الطائرات الإسرائيلية قصفت منطقة خالية

الطائرات الإسرائيلية قصفت منطقة خالية

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

هذا ما قاله فاروق الشرع في مؤتمر ه الذي عقده مع نائب الرئيس العراقي " والإسرائيليون يختلقون أشياء يبررون بها عدواناً في المستقبل " هذا ما قاله الشرع فاروق . وقال أيضاً " كل ما قيل حول الغارة الإسرائيلية الأخيرة هو خاطئ ، ويستهدفون حرباً نفسية علينا ، ولكنّ سوريا لن تُخدع " .

لن أعلق على صحة الغارة كما قالت الأخبار ، ولا على صدق التنظام أو كذبه المستمر على شعبه ، ولكن ننبه إلى الدفاع الضعيف الصادر عن نائب رئيس نظام "الممانعة " الذي يصبح ويمسي وهو يطنطن بالصمود والتصدي للعدو الإسرائيلي ، ثم ينكشف بسهولة حين يعلن " أنه لا يريد الحرب مع إسرائيل ( لا في المستقبل القريب ولا البعيد ) .

ومن المعلوم بالضرورة أنك إذا رغبت باستعادة ما سلب منك استعددت ، وأريت المغتصب " عيناً حمراء" ولو كنت تبطن غير ما تظهر ، ولكن النظام السوري تخلى حتى عن هذا ، فهو يصرح أنه لا يريد حرباً مع إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد ، فكيف تعيد إسرائيل الجولان ، وهي تسمع هذه التصريحات المستجدية  من هذا النظام الذليل ، وما الدافع لإعادتها الجولان ، وهي تسمع توسلات النظام الذي لم يجرؤ حتى على ( الاحتفاظ بالرد المناسب في الوقت المناسب)  التي زادت فيها كلمة ( الرد قد يكون سياسيا !! ) ؟

وهل يحتاج الإسرائيليون - بعد هذا التخاذل السافر من النظام - لاختلاق أشياء يبررون بها عدواناً في المستقبل ؟ ولن يكون التبرير إلا بعد القيام بالعدوان ، لا قبله ....  أ ترى ما يقوله نائب رئيس النظام السوري يستر عورة النظام - حسب زعمه – أوتراه يُضحك المواطن عليه " وشر البلية ما يُضحك " ويجعله يسخر منه ومن نظام ضعيف ذليل يستجدي رضا العدو عنه ؟!.

نحن لا نصدق الإسرائيليين ، ولكننا في الوقت نفسه نُكـَذ ّب النظام الذي اعتدنا على كذبه – فهو لا يستطيع العيش إلا على الكذب – فما الفائدة - يا نائب الرئيس - من قصف منطقة خالية  وفي المنطقة الشرقية من سورية ، وهذا يعني أن الطائرات الإسرائيلية كانت تسرح وتمرح عبر مئات الكيلومترات شرقاً وغرباً في سماء بلادنا دون رادع يردعها ؟ وهل اختار الطيران الإسرائيلي منطقة خالية حتى لا يكبد جيشنا البعثي العقائدي خسائر ؟! لكنه يريد فقط أن " يعلّم عليه " بلهجتنا ، ويحسبها نقطة لصالحه؟! أم ترى الطيران الإسرائيلي كان أعشى – أصابته الغشاوة – فما عاد يفرّق بين منطقة خالية وأخرى فيها قواعد؟

وإذا كان النظام السوري " لن يُخدع " فما الدليل على ذلك ؟

أحسب أن الدليل على ذلك :

1.        اليقظة الدائمة للجيش السوري وطيرانه الحربي الذي عليه أن يجوب سماء الوطن ليلاً نهاراً يسهر على أمنه وسلامته .

2.        أن يرد الصاع صاعين – ونحن نرضى بالصاع صاعاً – على كل اعتداء بما يردع ، لا سياسيا وعلى استحياء !

3.        أن يُحاسب المسؤولون من الضباط ابتداء من وزير الدفاع ورئيس أركانه وانتهاء بأصغر ضابط مسؤول عن الدفاع عن أمن الوطن ومنشئاته . فهل يفعل النظام ذلك ؟ ؟ أشك في هذا كل الشك ، فاللص لا يحاسب أذنابه كي يظلوا على الولاء له .

4.        مثل هذه الضربات تسقط الوزارات والحكومات ، وتجعل الشريف يستقيل حين يثبت أنه ليس كفؤاً لما يُناط به ، واللصوص في سورية لا يفعلون ذلك بله التفكير فيه .