خلافات شوكت وسليمان ويونس تطفو على السطح
شفاف سوريا
ازدادت في الآونة الأخيرة شدة الخلافات بين أقطاب أجهزة الأمن السورية وبدأت تظهر على السطح آثار لها , والأهم أنها بدأت تؤثر في كشف متعاملين مع أجهزة الأمن السورية إذ كثرت الاتهامات المتبادلة بالعمالة كلاً للآخرين مما اصبح مثار تندر بين المواطنين رغم الخوف والهيبة من ذكر الاسماء بشكل مباشر . فآصف شوكت منزعج لعدم سحق بهجت سليمان ولماذا لا زال الرئيس يحتفظ به بالثلاجة واستقبله قبل نهاية العام الفائت كنوع من الرسائل التي يفهمها شوكت وكتهديد له , وكذلك منزعج من وجود اللواء علي يونس كمعاون له يحصي له من يزوره وبمن يتصل وكل المراسلات ويرسل تقريره للرئيس فوراً دون الرجوع له . لذلك وكنوع من الانتقام من بهجت سليمان فقد أمر باغلاق مكتب إجراء الاستبيانات الإعلامية المتخصصة " ابسوس " بحجة وجود مخالفات سكنية رغم ان المكتب مفتوح ويعمل منذ سنوات طويلة ؟, وبعدها أغلق الصحيفة اليومية " بلدنا " بحجة وجود رسم كاريكاتوري كان يمكن التغاضي عنه وكلا المؤسستين يملكهما مجد سليمان نجل اللواء بهجت , وبعد ذلك تابع اللواء آصف انتقاماته بأن سرب معلومة بأن المفاوض السوري لعملية السلام مع إسرائيل ابراهيم سليمان هو شقيق اللواء بهجت وهو الامر المفبرك بغية الإساءة له.
وبالنسبة للواء علي يونس فهو يسرب أحاديث تفيد بأنه قد وصلته معلومات مؤكدة بأن اللواء علي يونس يتصل مع رفعت الأسد لتنظيم انقلاب داخلي وأن الرئيس قد أصبح بالصورة وقد قام بتكليفه بمراقبته مراقبة شديدة وكذلك كلف الرئيس ابن خالته العميد عاطف نجيب " فرع دمشق للامن السياسي " بمراقبة أخ اللواء يونس وهو عقيد في الامن السياسي, وأنه لن يشفع له أن والده الشيخ سليمان علي عمار كان صديق الرئيس حافظ الاسد وأن اللواء علي خطر جداً كونه تدرج في سلك الامن العسكري منذ كان ملازم اول حتى الآن واستفاد كثيراًُ من أسلوب التكتيكات الهادئة الذي اشتهر به العميد أحمد عبود " رئيس فرع شؤون الضباط " حيث عمل معاوناً له لسنين طويلة.
وبالمقابل فإن علي يونس يرد على زواره بالقول أن اللواء آصف متورط بعلاقات خارجية مع شخصيات في فرنسا وأميركا وأن هناك معلومات بان الولايات المتحدة قد طلبت تبييض صورة وسمعة آصف شوكت وعدم تعرض المعارضة له بالنقد بل اعتباره شخصاً إصلاحياً داخل النظام يطالب بالانفتاح والحوار مع المعارضة وحل مشكلة مطالبها المكررة وتصوير أن الرئيس هو من يقف عقبة امام هذه الاقتراحات والحلول التي يقدمها اللواء آصف , وحيث أن الولايات المتحدة تدرك ان الشعب في سوريا مزاجه العام يميل ضد سياسات واعمال الولايات المتحدة ورجالها في المنطقة فكانت أفضل طريقة لتلميعه في الشارع السوري هي وضعه في خانة العداء لامريكا وإصدار قرارات لا معنى لها من قبيل حجز أمواله الغير موجودة في اميركا ومنعه من السفر لاميركا علماً أن لديه جواز سفر ديبلوماسي باسم آخر, ولكن كل هذا لن ينطلي علينا ولن يلغي أنه منخرط في التحضير لعمل انقلابي .وبالمقابل فقد رد بهجت سليمان بعدة طرق حيث جرى إحراق مكتب الموقع الالكتروني الذي نشر خبر ان ابراهيم سليمان هو شقيق له , وكذلك قام بنشر مقال مطول في أحد المواقع الإلكترونية السورية التي تشرف عليها الأجهزة الأمنية في رسالة أنه مازال موجوداً على الساحة وينتظر دوره القادم رغم محاولات شوكت عزله .وحيث أن الرئيس وقع في حيصة فهو لا يمكنه تسريح الكل ولا يمكنه بالمقابل التغاضي عن هذه المعلومات لذلك شكل لجنتين مختلفتين بمدينة دمشق وهي الأهم والأخطر بالنسبة له .
لجنة أمنية يرأسها أمين فرع دمشق لحزب البعث الحاكم وتضم في عضويتها رؤساء فروع دمشق للمخابرات ولجنة أمنية عليا تضم ضباط بمرتبة لواء من كل الأجهزة الأمنية برئاسة اللواء عبد الفتاح قدسية –رئيس إدارة المخابرات الجوية – وذلك من أجل إبعاد اللجان وتقاريرها عن هذه الخلافات بين هؤلاء الاشخاص.