أما زال بقاء النظام السوري عنصر استقرار
ومضات محرّضة :
لكراسي بعض الحكام العرب!؟
عبد الله القحطاني
*بعض الحكّام العرب ، ظلوا ، حتى وقت قريب ، يرون في استمرار النظام الحاكم ، في سورية ، واستقراره ، وتسلّطه على شعبه ، ونهب ثروات بلاده .. يرون في هذا كله ، عاملاً أساسياً ، من عوامل الاستقرار الإقليمي !
ولكلّ منهم أسبابه ودوافعه :
-بعضهم رأى في توريث الحكم سنّة حسنة ، بات يفكّر في اتّباعها ، ويعِدّ أحد أبنائه ، لاستلام الحكم بعده .. ويخشى من سقوط التجربة الرائدة ، في توريث الحكم ، ممّا يؤدّي إلى حرمانه ، وحرمان أسرته ، من هذه الفرصة الذهبية الرائعة ! ( والمقصود هنا حكّام الدول المسماة : جمهوريات !).
-وبعضهم يخاف من زعزعة المبدأ الرائع ، في حكم الأمّة الإسلامية .. ألا وهو مبدأ الدكتاتورية ! إذ قد تبدأ الشعوب ، بالتطلع إلى التجارب الجديدة ؛ تجارب الحكم الديموقراطي ، وتهبّ في وجوه حكّامها المستبدّين ، لتنتزع منهم حقوقها ، في حكم بلادها ، عن طريق الاقتراع الشعبي ، ضمن مبدأ تداول السلطة !
-وبعضهم قد يرى في النظام السوري ، مضرب أمثال ، في السوء ، والفساد ، والتسلّط ، والاستبداد.. فيحرص على بقائه ، ليظلّ يقارن نفسه به ، أمام شعبه ، قائلاً: انظروا.. إنكم بألف خير ونعمة ؛ إذا قارنتم بين أحوالكم في ظلّ حكمي ، وأحوال السوريين في ظلّ حكم أسرة أسد ! فاحمدوا الله ، واشكروه على نعمه ، فبالشكر تدوم النعم !
-وبعضهم يخشى ، أن تسنّ أمريكا سنّة جديدة ، في بعض الدول المحكومة بالاستبداد ، في التعامل مع القوى الشعبية المعارضة ، ولو على سبيل التجربة ! فتنجح التجربة ، وتسعى أمريكا إلى تعميمها ، أو تتطلع الشعوب الأخرى المستعبدة ، إلى تجربة جيرانها ، وترى فيها أمراً جديراً بالتقليد ، فتبدأ بِ (النَـقّ !) لتحصل على ماحصل عليه جيرانها !
·والآن .. بعد أن تبين للقاصي والداني ، في العالم العربي ، والعالم الداعم للاستبداد فيه .. أن النظام الحاكم في سورية ، أسوأ بكثير، ممّا يمكن أن يحتمله أيّ شعب في العالم ، على المستوى الداخلي ..! وأن تحالفه مع الفرس في إيران ، إنّما هو قائم ضدّ المنطقة العربية بأسرها ، حكاماً ومحكومين ، وأن تهديد هذا الحلف ، للمنطقة العربية ، صارخطراً ماثلاً على الأرض ، ولم يعد مجرّد تهديد كلامي ، وأن تصريحات قادة الفرس ، وقادة النظام السوري ، باتت تَحمل إنذارات علـنية مكشوفة ؛ بل متحدّية ، لحكام المنطقة العربية ، مثل : المطالبة بهذه الدولة العربية ، أو تلك ، لضمّها إلى دولة فارس ! ومثل مطالبة الفرس ، بعضَ الحكّام العرب ، بتغيير سياساتهم ، إزاء التجمّعات الشيعية العربية ، من مواطنيهم ..! بل مطالبتهم بعضَ الحكّام العرب ، بتعيين وزير للأوقاف من المذهب الشيعي! لأن إيران لاتثق بالوزراء السنّة ، في المحافظة على مقامات أهل البيت ! ومثل تهديد قادة الفرس ، بحرق المنطقة بأسرها ، إذا وجّهت أمريكا ضربة عسكرية لإيران ! ومثل تصريحات بشار الأسد ، أمام أمين عامّ الأمم المتّحدة ، بتفجير حرب طائفية ، بين السنّة والشيعة ، تمتدّ من البحر الأبيض المتوسط ، إلى بحر قزوين ..! وتهديده بحرب أهليه لبنانية ، إذا تعرّض النظام السوري ، للمساءلة والمحاكمة ، على قتل الحريري ، مِن قِبل لجنة التحقيق الدولية ..!
نقول : الآن ماذا ..!؟ وكيف ينظر الحكام العرب ، إلى النظام الحاكم في سورية!؟ وكيف يتصوّرون وجوده ، واستمراره ، واستقراره .. بصفته عنصرَ استقرار إقليمي ، في المنطقة العربية !؟ وما الذي يكبّل أيديهم ، عن مساعدة الشعب السوري الأبيّ ، على التخلّص من هذا النظام الفاسد المقيت !؟
هذه الأسئلة،مطروحة على أصحاب الشأن،من الحريصين جداً،على الاستقرار الإقليمي!وهي بانتظار الإجابة،إذا كان ثمّة مِن مجيب!