الإخوان المسلمين السوريين

الإخوان المسلمين السوريين...

تاريخ ونضال وتفاني وإخلاص

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( ليس من عادتي أن أمتدح حزباً معيناً ،كما وأنه ليس من عادتي ذمّ أي أحد وخاصةً إذا كان في المعارضة، والتي تعني كل من انتسب إليها صار في عداد الأموات بنظر النظام الإجرامي الإرهابي الطاغوتي السوري ، وصار محكوماً إمّا بقانون العار والعهر 49لعام 1980 أو صار محكوماً بقوانين ماأنزل الله بها من سلطان، أو بما يُسمّى حكم قراقوش ،كالتوهين من عزيمة الدولة ،أو الإستهزاء بالحاكم، أو الإنقلاب على النظام الإقتصادي أو التخابر مع العدو"ليس الإسرائيلي بل العربي" أو ماشابه . وبغض النظر عن فكر هذا التنظيم أو ذاك ، أو حتى تاريخه .. فمن منّا بلا خطيئة ولكن العيب الإستمرار بها )

في كل مرة أود فيها ترك الكتابة وأنوي فيها الإنزواء ، يخرج على السطح  مايُعكّر جوّ العزلة ومايستفز؛ فأضطر للرد ومن ثمّ العودة من جديد ، ولكن في هذه المرّة سأكتفي بهذه المقالة للرد  على شخص ادّعى أنّ اسمه وسيم والذي أورد الأكاذيب والأراجيف في جماعة الإخوان المسلمين ، وفي بعض الشخصيات ، كناطقاً رسمياً بإسم الإستخبارات السورية التي يديرها المدعو آصف شوكت وحفنة المرتزقة ، والتي جُلّ همها ايقاع الأذى بالناس والعمل على تفرقتهم وتشتيتهم لتسود الأسرة الحاكمة على حساب دماء وأشلاء البشر.

وأنا هنا ليس دفاعاً عن الإخوان المسلمين فحسب بل عن بقية الأحزاب الوطنية ، التي شاركت جميعها في التحرر من الإستعمار الفرنسي ؛ وطرده عن بلادنا ، وهي اليوم تجتمع ثانية لخطب جلل وأمرٍ عظيم ، وهو التخلص من الاستبداد والدكتاتورية والفساد والارهاب والقتل الذي تمارسه هذه الأسرة وعلى نطاق واسع محلياً وعربياً ودولياً بما عُرف ب" الإستعمار الداخلي"المدعوم اسرائيلياً بالدرجة الأولى ، والذي يرفض الجلوس على طاولة الحوار مع أبناء شعبه ، في نفس الوقت يستجدي العدوللرضى عنه .

ومن المعروف أن تنظيم الإخوان المسلمين السوريين نشأ ككيان بعد مخاض صعب وشاق في تاريخ سورية الحديث  ، ومع حركة الإنتفاضة التي شملت كل التنظيمات السورية الوطنية ، وكافحت معهم الى أن نالت سورية استقلالها عن فرنسا عام 1946، وكان عناصرها المؤسسون قد شاركوا من قبل اخوانهم الفلسطينين في معارك الشرف والدفاع عن الأرض ، مما يدل على تاريخهم المُشرف ودفاعهم عن الحق ، تماما كما هم الآن يبذلون الغالي والنفيس ؛ لتحرير شعبنا من رقة الذّل والعبودية التي يأخذهم اليها هذا النظام ، وانقاذه من حالة الجوع والبؤس التي هو عليها الأن ، وكل هذا لن يكون إلا بتضافر الجهود المخلصة التي اجتمعت في مؤتمر الخلاص وغيره،وقررت ووضعت الخطط لإسقاط النظام

والأخوان المسلمون هم ليسوا رجال دين ، وإنما أخذوا على عاتقهم مسؤولية ممن يدافعون عنه، وهم بمعظمهم دُعاة ووعّاظ ، سلاحهم الفتّاك هو الكلمة ، التي تُرعب وترهب الحثالات واللقطاء والهمج وعصابات الإجرام الحاكمة المستبدة ، لذا فقد استهدفتهم الأيادي الآئمة في الأسرة الأسدية ، وقتلت بإسمهم من الأبرياء مايفوق أيّ تصّور، ودمّرت المدن فوق ساكنيها ، وارتكبت المجازر الجماعية ، وهي لاتزال على غيّها وطغيانها وجبروتها ، وهي في نفس الوقت تستجدي وتستعطف وتُقبّل أحذية الإخوان العالميين من الأقطار الأخرى للوقوف معها، ولو كان كلام وسيم وغيره من أزلام النظام أيّ مصداقية مما يفتروه على الأخوان  ، لما توسل إليهم أسيادهم ، الذين دفعوهم للكلام عنهم والنيل منهم

أمّا السيد عبد الحليم خدّام ، فيكفيه شرفاً ، أن تخلص من علاقته بهذه الأسرة التي أساءت اليه بعلاقته معها، وهو الأن يدفع ضريبة ذلك من التشهير والإفتراء عليه ، في حملة مأجورةٍ وواضحة ، لاتحتاج الى مزيد من الجهد لاستبيانها، ولو كان فيه مايُعيب ، أو انه ارتكب المخالفات ، أو صدقت التهم المنسوبة اليه ، فمعنى ذلك أن نظام هذه الأسرة يدين نفسه بنفسه، وأنه مجرم ومشارك له في الجرائم كونه لم يحاكمه ، ولكن كل الذي أرجوه من وسيم وغيره ؛عندما يريدوا أن يتكلموا ، أو يكتبوا ألا يستخفوا بعقول من يقرأ كي يحترموهم ، وإلا فهم في نظرهم مُنحطين سفلة

وأما عن استحلاف وسيم  لي بقوله : "استحلفك بالله هل تعتقد انه يوجد في سوريا رجل واحد فقط راشد عاقل يصدق الاخوان المسلمين و يتبنى نهجهم او حتى يستمع لهم" فأقول له نعم ، وانّ غالبية الشعب السوري تؤيدهم في أُطروحاتهم ونهجهم ، كما تؤيد حلفاءهم ، وإن أراد البرهان ، فليدع أسياده  للمواطنين حريتهم ليختاروا من يريدون ، وسيجد حينها صحة كلامي ومصداقيته، لأن أسياده ماهم إلا غرباء وافدون ، ليس لهم جذور في هذه الأرض ، وكذلك هم منبوزون من المجتمع السوري ، الذي ينتظر ساعة الخلاص منهم، وإنه لقريب بإذن الله.