المقاومة الفلسطينية بعد الحسم العسكري
المقاومة الفلسطينية بعد الحسم العسكري
لحماس في غزة
د محمد يوسف
مناورات عسكرية حمساوية شمال قطاع غزة
لم تكن المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها أصلب عودا وأقوى شكيمة منها الآن فى غزة , لقد بات المجاهدون على شتى الأصعد فى أمن وأمان من أى وقت مضى.
المقاومة الحمساوية تستعد لاطلاق الصواريخ
فالمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة فى صعود دائم بعد الحسم العسكرى الحمساوى على عكسها فى الضفة الغربية فهى تتعرض لضغوط شديدة من قبل حكومة عباس .
والذين راهنوا على أن حماس اهتمت بالسلطة على حساب المقاومة عليهم أن يعيدوا النظر , بل أن غلاة العلمانيين من مايسمى بالمحللين السياسين حسموا أمرهم بأن حماس تركت المقاومة واهتمت بسلطة وهميه لاوجود لها على الأرض .
وظلت حماس تقول بأن السلطه هى التى حمت المقاومة وانها حتى لو كانت وهميه فانها قوت ظهور المقاومين ووفرت لهم الأمن والأمان .
وتعالوا معا نتحدث عن المقاومة قبل وبعد الحسم العسكرى فى غزة ونقارن المقاومة فى غزة الآن تحت سلطة حماس وفى الضفة الغربية المحتلة تحت سلطة أبو مازن
عملية الوهم المبدد لألوية الناصرر صلاح الدين
1 – حماية ظهر المقاومة
لم يشعر المجاهدون الفلسطينيون فى غزة بالأمن والأمان وحماية الظهور غير الآن , حيث عانو فى السابق من تهديد ووعيد سلطة عباس التى كانت تهيمن على الأجهزة الأمنية فى غزة وكانت هذه الأجهزة تنشر الرعب والفوضى والفلتان فى القطاع بل انها كانت تشتبك مع المجاهدين والمرابطين وتعتقلهم وهذا سر من أسرار تمسك أبو مازن برفضه تسليم الأجهزة الأمنية للحكومة التى شكلتها حماس وبأمر مباشر من اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية , وبحسب الاتفاقات الموقعة بين عباس واسرائيل فلايجوز مهاجمة قوات أمن عباس الجنود الاسرائيليين بل يجوز لهؤلاء الجنود مهاجمة أى أفراد فلسطينيين يشكلون تهديدا لاسرائيل .
ولعل الفديو الشهير لأبو مازن وهو يأمر قوات الأمن الفلسطينية فى قطاع غزة باطلاق النار على المقاومين مطلقى الصواريخ بهدف قتلهم خير شاهد على ذلك , بل الذين يحملون الصواريخ فقط للذهاب لاطلاقها على الكيان الصهيونى حيث قال أبو مازن فى مقطع الفيديو الذى حصلت عليه حماس مع الكنز الاستخباراتى فى مبنى المخابرات ومبنى الوقائى ( طخوهم , اقتلوهم , عايزين أكتر من هيك ) وبعد تصفيق حاد من قبل قادة الأجهزة الأمنية قام أحد الضباط وقال لأبو مازن ( نحن عندنا جيش يسد عين الشمس ) ليستقوى به على المقاومة تأييدا لكلام عباس .
عباس وحلفاؤه
2 – فقد المعلومات الاستخباراتيه
المعلومات الهامه والاستخبراتية التى كانت تجمعها أجهزة عباس عن المقاوميين الفلسطينيين , أسماؤهم قياداتهم , أماكنهم , تسليحهم , عملياتهم , كل شئ وأحيانا كان ذلك بالصوت والصورة , كما حدث فى حفر خندق تحت الأرض وتلغيمه بالمتفجرات لمجموعة من المجاهدين القساميين وذلك للدفاع عن غزة ضد أى اجتياح صهيونى واستغل هذا الشريط استغلالا اعلاميا بشعا بعد ذلك على أنه محاولة لاغتيال عباس من قبل كتائب القسام , ولن نذهب بعيدا للرد على المتشككين ألم يظهر عباس على شاشات التلفاز بعد كل عملية اطلاق صواريخ ويسخر من هذه الصواريخ ويقول أنها صواريخ عبثية ؟
3 – دقة التصويب للمقاومة الفلسطينية
فالحسم العسكرى أتاح حرية التدريب ودقة التصويب و جمع المعلومات لكتائب المقاومة , وخير دليل على ذلك العملية المشتركة لسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين حيث أطلقا صاروخين ( عبثيين كما قال ابو مازن ) على قاعدة عسكرية صهيونية داخل الخط الأخضر فقتلت وأصابت أكثر من 60 عسكريا صهيونيا
4 – تسليح المقاومة الفلسطينية
أصبحت المقاومة الفلسطينية بعد الحسم العسكرى أفضل تسليحا وذلك بفضل حرية التصتيع العسكرى المحلى من صواريخ قسام متطورة الى قذائف الى عبوات وغيرها .
بل أن المقاومة غنمت أسلحة متطورة وبعض المدرعات التى قام الجنرال الأمريكى دايتون بارسالها للتيار الخيانى للتفوق على المقاومة وضربها , وهناك تهريب الأسلحة الذى يتم من على حدود قطاع غزة لدعم المقاومة وكانت هذه الحدود فى قبضة قوات أمن عباس والتى كانت تبذل قصارى جهدها فىحراسة هذه الحدود لمنع تهريب الأسلحة للمقاومة.
الزهار يكشف خيانة أجهزة أمن عباس
5 – الاخفاق فى عمليات اغتيال المجاهدين
وذلك للاخفاق فى الرصد الدقيق للمجاهدين بعد أن ذهبتا المخابرات والأمن الوقائى الفلسطينى الى غير رجعة مما أدى الى عدم نجاح معظم عمليات الكيان الصهيونى لاغتيال المجاهدين وافلاتهم من قصف طائرات الاستطلاع الصهيونية .
الجندى الأسير جلعاد شاليط
6 – فقد الأمل فى العثور على مكان الجندى الأسير جلعاد شاليط
ففى وجود الأجهزة الأمنية العباسية بذلت محاولات حثيثة للعثور على مكان شاليط ولم تفلح هذه الجهود ووعد التيار الخيانى اسرائيل فى العثور عليه وظلت اسرائيل تماطل فى صفقة تبادل الأسرى حتى تعثر على مكانه ولما جفت المعلومات بزوال التيار الخيانى قامت اسرائيل مؤخرا بخطف أحد قادة القوة التنفيذية فى غزة قالت أن هذا القائد يعرف مكان شاليط وبعد الخطف لم تسنطع الوصول لمكانه وبات موقف حماس قويا فى التفاوض على تبادل الأسرى .
النواب الحمساويون الأسرى فى معتقلات الاحتلال
7 – حرية وتأييد للمقاومة فى غزة وضغط وتهديد وحظر لها فى الضفة
ففى الوقت الذى تتمتع فيه المقاومة فى غزة بالدعم والحماية يحظر أبو مازن الميليشيات المسلحة فى الضفة ( المقاومة ) على أساس الدخول فى مفاوضات مع الكيان الصهيونى للحل النهائى الذى ترفضه اسرائيل حتى الآن فبالاضافة لاعتقال المقاومين وتصفية مؤسسات حماس فى الضفة التى تدعم المقاومة قامت أجهزة عباس فى الضفة مؤخرا بتحرير ضابط اسرائيلى دخل الى جنين وكاد يقع أسيرا فى أيدى سرايا القدس وأعادته الى اسرائيل وأفشلت فرصة ثمينه لأسره من قبل المقاومة واستبداله بأسرى فلسطينين ولعل الفارق هنا واضح فى هذه الحالة اذا قورنت بالأسير الصهيونى جلعاد شاليط .
8 – غضب اسرائيلى وحصار خانق
أثار الحسم العسكرى فى غزة قلق اسرائيل البالغ للأسباب سالفة الذكر بل أفقدها أهم ورقة فى الصراع وهى ورقة الضغط على أبو مازن وأجهزته الأمنية بعد كل عملية للمقاومة , والآن وعباس خارج اللعبة فاسرائيل لن تجد طرفا طيعا للضغط عليه ومن ثم شاطت غضبا وقامت بحصار خانق على غزة أكثر من ذى قبل للضغط على الحكومة الفلسطينية والمقاومة فى غزة ودفع عباس الطابور الخامس لغزة لاشاعة البلبلة والفوضى وافشال الحكومة النى تساند المقاومة هناك.
9 – المقاومة تقطف ثمار الحسم العسكرى فى غزة
فلأول مرة فى تاريخ المقاومة تقوم كل فصائل المقاومة بعمل مناورات عسكرية استعدادا للاجتياح الاسرائيلى ولأول مرة فى التاريخ العسكرى الاسرائيلى لاتجرؤ اسرائيل فى رد انتقامى سريع على عملية المقاومة الأخيرة التى قتلت وأصابت أكثر من 60 عسكريا صهيونيا.
ولعل تريث اسرائيل فى اجتياح قطاع غزة والبحث عن بدائل أخرى للضغط كقطع الكهرباء والماء لخير دليل على أن موازين القوى فى قطاع غزة بعد الحسم العسكرى الحمساوى قد اختلت لصالح المقاومة .
وعلى المتشككين الذين يزعمون بأن حماس خسرت كثيرا بدخولها الانتخابات واستلامها سلطة وهمية وكان عليها أن تستمر فى المقاومة ,أو الذين وصفوا الحسم العسكرى ضد التيار الخيانى بالانقلاب, على هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم وعليهم أن يردوا الاعتبار للتفكير الحمساوى الرائع فى وجودهم فى السلطة والقضاء على التيار الخيانى وذلك لحماية وتقوية المقاومة الذى يصب فى النهاية لصالح القضية الفلسطينية.