتي وأخواتي
السؤال المشروع لكل قارئ هو التالي: اين كان يجري الكيان الصهيوني تجاربه النوويه؟ للإجابه على هذا السؤال علينا ان نعود إلى فترة التعاون السري بين حكومة جنوب افريقيا العنصريه والكيان الصهيوني في سبعينات القرن الماضي حيث تم حجز منطقه واسعه بجنوب المحيط الهندي لإجراء تجارب مشتركه , وقد تأكد ان التفجيرات التي حصلت في عام ١٩٧٩ في تلك المنطقه كانت تفجيرات نوويه إسرائيليه. كما ان الكيان الصهيوني لجأ الى تطوير ما يسمى بالنظام المحاكي والذي كثيرآ ما نستعمله في انظمتنا الهندسيه للتأكد من نجاح إختراعاتنا دون اللجوء الى تجربه فيزيائيه حيه وهذا ما يقوم به النظام الصهيوني حاليآ
وبعد... حكيت لكم ايها الأعزاء وعلى مدار ثلاث حلقات موجزآ عن مفاعل ديمونا الصهيوني وخطره على امتنا وحاولت قدر إمكاني ان يكون مقالي واضحآ ومفهومآ لكم إنشاء الله
الإخوه والأخوات إن إهمال حكامنا لهذا الجانب المصيري وإنشغال كل حاكم في أمور امنه الخاص سيولد موجات تسونامي صناعة صهيونيه ستغرق امتنا من الخليج العربي وحتى المحيط الأطلسي , وعلى الحكام العرب ان يعلموا انه لا نجاح لنا الا إذا صمدوا بوجه الإبتزاز الغربي ولن يصمدوا الا إتفقوا فورآ على الدخول ودون مواربه الى تكنولوجيا المفاعلات النوويه,أما سياسة الإختباء وراء امريكا والتي كانت هي كما اوضحت وراء حصول الكيان الصهيوني على مائتي رأس نووي هو مضيعة للوقت وخسارة للأمه وفرقة إضافية لا ينتج عنها سوى مزيدآ من البكاء على الأطلال
كما ان سياسة التمني من ان يمّن علينا الآخرون بفتات السلاح الذري لهو ضعف مُرَكّبٌ لهذه الأمه
هذا خلاصة ما أقوله لكم ايها الساده الحكام فإن لم تقنعوا مني,فإني اترككم مع امير الشعراء أحمد شوقي فعساه ان يقنعكم
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
مع تحياتي