رسالة من أخيكم

رسالة من أخيكم

"سني من إيران"

في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ ولكن أنا شاب إيراني أبلغ من العمر 24 عاماً أعيش بجنوب إيران في الساحل الغربي، عشت حياتي وطفولتي بإيران وبداية أقول لكم سامحوني يا إخوة إن صدرت مني بعض الكلمات الخطأ لأنني أفكر كثيراً، كما أني لا أعرف أعبر جيداً بالعربية القرآنية.

الأمور التي تعانيها سنة إيران كثيرة لا يمكن أن أجمعها كلها لكن بما أن أخي السني طلبها مني سأكتبها مستعيناً بالله وحده وكبداية سأخبركم بسر صغير وموقف غريب أثر بي إلى هذا اليوم حينما كنت صغيراً، كانت هناك مباراة بين إيران والسعودية وكنت أشجع إيران وإخوتي كذلك يشجعون إيران لكن والدي يشجع السعودية! في الحقيقة قلت لوالدي كيف لا تشجع إيران بلدنا فلم يجبني بل اكتفى بابتسامة جميلة عرفت السر لكن بعد أن كبرت وسواني الله رجلاً.

قبل كل شيء لابد أن أعلن لكم أننا ليس كما يظن العالم الإسلامي من أننا أقليات مثل أقليات الدنيا، نحن يا إخواني السنيين نشكل نسبة 35% من الشعب الإيراني، وعددنا يفوق ما ينشر بالإحصائيات لإيران الرسمية نحن عددنا 23 مليون سني.. نعم 23 مليون سنّي بمعنى أننا مقاربون لعدد الشعب السعودي تقريباً ومع ذلك غير معترف بنا لا مدارس مخصصة لنا كسنة، ولا جامعات، بل السني الإيراني إذا ذهب للسعودية ليدرس الإسلام، يعود لإيران فتمسكه الحكومة وتأخذه خلف الشمس، لأنه وهابي صار لا يمكن أن أنسى يوم مرضي حينما كنت بسن المراهقة فذهبت إلى  المستشفى طلباً للعلاج فأول ما رآني الاستقبال لم ينادي الممرضات ولم يناديني ويسأل عن اسمي وإنما كان أول سؤاله لي: أنت شيعي أو سني؟

في الحقيقة أدركت بعد ذلك بأنهم لا يعاملوننا كما يعاملون الشيعيين الإيرانيين، فالشيعي مقدم حتى في الحقنة التي تشفيني بعد الله وعرفت بأن موقفه ليس موقفاً شخصياً بل موقف حكومي لكل السنة، فكل إيران تكرهنا كل إيران لا تحبنا بل حتى حين نذهب لأي مراكز حكومية أو ترفيهية تتوجه إلينا هذه الأسئلة التي أحياناً نكذب كي لا يضرونا والمطاعم حين نذهب أستطيع أن أقسم بالله بأنهم يتفون في طعامنا إن علموا بأنني سني موحد وجريمتي قوله تبارك وتعالى في قرآنه العظيم (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).

وهم يعرفوننا من ملبوساتنا وأسمائنا ومناطقنا، حتى من أشكالنا يعرفوننا، حينما كنت طفلاً في الابتدائي أخذتني المعلمة جانباً وقالت لي بأن أبا بكر وعمر وعثمان كفار ونواصب وطلبت مني ترديد هذه الكلمة رددتها ببراءة لأنني حينها لا أعلم من هؤلاء ولا أعلم قدرهم وحسبي الله عليها أنها تريد تشييعني مثلها.

وفي المحكمة: السني عندهم لا ينظر له ويستطيع كل واحد أن يظلمه حتى القاضي يظلمه، السني يعامل بقسوة وينادوننا بسبة قد تكون غريبة عليكم.

يقولون: يا سعوديين، يسبوننا بيا سعوديين أو يا عربستان..

كما أنه لو جاء سني إيراني يريد أن يبني مسجداً لا يعطونه الترخيص للبناء بل ممنوع يقولون. وكثير من الإيرانيين لكي يغضبونا يبنون حسينياتهم المخرفة في مناطقنا نحن أهل السنة بل يعطونه التسهيلات لذلك.

يوجد مساجد لكنها أبداً ليست كما تظن بل مجرد صناديق موزعة كالأكواخ هنا وهناك ولا يرفع منها أذان ولا شيء أو سردابات تحت الأرض وقبو وغيره كمسجد لنا.

وبالنسبة للتسمية فإنهم لا يسمحون لنا بأن نسمي عمر ولا أبو بكر ولا عثمان ولا حتى عبد الرحمن تخيلوا عبد الرحمن ممنوع! بل كذلك الأسماء العربية القديمة مثل جمعة، عفراء، حصة، نورة، حمد.. ممنوعة هذه الأسماء أو أسماء البدو.

بعضكم يقولون: لماذا لا تهاجرون بعيداً عن إيران وأذاها؟

وأقول: أي الحكومات المسلمة ترحب بالإيراني؟ هم لا يعرفون إلا إيراني اسمه إيراني وشكله من إيران وكلامه إيراني كذلك!

ومن الأشياء المضحكة الغبية بأن الشيعة الخليجيين مهانون جداً عندهم فهو يخدم المعممين ويظنه كرامة له ويدفع الخمس غصباً يدفعون الخمس للمعممين ولأبناء المعممين وهم ضيوفهم وضيوف الإيرانيين ويعتقد أنه بركة وغير العربي من الرافضيين دنيء وحقير.. كيف السني؟ والمتعة في كل مكان إيران متعة في كل مكان بطريقة كبيرة وكثيرة.

ويحاول الخبثاء جرنا لها بأي طريقة وإغراءات ويعيروننا أن (عمركم) حرمكم منها يعني عمر ابن الخطاب وينسى كل واحد منهم الآية (إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

الإيراني لا يحب العربي حتى الشيعي لا يحبه ويراه تابع وهو متبوع لذلك المعممين دائماً إيراني الجنسية، فكيف نظرتهم للسنة بإيران؟

وحينما حصل انقلاب الخميني أخذوا أراضي السنة غصباً عنهم ومن حظه عظيم من تركوا له عشرها ولم يعترفوا له إلا بعشرها أمور كثيرة كثيرة مظلومين كثيراً بها، ولكن لا أذن تسمعنا ولا يعلم الناس شيء عنا أكتب لكم الرسالة ودموعي تسقط حين أتذكر حالنا ولكننا نحبكم والله العظيم نحبكم أيها السعودية أنتم أملنا ومنكم نأخذ ديننا وكل شيء نقلدها فيه والله بأننا حتى ملابسنا ثياب مثلكم ونحب خصوصاً الملك عبد الله ملككم الطيب نحبه كثيراً، ويكفينا أنه ملك المملكة العربية السعودية أبي يمدحه لأنه يصلح بين الفلسطينيين المساكين وأمي تقول بأن وجهه فيه نور.

آخر شيء أقوله: أحبابي أهل السنة الطيبة الطاهرة المشرفة اشعروا بنا، اعلموا بحالنا فنحن والله لا نصوم إلا بصومكم، ولا نفطر إلا بعيدكم، الفطر، ولكن لا نعلن كي لا يؤذينا الشيعة الرافضيين بألسنتهم وتعاملاتهم.

ونتمنى أن تتذكرونا بصالح الدعاء بالليل الأخير وبألا تصدقوا من يقول بأننا قليل بإيران، نحن كثير والله كثير، لكن لا قيمة لنا ولا قدر لأننا سنة حتى عددنا غير معترفين به.