يوميات شاهد عربي-4
يوميات شاهد عربي
الحلقة الرابعة
"علامة شجب"...
طلعت شعيبات
شاعر فلسطيني مقيم في بيت لحم
المهم أنني مازلت أبحث عن شيء لا أمس به أي أحد لا من قريب ولا من بعيد فقررت فجأة أن أخترع علامات للشجب وللاستنكار إلى جانب علامات التعجب التي لا اعرف لها مخترعا أو مكتشفا بعينه ولكن ماذا سأرسم ؟!... بداية أنا لا أتقن الرسم في حين أنني أنتمي لأسلاف فتنوا بالخط وتشكيله و"تزويقه" وبرعوا في رسمه و"أنسنته" كما برعوا في كل شيء سواه الفلك، الرياضيات، الهندسة، الطب....الخ من العلوم والآداب إلا أنهم لم يبتكروا لسوء الحظ أداة واحدة للشجب أو الاستنكار...فهل عربُ اليوم ك"عرب" الأمس (علامة شجب)...
قلت لنفسي اليوم ليس لي مزاج أن أشاهد "ستار أكاديمي" على الفضائية اللبنانية من "رولا سعد" حتى أصغر مساعد نجار للديكور مرورا ب "هيلدا" وباقي المعلمين البررة (علامة شجب و واستنكار)...ممممممممم لم أفلح بعد بابتكار أداة الشجب بعد وقد دخلت في موضوع يسيء للكثيرين من أدعياء الفن والجمال والرقص البلدي والإفرنجي وقد يظن البعض أنني ك "عربي" و ك" مسلم" و ك "إنسان " أشجب هذه الوصفة السحرية لتخريب أمة لا أظن أنها (أي الأمة طبعا) لديها القدرة على المقاومة أو التحليل أو التخطيط أو حتى الاستنكار لعدم وجود أدوات لغوية موروثة ومعروفة لذلك بعد... هنا سأغلق الملف بأكثر من علامة تعجب لا لشيء بل لأني لم أبتكر الأداة المناسبة بعد!!!
عندما نذكر الشجب والإستنكار يتراءى لأذهان الأكثرية أنني بصدد الحديث عن مؤتمرات القمة العربية... "لا" لن تفلحوا بزجي في هذا المنزلق الخطير نحو قضاياكم الساخنة أيها الآمرين بالسوء (علامة شجب)...لقد أردت الخوض في القضايا البسيطة التي لا تهمكم ك "مثقفين " و ك "متكهربين" كما وصفتكم إحدى أديبات هذا الزمان في رسالة تسألني بها عن أخبار الضوء...(علامة شجب)...
وللحقيقة أنا في شك أنني سأفلح في الوصول إلى أداة شجب تلقى قبولا من أي مجمعٍ لغوي أو بيت فن تشكيلي عربي واحد...الموضوع لا يقف عند الاختراع فقط بل يتعداه إلى التسويق"ماركتنج" وهذا الأخير أي الماركتننج ليست من طبائعي ولا من طموحاتي ولا من أهدافي فأنا مستهلك من الطراز الأول مهما حاولت قوى الطبيعة إقناعكم بتميّزي العرقي وبإرث كان أكبر من وسعي و بمجد كان لقوم ليسوا أسلافي...أنا مضطر دائما لانتظار ال"غير" ليخترعوا ولينتجوا أشيائي المختلفة من مقص الأظافر إلى برنامج "ستار أكاديمي" آنف الذكر (علامة حسرة) تليها (علامة شجب)
ممممممممم آه منكِ أيتها العيون الملعونة ظننتم أنني سأقول من "إبرة البابور إلى الصاروخ" "لا" لن تفلحوا بسحبي إلى المناطق العسكرية الساخنة مهما حاولتم إقناعي بإمكانية ذلك إلا أنني لا أود الحديث عن الجيوش العربية... أفضل أن أتنحى عن الكتابة وأتوقف على أن أزعج الطيبين أو أرضي رغباتكم المجنونة وطموحاتكم العلنية لانقلابات موتورة (علامة شجب)...
سيفلت مني يوم آخر وأنا أتدحرج من مكاني إلى مكاني دون الوصول إلى الهدف المنشود، ولكن قالوا قديما "في العجلة الندامة" وأية ندامة هي التي نتحدث عنها ونحن نتجادل منذ عشرات السنين عن حقيقة كون قصيدة النثر ك "نموذج" شعرا أم نثرا أم هي "بين بين" أيها المنافقون لن تسمعوا مني كلمة واحدة تدين أحد أو جهة أو جماعة أو نظام أو سلطة قضائية أو شيخ عشيرة أو فراش مكتب تاكسيات (علامة شجب)...اكتبوا أنتم عن محاولاتكم البائسة للتغيير...اخرجوا في مسيراتكم وحدكم أنا سأبقى في البيت أدخن وأشاهد أجمل البرامج التلفزيونية العربية دون أن أشعر بالملل أو الكسل... كم أنا متحفز لمشاهدة " سوبر ستار" هذه الليلة!... مشتاق لسماع أصوات المغنين الجدد وتعليقات إلياس الرحباني وهو يشير للفاضلة فادية وللهادىء عبدالله بقبول هذا و استبعاد تلك... آه كم أنا مشتاق لجدية الفنان زياد بطرس وهو يغالي في انتقاداته... (أكثر من علامة تعجب) لن تفلتي مني أيتها الأرواح الشريرة ف "سوبر ستار" ليس عربيا مائة بالمئة هو النسخة المعربة تماما ك "الشاطر والمشطور" (نقاط)
من أين سأستخرج "أداة الشجب " يا إلهي وكل ما حولي "ميد إن" (علامة شجب)... بدليل من أستهدي؟ ولمن أشكو هذه الظلمة المقيتة كلما أردنا إبداع شيء ذهبنا ننظر إلى الحلول في كتاب مقدس أو في إرث سلف أو في مخيلة "بيل جيتس"...
"صمت" تتبعه "فكرة" يتبعها "قرار" لسنا بحاجة لأداة "شجب" علامة التعجب كافية تسندها علامة استفهام هكذا "؟!" مممممم
سيقول البعض محض خدعة ويشجب البعض الآخر ما أوردته فليبتكر أخي المواطن العربي علامة شجبه بنفسه أما أنا فسأترك الفاصلة الحبيبة هنا دون (علامة شجب)،