جريمة البستان في دبي
هل هي جريمة تحالف مخابراتي واسع؟
م. هشام نجار
الإخوه والأخوات
لم يعد السؤال المطروح للرأي العام هو التالي: هل قام الموساد الصهيوني بجريمة إغتيال الشهيد محمود عبد الرؤوف المبحوح أحد قياديي حركة حماس في العشرين من الشهر الماضي في فندق البستان في دبي؟ هذا التساؤل اعزائي القراء قد تم حسمه وبلا تردد ولصالح الموساد فور وقوع الجريمه ليصبح حقيقه واقعه ومعلنه رسميآ بعد عشرين يومآ من اغتيال السيد المبحوح
لكن التساؤل الثاني والذي اعتبره تساؤلآ اهم من الأول بفارق كبير نظرآ لبديهية الإجابه على التساؤل الأول وهو التالي:هل جوازات السفر التي استعملت من قبل عملاء الموساد الصهيوني كانت مزوره؟
الإجابه على هذا السؤال جاء على لسان الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي بتأكيد قد يصل الى تسعين بالمائه من ان الجوازات صحيحه ولا يشوبها اي تزوير
إذن اعزائي القراء الإجابة على التساؤل الثاني فتح الباب على مصراعيه
على سؤال خطير ومهم هو التالي: هل تم إنشاء جهاز مخابراتي مشترك بين اجهزة المخابرات الأوروبيه وجهاز الموساد الصهيوني وان هناك غرفة عمليات مشتركه مهمتها تنفيذ إغتيالات تطال شخصيات عربيه معارضه لتصفية القضيه الفلسطينيه كمسؤولين من حماس وحزب الله او اي شخصيات ذات نفوذ تقف حائلآ ضد مخطط التصفيه
الأمثله التاليه قد تعطي مؤشرآ قويآ يصب في هذا الإتجاه
اولآ- إغتيال الشهيد ياسرعرفات عن طريق دس سم له سريع التحلل.تقرير الوفاه لم يظهر حتى الآن, فما هو سبب إخفاء التقرير الذي كان من الفروض ان يصدر عن المستشفى الفرنسي الذي لفظ السيد عرفات انفاسه فيه ؟ وما هو دور المخابرات الفرنسيه في لعب دور حجب التقرير من الإنتشار؟
ثانيآ - محاولة إغتيال السيد خالد شعل في الأردن تم تنفيذها بإنتحال جوازات سفر اوروبيه
ثالثآ - عدم إستجابة السيد محمود عباس لدعوة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر اوائل العام الماضي اثناء مجزرة غزه لحضور المؤتمر المصغر لقمه عربيه في الدوحه , فأجابه على الهاتف وبعد مرور ساعه على دعوته وبالحرف الواحد :"ان أنا حضرت المؤتمر فإنهم سيذبحونني من الوريد", فماذا كان يقصد (بإنهم ) ان لم يكن مجموعة تحالف مخابراتي يعرف عنها السيد عباس الشيئ الكثير
رابعآ - جريمة إغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق, فلقد تم التركيز السريع على إتهام النظام السوري وبشكل متناسق بين الولايات المتحده واوروبا وإسرائيل دون ترك نافذه صغيره لإتهام إسرائيل, واليوم لا احد يتكلم عن سوريا ولا احد بتكلم عن إتهام الجنرالات الخمسه اللبنانيين الذين تم الإفراج عنهم دون اي تهمه .فهل ترهلت مكونات الجريمه وصارت قاب قوسين او ادنى من معرفة الفاعلين الحقيقيين وهم تحالف مخابراتي مشترك مع الموساد ومن ثم تم تغيير قواعد اللعبه؟
خامسآ - من الذي إغتال الحاج عماد فايز مغنيه في دمشق, حيث بصمات الجريمه تتقارب تمامآ مع جربمة دبي من حيث التمويه بإستعمال جوازات سفر غربيه ؟
سادسآ - واخيرآ جريمة البستان والتي تعتبر اقوى الشواهد على تعاون مخابراتي موسادي غربي نظرآ لوجود عدة عوامل ساعدت على كشف غرفة عمليات مخابراتيه مشتركه اهمها كما اسلفت هو إستعمال منفذي الجريمه لجوازات سفر بريطانيه - إيرلنديه - فرنسيه - المانيه صحيحه لايرقى اليها الشك كما افاد مسؤولون اماراتيون. فالأوروبيون لم يعد امامهم لنفي علاقتهم بالجريمه سوى التركيز على عامل التزوير ودون ذلك ستكون القضيه فضيحه بجلاجل على قول إخوتنا المصريين
اما العامل الثاني فيعود الى خبرة وجرأة الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي وإمتلاك جهازه الى تقنيات متقدمه لكشف الجريمه, وهنا لابد من تقديم الثناء لهذا الرجل الوطني المخلص لعمله والذي لم يبخل بجهد بل لم يخف من قول الحقيقه والتي تتردد دول عربيه كبيره على علاقة بإسرائيل من ذكرها خشية
العقاب لو ان الجريمه جرت على ارضها
الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي لعب دورآ هامآ بتفكيك اسرار الجريمه
لقد كان لسرعة تحرك هذا الرجل نتيجه إيجابيه اخرى هي إلقاء القبض على جاسوسين فلسطينيين شاركا في اغتيال القيادي العسكري لحماس محمود المبحوح في دبي هما أحمد أبو حسنين و أنور شحيبر وكانا قد فرا من قطاع غزة قبل نحو 3 أعوام عقب سيطرة حماس على القطاع , وأوضحت المعلومات أن أحد المتهمين أبو حسنين عضو في المخابرات الفلسطينية العامة, وأنور شحيبر يعمل في أحد الأجهزة التابعة لسلطة فتح في رام الله. مضيفة أن الاثنين حصلا على إقامة في دبي بصفتهما موظفيْن في مؤسسة عقارية تابعة لمحمد دحلان القيادي البارز في حركة فتح
اعزائي القراء
نستطيع ان نفهم تحالف المخابرات الغربيه مع الموساد لإغتيال الشخصيات الوطنيه, ولكن الشيئ المخجل ان ترى عملاء عرب صغار يدخلون هذا التحالف من اجل حفنة دولارات ومن ثم بيع اوطانهم وكرامة شعوبهم
بقيت كلمه اخيره وهي التاليه:لاشك انكم تلاحظون التمثيليه
الأوربيه الهزليه بإستدعاء سفراء إسرائيل للإستفسار عن دور الموساد في استعماله لجوازات سفر مزوره عائده لدولهم حسب إدعائهم وذلك لإبعاد مخابراتهم عن هذه الجريمه الفاضحه فمثل هذه التحركات قد تم إستنفاذها في مسرحيات مشابه ولم تعد تعطي ثمارها
إخوتي وأخواتي
يبدو ان اللعبه قد شارفت على نهايتها, وعلى العرب ان يعيدوا حساباتهم بإيقاف التعاون مع المخابرات العالميه حرصآ على ماتبقى لنا من بصيص امل نحفظ به كرامتنا
مع تحياتي