مقارنة مابين الرد الأيوبي والرد الأسدي

مقارنة مابين الرد الأيوبي والرد الأسدي

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]     

تمهيد:  عندما يُقارن الطغاة الجلاف القاسية قلوبهم ؛ والوالغين بدماء شعوبهم من  المستبدين... بالقائد صلاح الدين الأيوبي الإنسان الرمز والعطاء والتفاني؟ فهذا  من العار ...،وكان آخر المتُسمّين به ومن أطلق على نفسه هذا اللقب بشار الأسد ؛  الذي تشبّه بأبيه الدكتاتور في البطش والتنكيل ،فملأ السجون بعد أن تم تصفية من  فيها من الخيرة من أبناء الوطن، وزاد في سياسة الإفقار والتشريد والتنكيل  بأبناء الشعب السوري ونهب الخيرات، وزاد الطين بلّة  ،عندما دفع حزب الله  للمقامرة بلبنان خدمة له ولنظامه لينجوا من المحاكمة، ثم اختبأ طوال فترة  العدوان على لبنان فلم نسمع له حثيثاً ،ولولا بعض الدول وعلى رأسها السعودية  وقوى 14أذار، الذين أوقفوا الحرب وسفك الدماء ، لكان اليوم لبنان عبارة عن ركام  تعوي فيه الذئاب ،

لكنّ البشّار لم يُعجبه وقف الحرب الذي ظهر بعد اختباء طوال  فترتها ، في سياسة خير الدفاع الهجوم كي لايُلام على فعلته، ويوصف بالجبن  والخنوع ليعلن: عن أشباه الرجال للذين تصدّوا للكارثة ؛ ومنعوا من استمرارها  ،بينما هو  أطلق على نفسه الألقاب ومنها الفاتح والمقاوم وصلاح الدين وغيرهم  ،فساءنا ذلك عندما  يشبّه العظماء بالعُقماء ،كما أساء كل الأحرار ,فأردت هنا  أن أساير القوم وأستعرض كلا الحالتين لأبين الفارق ، بين صلاح الدين القائد  الأيوبي الذي عمل للنصر ، وبين من تطاول على الشامخين ، ونسب لنفسه مقاماً  لايليق إلا بالعظماء الشجعان ؛ الذين جاءوا من رحم الشعب وإرادته ، ولم يأتوا  بقوة الإرهاب والحديد والنار، وشتّان مابين الثُرى والثُرّيا   

(عندما أراد القائد صلاح الدين الأيوبي أن ينتصر على الأعداء وأن يردّ كيدهم في  نحرهم ،قام أولاً على توحيد الجبهة الداخلية  ولم الشمل، واشراك الناس فيما  ينوي القيام به ، ثم قام على جمع كلمة المسلمين وتوحيدها ، ليُكّون جبهة عربية  واسلامية متحدة ،  لمواجهة الأعتداءات الصليبية الغازية ، معتمداً في ذلك على دعم مواطنيه  المسلمين والمسيحيين ، وتعاطف كل القوى الحيّة في العالم ، وكانت الشرارة التي  أشعلت فتيل الحرب وأدّت الى تحرير القدس ، هي اعتداء الصليبيين المُحتلين لبيت  المقدس والساحل الغربي لفلسطين على قافلة تجارية كبيرة للمواطنين، كانت في  طريقها من مصر الى دمشق ، على الرغم من وجود هدنةٍ بين الطرفين ، فلم يستنكر  صلاح الدين هذا العمل المُشين ؛ ولم يتوعد بالرد في الزمان والمكان المناسبين  لسنين،ولم يتحايل بالألفاظ ويتقاسم الأدوار ويصدر التصريحات الجوفاء بقرب الرد،  ويملأ الفضاء بالضجيج والضوضاء ، والصراخ والبكاء ، والتوجه بالشكوى للأمم  المتحده ،

بل قال كلمتين لاثالث لهما، طالبهم أولاً بإعادة المنهوبات والتعويض  عن الأضرار والإعتذار أو الحرب ، وأقسم بعد أن جاءه الجواب سلباً بالإنتقام،  بإعادة بيت المقدس الى أهله من المسلمين والمسيحيين، وكانت معركة حطّين الفاصلة  ،التي هزم فيها المعتدين ، وتم دحرهم الى بلادهم مهزومين ، بعد أن اقتص من  الحاكم الذي غدر بالعهود ، وكان الرد باعادة البلد السليب الى أحضان أهله)  بينما طغاة الشام ، وعلى مدار أربعين عاماً من حكمهم أشبعونا فيها كلاماً  وعلاكا وصموداً وتصدياً ، ولم نراهم إلا أسوداً على شعب أعزل ؛ وأرانب على  الأعداء، فيُقتل الإنسان في بلدي سورية ، أو يجرجر من قفاه ، أو يحاكم بالمحاكم  الصورية بالإعدام أو السنين الطوال لكلمة قالها ، أو لرأي عبّر عنه ، أو  لانتماء لفكرة أو حزب أو عرق أو لأتفه الأسباب، فالتهمة جاهزة لتلبيسها لأي  كان، بينما طائرات العدو الإسرائيلي تسرح وتمرح في أجواء بلدي ، وتعبث في أمنه  ليل نهار ، وحتى أنها حلقت فوق قصر الرئاسة ، وقصفت عشرات العمال في الداخل  السوري ، وقصفت العديد من المواقع المدنية والعسكريه عشرات بل مئات المرات ،  ولا زال الجواب منذ استيلاءهم على السلطة ؛ بانهم سيردّون في المكان والزمان  المناسبين ، حتى صرنا سخرية العالم ، والبلد الأكثر استباحة من الأعداء ، 

والأنكى من ذلك وبدلاً من طلب العون من الأخوة الأشقاء في وقت المحنه والإلتحام  بالشعب للدفاع عن الوطن ، راح هذا الغلام يشتم الزعماء ، ومن ساندوا بلادي في  أضيق الأوقات ، وراح يتأمر عليهم مع أعداء الأمة العربية والإسلامية من الفرس  الإيرانيين ويؤجر بلدنا اليهم ، ويمنحهم الإمتيازات للسيطرة عليها ، ويزجّ  بالأحرار ؛ وبكل من أبى هذه الغطرسة والتفريط بالحقوق وأراد النصح في غياهب  السجون ، ثم يدّعي الرد والإنتصار . 

ولكن الأعجب من ذلك كلّه هو التعارض في التصريحات  فيما بين النارية ومن النوع  الثقيل ؛ التي يستشعر سامعها أن الردّ سيكون مع الدقائق القادمة أو الساعات  المعدودة لتلقين العدو درساً باستعادة الجولان، وما بين الهزيلة المُخزية  والجبانة الرعديدة، وما بينهما يقف المتابع مدهوشاً ما بين الحقيقة والخيال ،  بين الكذب والدجل والتسويف على الناس، فيُمسك أعصابه في بادئ الأمر، أيضحك؟ أم  يبكي؟ أم يصيح من هول مايرى من العجائب ، ولكن في النهاية يُدرك أنه مغلوب على  أمره ، وليس عليه سوى متابعة المشهد التافه اضطراراً الى أخره ؛ لأنه داخل  المسرح الذي تدور فيه الأحداث، ليظهر علينا أثناء العرض كاريكوز وعواظ، اسمه  المقداد ابن فرناس ، الفيصل النكّات ، في الكاميرا الخفية ، ليغثّي الناس  برمضان ، وبدمه المُطّجن ، ومعلاقه الثقيل ، ليحدثنا عن حُلمه الذي رأه في  المنام وهو مبتسم ويقول :

 "إن سوريا لم تتعود أن تسكت عن الرد على أية  انتهاكات؛ لكنها هي التي تختار متى وأين ترد" ثم أفاض أن سوريا "سترد على أي  عدوان إسرائيلي الآن ولاحقا  " ثم سكت ، بعدما نطق ، ثم أخرج المنديل من جيبه  ليمسح عرقه ، ثم نظر الى وجوه الحاضرين وشعر أن لاأحداً منهم صدّقه ، ولكن صوت  قادم من بعيد للفنان صباح فخري وهو يغني " ردّي ردّي عليه ردّي" وهو يعيدها  ويُكررها ، وكأنه يقول لهالولد ومعلميه ، استحوا على أنفسكم ، لأن براءة اختراع  "ردّي" هي لي ومن خمسين سنة وأنا أُرددها،وأنتم سلبتوني حقوقها وصارت تُنسب  اليكم -وحقاً شر البلية مايضحك ، وفي الختام أدعكم مع المُعلقين والمتابعين من  الجماهير السورية والعربية لنسمع رأيها فيما تراه من مهازل النظام ومخازيه