لا ينكر الحقيقة إلا جاهل

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

لا ينكر الحقيقة إلا منتفع أو جاهل ، ولا يقبلها إلا حر شجاع ، فالحقيقة عند الكثيرين مرة ومؤلمة ، ومع ذلك ينبغي تجرعها رغم مرارتها وآلامها .

إذا كنا عاجزين عن حماية أزقتنا وشوارعنا من زحف أكوام القمامة ، فها نحن أهل لحمايتها والدفاع عنها ؟ .

وإذا كنا عاجزين عن حماية أنفسنا من الأخطار الناتجة عن تكدس أكوام القمامة ، فكيف يمكننا أن نحمي شعبنا ونبني وطننا ؟ .

أكوام القمامة تزحف وتكاد أن تصل إلى كل بيت ، والجميع منا بات مهددا بالأمراض والأوبئة ، والجو حار ، والمشكلة تتفاقم يوما بعد يوم .

إن النظافة اليوم هي عنوان الأمم والشعوب ، وإن العامل الذاتي من أهم العوامل التي تميز الأمة عن غيرها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، لم تنهض شعوب اليابان وفيتنام وفرنسا ، وسنغافورة وأمريكا وروسيا ، إلا بالحضور الفعّال للعامل الذاتي ، في سنغافورة يصنع طلاب المدارس أجهزة الحاسوب ، وفي اليابان يصنع طلاب المدارس لعب الأطفال ، في روسيا يقرأ المواطن ويتعلم ويمتلك في بيته مكتبة ، يعتبرها المواطن الروسي ضرورة من ضروريات الحياة ، والأمثلة كثيرة ...

أما نحن هنا في قطاع غزة ، فنعجز عن التخلص من أكوام القمامة المتكدسة في كل الطرقات ، لنعطي بذلك للعالم تقييما عن أنفسنا .

إنني أدعو كل حي يسمع ويستجيب ، من أبناء قطاع غزة ، بالمبادرة الفورية مع زملائه وجيرانه وأهله ، ومن خلال ما نملك من أدوات وسيارات ، إلى حملة تنظيف على أنفسنا ، من أجل عيون أطفالنا ، ومن أجل حياة أهلنا ، ومن أجل جمال بلدنا .

يجب ألا نركن كثيرا إلى بلدية غزة ، فماذا يا تُرى نحن فاعلون لو امتدت المشكلة إلى أسابيع وشهور ؟ .

هل سننتبه حينئذ من غفلتنا بعد أن تكون أوبئة الكوليرا والتيفوئيد والسل وغيرها من الأمراض الفتاكة والمعدية قد غزت كل بيت لا سمح الله .

إن الاتكالية والضعف والذاتية واللامسؤلية ، سبب ضياع الشعوب والأوطان ، يجب ألا يسمح بها الشرفاء ، وإلا حصدنا ما زرعنا .

زيارتكم شرف كبير لي :

 www.tahsseen.jeeran.com

httb://tahsseen.maktooblog.com