هنيئاً للمجرمين في ظلّ آل الأسد
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
(عندما قرأت خبر العفو بالصدفة الصادر عن بشار، تناولت التلفون لأجعل من هذا الخبر طرفةً نتسلّى بها ، من باب " شر البلية مايُضحك" فاتصلت ببعض الأصحاب لأعزّيهم !عفواً لأهنئهم !عفواً ! والمعذرة؟ فهم ليسوا مجرمين ، بل هم أخيار الناس –أساتذة جامعة وأطباء ومهندسين ومدرسين وسياسيين وصحفيين - ولاينطبق الأمر عليهم فهم صفوة المجتمع ، وهم المطلبون رقم واحد للأسرة الحاكمة ؛ لأنهم أصحاب رأي ومُثقفين، وانما المقصود بالقرار من كان على شاكلتهم من طبقة القتلة والمجرمين والسفّاحين، وفاجئتهم بالقرار ، ولكنهم سخروا مما سمعوا ، وعندما أعلمتهم بجديته وأن عليهم أن يضّبوا بشنطهم وأواعيهم ، ويجهزوا أنفسهم للنزول ، بدأ يرتفع صوت الضحك بصوت عال ؛ وكلٍ منهم أدلى بدلوه مما يجب على هذه الطغمة الحاكمة ،وأغلقت التلفون ، وذهبت للنوم ، فلم أجد حتّى في المنام مافي ثنايا القرار ، مايستهدف الأطهار، وتوبة الطغاة عمّا فعلوه بهم من التهجير القسري للملاين من أمثالهم ، لأنهم رفضوا الضيم والقهر ورفضوا استبداد هذه الأسرة الظالمة) ومنذ أربعين عاما تصدر قرارات عفو سنوية من السلطة الغاشمة ، ولكن كلّها لصالح المجرمين والقتله وناهبي الأموال الخاصّة والعامّة ومُهربي المخدرات والحشيش والسفلة والساقطين ، وكلّ أفاق أثيم ؛ تحت مبررات عدّة ،لأن هؤلاء من صنف الطبقة الحاكمة فيشملها العفو تلوى العفو ،
بينما السجناء السياسين وأصحاب الرأي والمثقفين والأدباء والنقابيين والحزبيين والرهائن عن ذويهم ، ومن تختخت أجسادهم من الأسر الطويل وفنيت ، ومن طالت غربته عن الوطن والأهل لعشرات السنين ،فهؤلاء لايشملهم أيّ قرار ، وهم العدو الذي يحذروه فهنيئاً لكل مجرم وقاتل وسارق بهؤلاء الحّكام ، وما يُلاقونه من التقدير والاحترام في ظلّ حكم وتسلط آل الأسد ، ودعوة لكل من يملك هذه المواهب أن يتوجه الى الشام ؛ التي أضحت مهد العصاة والزنادقة ومهربي الممنوعات وكل ماأكل السبع ، وعصابات الحرس الثوري الإيراني والمخدرات والإجرام ، وحُقّ للشام أن تُقيم الأعراس والإحتفالات والمهرجانات ابتهاجا لخروج الأشرار وبقاء عشرات الألاف من الأطهار خلف القضبان منذ عقود ، وأن تُعلق الزينات وتوزع الحلوى في مثل هذه المناسبات السعيدة ، وأن تقام السهرات الملاح ، تعبيراً عن حبّ واخلاص المجرمين لقائدهم المُفدّى دون غيرهم ، وأنه القائد الأب والرمز الذي لايمكن أن ينساهم بينما من حملوا شعلة العلم والنور ، والحق المُبين ،ولواء الحرية والكرامة، وضحوا بأعزّ مايملكون لتقدم بلدهم وتخليصها من الإستبداد والقهر، اضافة الى ما لاقوه في غياهب المعتقلات والسجون الرهيبة المنتشرة في أنحاء سورية الحبيبة من التعذيب والتنكيل والسحق والقتل للأغلبية منهم ، واختفاءهم عن مسرح الحياة والردارات الانسانية ، ومن بقي منهم على قيد الحياة ؛ فهو مابين الموت والحياة أو في عالم البرزخ ، هذا ماعدا عن الأفواج التي لحقت بأمثال هؤلاء منذ اغتصاب بشار الأسد السلطه عام 2000من الأخيار ، من أصحاب ربيع وزهور دمشق وموقعي اعلان بيروت دمشق ، ومن صانعي النهار أصحاب الرأي والضمير ، الذين تجردوا عن ذاتهم وانطلقوا من أجل رفعة بلدهم ؛ وحُكم عليهم لمجرد أراءهم ،
هذا ماعدا عن من يتعلق أمرهم بقانون الاجرام والعار 49 لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام على كل منتسب لفكر جماعة الإخوان المسلمين ، والذي لازال سيف الجلّاد يأخذ ضحياه الأبرياء، يلتقط أي ضعف أو حنين لأحدهم والاشتياق للوطن ، فيستغل عودتهم ووطنيتهم وعشقهم لبلدهم ،بعدما أخذوا من هذه الطغمة المواثيق والعهود للعوده الآمنه ، وإذا بهم يقعوا فريسة الغدر واللؤم والحقد ، ليحكم عليهم بالاعدام ، ثمّ الى السنين الطوال ، هذا عدا عن الكثير من العائدين من الشباب ؛الذين وُلدوا في خارج البلاد ، أو خرجوا وهم رضّع ؛وغلب عليهم الشوق للتعرف الى أهاليهم وذويهم وأرضهم وجذورهم في الداخل ، فيتعرضون للإستجواب ، والبعض منهم يُحتجز ويمارس عليه أقسى أنواع التعذيب لأخذ الإعتراف منه ، ثم ليُحاكم على ضوءها بأقسى العقوبات ،التي لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً في الوحشية والظلم وانتهاك حقوق الإنسان وأخرون من الطلاب الذين حُكم عليهم بالسنين الطوال لمجرد دخولهم النت وتعبيرهم عن رأيهم عن حالة الفساد أو الغلاء أو أي قضيّة من قضايا المواطنين التي يُعانون منها، ولم يكونوا يعلمون أو يفقهوا أنهم يعيشيون في ظل غابة الأسد التي لايجد الإنسان نفسه فيها إلا مُداناً لأتفه الأسباب ،فما بالك اذا كان من دُعاة الإصلاح ، فلا شك يكون قد تجاوزت الخطوط الحمر ، ولايليق به المقام عندهم إلّل خلف القضبان في الزنازين الأقسى والأوحش التي هي تحت الأرض بعشرات الأمتار، ولايرى الانسان فيها النور مادام فيها.
وأخيراً : أتساءل؟ بعد كل هذه المُعطيات التي أوردتها ،ويدركها كلّ سوري وحر ، أنحن وشعبنا نعيش في ظلّ غابة أم دولة، في ظل عصابة أم حكومة ، فإن كانت الأولى فلا عتب عمّا يجري ، وإن كنّا في الثانية فأعطوني الدليل، وألالاف الأمهات الثكالى ينتظرن عودة أبناءهم ومثلهم من الزوجات المُرّملات بنتظرن عودة أزواجهم ، ومئات الألاف الميتمّات ينتظرن عودة مُعيلهم ، ولا حياة لمن تنادي ، أسمعت اذ ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي.