دَولتُنا تضعُ طيَّ النسيانِ إفلاطون والفار ابي وماركس
دَولتُنا تضعُ طيَّ النسيانِ إفلاطون والفار ابي وماركس
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
مرارة العيش ومرارة الحياة , الظلم والقهر وجميع أنواع الإستبداد البشري والذي فاق بوحشيته أعتى أنواع الحيوانات المفترسة مع وجود الإنسان على هذه الأرض والتي بدأت بهابيل وقابيل أبناء آدم عليه السلام ليكون أول دم بريء يسفك فوق هذه الأرض ليكون ذلك الدم المنبع الأول لسفك الدماء البريئة , وبجانبها الرق والعبودية والذل والقهر بيد بني الإنسان لأخيه الإنسان .
وأرسل الله الأنبياء والرسل عليهم السلام ليحل الأمن والسلام بدل القهر والظلم وجاؤا بالعدل الإلهي ليطبق بين بني البشر جميعا .
وجحد الناس تلك الرسائل السماوية واعتدوا حتى على الأنبياء . ليستمر الظلم والقهر والدم المسفوك بين بني البشر أجمع .
وتطوع الفلاسفة والمفكرون وأخذوا يبحثون عن الخلاص .
وكانت المدينة الفاضلة والدولة الفاضلة والشيوعية مجتمع الحاجات .
وبنيت تلك النظريات على الحلم والخيال واستبعدت أنانية البشر وحب السيطرة وحب التفوق لتكون النتيجة فشلا كاملا لما قدموه .
وهنا تأتي دولتنا نحن ونظريتنا نحن لكي نصل بمستوى الإنسان إلى إنسانيته والحقوق المتساوية أمام ميزان العدل .
سمعنا بثورة الزنوج قبل الميلاد وفي عصرنا وقبل ذلك كانت الثورات المتعددة , فمنها ماكان يحمل خيرا كبيرا أو بسيطا ولكنها تنحصر في مصلحة شعب بعينه لتكون وبالا على غيرها أو تكون وبالا حتى على شعبها .
في بلداننا العربية كل
أنظمتها تكاد تكون في كفة ميزان واحدة مستسلمة لأقدارها لاتريد حراكا للأمام ولا حتى إلى الوراء وتغيب المبادرات فيها , وقد خلقت من السكون وعاشت وتعيش في السكون الأبدي مع أن الله وهبهم النور الكامل والمطلق والذي لم تنعم البشرية بمثله أبدا هو نور العدل والحرية والعلم متمثلا في الدين الإسلامي الحنيف .
فلقد عثرنا على أهل الكهف وعشنا معهم وعاش آباؤنا معهم , وخشينا من إيقاظهم ونمنا إلى جانبهم نوما طويلا مضى عليه عقود وعقود .
الألم في ظهورنا أصبح فظيعا من كثرة الرقاد والجوانب قد سلخت جلودها من التقلب ونحن نيام .
ليس لنا إلا أن نبني دولة عصرية دولة هي تملك بالأصل كل مكونات القوة البشرية من فلاسفة وعلماء ومفكرين وبحار وأنهار وصحاري ومعادن وبترول وطواحين الهواء ولن نضطر لاستيرادها من أي مكان .
سمعنا عن ثورة العبيد وسمعنا عن ثورات الجيوش والنظم الثورية
ولكن لم أسمع مرة واحدة بثورة المثقفين والمفكرين والعلماء
الثورات كلها تقوم على أكتاف العمال والفلاحين والطلاب أحيانا
يوجد الآلاف من حملة الدكتوراه في الوطن العربي ويعقبهم الآلاف من المفكرين والمثقفين في هذا الوطن الكبير .
وانتشر الكثيرون منهم في بقاع الأرض المختلفة والناطقون بلغة القرآن الكريم لغة الضاد الذي كرمها رب العالمين .
ندائي إليكم ياحاملي الفكر العربي والإسلامي في الوطن العربي الكبير ومن ينتمي إليهم و المتواجدين في القارات السبع أن نستعد ونباشر ببناء دولتنا نحن .
لقد أسس السيد عامر العظم منبرا ثقافيا عالميا بلغة الضاد تلك والمنتشرة في القارات السبع بوابل من المثقفين والمفكرين العرب .
وكانت دولة الفكر بحق ولكنها مازالت على صفحات الشبكة العنكبوتية في الفضاء الخارجي .
نريد أن نسقطها على الأرض مع الفاعلين الآخرين ليكونوا دولة واحدة فيها مجلس شورى وقيادة منبثقة عنه وتختار تلك القيادة القائد الأعلى بدورة انتخابية واحدة أو إثنان على الأغلب لتعطى الفرصة لمن يظهر الكفاءة ويمتلك كفاءة أعلى .
دولتنا هي :
نأخذ من الديمقراطية فصل السلطات وطريقة الإنتخاب وحرية تشكيل الأحزاب
وترتكز بمقوماتها على الثقافة الإسلامية المعتمدة على كتاب الله تعالى والأحاديث النبوية الصحيحة .
وعليه ليس لمجلس الشورى أو البرلمان المفترض إصدار قوانين ممنوعة شرعا ولو حصلت على الأغلبية المطلقة في التصويت عند إصدار قانون ما
دولتنا هذه هي الدولة العربية الإسلامية لايوجد فيها أقطار ولا حكومات محلية ولا أمصار .
نشكل حكومة الوحدة بقياداتها وفصائلها ووحداتها وسلطاتها الثلاث .
ونقوم بثورة حقيقية على تلك التجزئة التي دمرت عندنا كل مقومات الحياة .
أستطيع أن أرشح من الآن عبقريين عربيين رائعين هما :
الدكتور محمد محمد حسن كامل من مصر والبروفيسور والفيلسوف الكبير محمود سعيد عباس من سوريه ومع القائد الرائع عامر العظم من فلسطين ليقدما لنا صيغة كاملة عن تشكيل دولتنا نحن وتشكيل قياداتها والطريقة التي يمكن من خلالها اعتماد الوسائل للثورة العارمة وتشكيل الدولة الحديثة وهي دولتنا نحن ونحن فقط .
مع احترامي للمفكرين الآخرين والذين أجلهم وأحترمهم من باقي الدول العربية والإسلامية ولكن حسب قناعتي أن من أشرت إليهم ماهم إلا بحران تتلاطم أمواجها بالعلم والمعرفة والفكر النير المفيد مع الثقافة الإسلامية الواسعة عندهما والتي رأيت اريجها في كتاباتهم الرائعة .
وهنا لانريد التواضع في القول ,و نقول طالب الإمارة لايؤمر إن كان الهدف الإمارة فقط .
وإنما كما ورد في القرآن الكريم على لسان النبي يوسف عليه السلام (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ أمين)
الثورة تبدأ بعد تشكيل القيادة السياسية وتقديمها المشروع المتكامل ودستورها الدائم والمشاريع الإقتصادية والتي تكون المحفز الأول لوقوف الشعب العربي مع الثورة .
وبعد اكتمال تلك التصورات وحيوية حركة القوانين المعتمدة والتي يجب أن لاتكون مكبلة للناس في النمو والتطور والتقدم .
تبدأ الثورة بالعصيان المدني معتمدة على المثقفين في البلدان العربية في إعطاء أنفسهم إجازة مفتوحة في عدم الذهاب إلى أماكن عملهم .
وبهذه الطريقة يتقدم الفكر العربي بكوادره المختلفة لإنشاء دولتنا التي تكون الخلاص من الأميين والجهلة والمسيطرون على مقدرات أمور وطننا وجعله في حالة السكون الأبدية
يرفع المفكر والمثقف والحر رأسه
وينزوي الوضيع ويندثر لوحده