المخابرات الطائفية العلوية
أبو الشمقمق
تحول اسم المباحث إلى اسم المخابرات منذ أيام الوحدة ، وتغير مراراً لتلطيف الوقع المرعب الذي يصدم ويرعب المواطن السوري فاصبح اسمه قوات الأمن ، ثم جاء ابن أنيسة الخسيسة فأطلق عليها قوات حفظ النظام للتستروالتعمية عاى جرائمها وللتلاعب وللالتفاف عاى الارادة الدولية !! ومع تغير الأسماء كانت تتضاعف سطوتها حتى أصبحت تملك الدولة ببشرها وشجرها وحجرها ، حتى على رئيس الدولة نفسه . ولعلنا نتذكر أن ابن أنيسه كان يعطي الأوامر بعدم جرح أي سوري فتقوم المخابرات بتنفيذ العكس تماماً . إن قيام عاطف نجيب ابن خالته بالأعمال المشينة مع أطفال درعا شرارة الثورة السورية ، تدل فعلاً أن أي جهة من المخابرات تقوم بما تريد دون الرجوع إلى أحد !! ولعلنا نتذكر أن هناك قانوناً لايجيز مساءلة المخابرات مهما ارتكبت من عمل . إنها عصابات طائفية فاقدة الضمير، عديمة الأخلاق ، خارجة عن القانون، متحللة من كل القيود ، مطلقة اليدين للقتل والتدمير .
تلقت هذه الزمرة المجرمة تدريبات نظرية وعملية متواصلة لم نتقطع منذ عام 1970 حتى هذه اللحظة في الاتحاد السوفييتي سيء الذكر وروسيا الحالية الأسوأ ذكراً ، في مدارس ومعاهد متعددة متخصصة يشرف عليها جهاز المخابرات الروسي الجبار منذ عصر ال ( ك - ب- ج ) المشهور، كما كان بعض أفرادها يتلقون تدريبات خاصة أحياناً في ألمانيا وفرنسا حسب الحاجة .. لم تتحكم هذه الأجهزة بحياة ومصير الشعب السوري فحسب ، بل امتدت تسلطها على الجيش المفترض أنه حامي الحمى فأصبح تابعاً ذليلاً لها .
ظلت أنشوطة المخابرات تضيق خلال عقود الظلم والذل والاستعباد حتى أصبحت تطوق عنق الشعب السوري فتكاد تزهق روحه . قامت الثورة السورية في لحظة فاجأت العالم كله ، بما فيها النظام الطائفي المجرم الذي كان يؤكد للقاصي والداني استحالة هذا الاحتمال بناء على معرفته بأجهزته ، بينما الحقيقة هي عكس هذا القول تماماً ، فقد تأخر قيامها أطول مما ينبغي ، نظراً لشدة المعاناة وبطش أجهزة الأمن وتاريخ الشعب وثقافته ورفضه للذل والمهانة .