قراءة في بيان جبهة الخلاص الوطني
د.خالد الأحمد *
1
عالج بيان جبهة الخلاص الوطني بعد مؤتمرها العام الثاني ، المنعقد في برلين ، خلال سبتمبر (2007) ، عدة قضايا داخلية وخارجية ، لكن القضية الأكثر أهمية ، وقد عالجها البيان باهتمام يدل على مدى الوعي لدى الجبهة بهذا الخطر على سوريا وعلى الأمة العربية،إنه خطـر الهلال الشـيعي ، يقول البيان :
(( .... اعتمدت قيادة الثورة الإسلامية في إيران تشكيل تنظيمات في معظم الدول الإسلامية، بالإضافة إلى نجاحها في ربط النظام السوري بإستراتيجيتها، واعتباره قاعدة لنشاطاتها الإقليمية في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها.
تعتقد القيادة الإيرانية أن الانسحاب الأميركي من العراق سيضع الدولة الشقيقة تحت نفوذها، وسيلي هذا الانسحاب انسحاب آخر من الخليج فيصبح نفط الشرق الأوسط تحت سيطرتها. إن إدراك إيران لاحتمالات تحول الصراع السياسي الدائر الآن بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية دفع بها إلى الإعداد للمواجهة، ليس فوق أراضيها وإنما في لبنان وفلسطين والعراق وسورية ودول الخليج.
إن الخطورة الحقيقية على الدول العربية، تكمن في أن تصبح أراضيها ومصالحها وثرواتها وموقعها ساحة للصراع. والأمر الذي يزيد من خطورة الوضع بالنسبة لسورية، أن تصبح إحدى الساحات الأساسية لهذا الصراع بسبب الارتباط الذي أقامه بشار الأسد مع طهران.
إن ربط سورية بإيران، وإطلاق أيدي أجهزة الأمن الإيرانية في سورية، وكذلك السماح للسفير الإيراني بنشاطات تتعارض مع مصالح البلاد؛ يزيد من قلق السوريين على أمنهم ومستقبلهم ...))
هل قرأ البعثيون ذلك ؟
وأتمنى أن يقرأ الرفاق البعثيون هذا البيان ، ويقفوا عنده ، وأنا على يقين أنهم لايرضون ببيع سوريا لإيران كما فعل النظام الأسدي ، وأعرف أنهم لامكانة لهم عند بشار الأسد ، ولكنهم ضعفاء ، ومع هذا فإن ضعيف مع ضعيف ، يشكل مجموعة ، والمجموعة يقوي بعضها بعضاَ ، ولابد لهؤلاء الضعفاء من حركة تحمي وجودهم المهدد بالزوال ... وأمامهم جبهة الخلاص الوطني ، تنتظر كل المخلصين من أبناء سوريا عامـة ، ومن البعثيين خاصة ، للوقوف في صف المعارضة السورية في الداخل والخارج ، للخلاص من هذا النظام الطاغية الذي باع سوريا مرات عديدة ، باعها للصهاينة ، ثم باعها لإيران ... والمهم عنده أن تنمـو أرصدته وأرصدة أزلامــه في الغرب ، ثم تصادرها الصهيونية العالمية كما فعلت بأسلافهم من الطغاة ...
وهل قرأ العـرب ذلك ؟
كما أتمنى أن يقرأ الأخـوة العرب هذا البيان ، وهذا المقطع بالذات ، ليذكروا مدى الخطر المحيق بهم ، في بلاد الشام ، وفي الجزيرة العربية ، فإيران ضـد وجودهم العربي ، وتريد القضاء عليهم ، وتعمل جادة على تحقيق الهلال الشيعي ، الذي حذر الأخوة العرب منـه منذ سنوات ، وورد ذكره ، والتخذير منه ؛ على لسان الملك عبد الله الثاني لأول مرة ، ثم على لسان سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ، ويبدو أن خطر إيران لايقل عن خطر الصهيونية ، وصار العرب بين فكي كماشة ، من الشرق ( إيران ) ومن الغرب ( الصهاينة ) ، وليس للعرب إلا ( الله ) فليعودوا إلى ربهم ، إلى كتاب الله وســنة رسوله r ، وسيجدون أن دينهم يأمرهم بالوحدة { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا } ...ويجب أن يتذكر العرب أن وقوفهم صفاً واحداً أمام الهجومين الصهيوني والإيراني ، وعودتهم إلى الله عزوجل ، كفيل بخلاصهم من هذا الطغيان والخطر ....وقد سبق أن انتصروا عندما رجعوا إلى ربهم ،ووقفوا معاً في حطين وعين جالوت وغيرهما ...
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية