قطر والجزيرة وعقلنة النظام
قطر والجزيرة وعقلنة النظام
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
أُشتهرت دولة قطر من وراء قناة الجزيره
وهذه حقيقة سعيده لاتخفى على أحد في أن يكون لها الدور الريادي في التوعيه؛ وأن
تعُرف بما هو سامي وممدوح، وكذالك يجب ألا ننسى دورها في تغطية الاحداث في كلٍ
من أفغانستان والعراق ، وإجراءها الحوارات المتعاكسه وبلاحدود ،وكذلك يجب ألا
ننسى أنه كان لها اللسان الاطول في تناول الطغاة والعتاة ومواقع الظلم
والاضطهاد في العالم ؛ والكشف عن الكثير من مواقع الخلل وكذلك كانت كساطور
الجلاد وسكين الجزّار في قلب الاوغاد من الانظمه الثوريه الشموليه التي تعيث
ظلماً في العباد والاوطان، ويجب ألا ننسى موقفها من النظام العراقي البائد
عندما فرض عليها القيود ؛ وأبت إلا أن تكون حرّه في نشر الاخبار ، فما الذي
تَغّير حتى تُغيّر هذا النهج مع نظام الاستبداد والقمع السوري ، مع بعض
المسايسة له فأخفت لسانها حتى صار حالها كالقطه لها فم بياكل وليس لها فم بيحكي
" وانثلمت سكينتها حتى أضحت بلا فاعليه.
وأنا هنا لاأُريد أن أتناول الجزيره
بسوء لأنها لاتستحق منّا ذلك ، ولكن من حقي أن أتساءل عن الذي غيّر حالها ، وهي
بلا شك تعتبر صديقة لنا ولجميع الشعوب المقموعة ، ولن ننسى لها برامجها في
الماضي لكشف نظام الاسرة الحاكمة في دمشق ، وسلسلتها الوثائقيه عن التعذيب في
السجون السورية والممارسات القمعية ، مع أنها لم تتناول ماهو الأهم ومقتل عشرات
الالاف في سجون ومعتقلات الاسد إما صبراً أو تذويباً بالاسيد ، وخاصة بما يتعلق
بجماعة الاخوان المسلمين والأكراد ، على كل حال نشكرها على الذي قدّمته والتي
كانت سبّاقة به ونطلب منها المزيد ، ونحن في المعارضه على استعداد لمدّها بما
تريد من المعلومات والوثائق ، كما وأننا على استعداد للظهور الاعلامي للكلام
وفضح الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية ، ونتمنى عليها أن تتيح لنا الفرصة
المناسبه للحديث عن كل مارأيناه وعرفناه لنكشف عن أسماء المفقودين والمغيبين
والمنفيين قسراً الذين تجاوز عددهم الثلاثة مليون حرمن خيرة أبناء شعبنا، وما
عانيناه في الغربه وما مارسته هذه الاسرة على المهجرين.
وأنا في مقالتي هذه لاأريد أن أُخفي
شكّي حول سياسة الجزيره التي لربما توّلى أمرها أشخاص على نهج الدكتور فيصل
القاسم ، الذي يأتي على خلق الله من أدنى الارض الى أعلاها ، ويتوقف بالحديث عن
النظام السوري إلّا شذراً، والذي كان باستطاعته أن يُخرج بالحديث عنه الماده
الدسمه الأكثر إثاره ؛ مع عذري له كونه مواطن سوري ويحسب للعواقب الوخيمه إن
تمادى في ذلك ، ولربما المُشرفين على برامج الجزيره رأو في هذا النهج السلامه
فأثروه في الخوض ممن لايخاف الله ، فتكون العواقب وخيمه ، وخاصةً وأن لقطر
تجربةً مريرة مع تلك الاسرة الاسدية الحاكمه التي ضُبط مع استخباراتها التي
وصلت قطر منذ فتره مخططات للتفجير وإحداث الفوضى ، وكذالك دعمهم للانقلابيين
على الشيخ حمد حاكم البلاد وأميرها، مما فُهم لربمّا أن تلك الدوله العزيزة على
قلوبنا تُقايض السكوت مقابل الأمان وسلامة الرأس من أوجاعه
نعم ربما كانت هذه السياسه للأمان
صائبه ، ولكن لابد لقطر من أن تكون قد استفادت من بعض المميزات التي مُنحت لها
؛ كالافضلية لها بالحديث وسماع وجهات نظرها فيما يدور، وهي تدرك تماما السياسة
الحمقاء التي انتهجها النظام العراقي والتي أدّت في النهاية الى ضياع البلاد
والعباد، وكذالك اليوم يفعل النظام السوري الذي يأخذ سورية شيئاً فشيئاً الى
حافة الهاوية ،فلا يزال الى يومنا هذا يمارس الارهاب بأسوأ صوره على شعبنا
الحبيب ، مع زيادة في حدّة الممارسات التعسفية كالاعتقالات والمحاكمات الصوريه
والسجل الأسود بما يتعلق بحقوق الانسان، وزيادة تدخله في شؤون الغير كلبنان
والعراق، ونشر الارهاب والقتل عبر والاغتيالات وسيارات الموت ؛ حتى تهديداته
صارت علنية بإشعال مابين المتوسط وبحر قزوين ، وزعزعته لاستقرار وأمن المنطقة،
وسبابه العلني للملوك والرؤساء ، وكل هذا غير خاف على الساسه القطريين الذين
نتمنى عليهم لعب دور مهم في انقاذ بلادنا من الضياع ، ومحاولة اقناع تلك الطغمه
الحاكمه بكف يدها الشريره عن أبناء شعبنا ، واقناعها باجراء التغيرات في سلوكها
، ودعوتها لاجراء حوار وطني شامل؛ يشارك فيه كل فئات الشعب وشرائحه وأحزابه
وسياسيه ورموزه الوطنية في الداخل والخارج ، لبحث قضية إنقاذ المركب السوري
العزيز؛الذي يعبث فيه أولئك الطفيليون المرتزقه، والذين لاينظرون لأكثر من أخمص
أقدامهم ومواضع جلوسهم، وبالتالي لايُجيدون التحليل ولايدركون العواقب، شأنهم
في ذلك شأن جميع الحمقى من السفهاء المستبدين وآكلي لحوم البشر، وشعارهم في ذلك
عليّ وعلى أعدائي
وكل الذي نطلبه من هذه الدولة العزيزه
وقيادتها الرصينه أن تدخل في حوار مع هذا النظام لعلّ الله يكتب على يديها
ماعجزت عنه الاساطيل والجرائد في الاقناع ، ولنسمع موقفها بعد محاولتها ، وتكون
حينها قد برّأت ذمتها أمام الله ورسوله وشعبنا السوري الحبيب، وحينها فعلاً
سترتفع أسهم قطر سورياً وعربياً وعالمياً في السماء إن استطاعت إنقاذ بلدنا
وأهلنا من القادم المخيف، الذي بشر به بشار الاسد في خطابه القسم عندما أعلن أن
الايام والشهور القادمه ستكون عصيبه ومصيريه ، وإننا لن ننتظر حتى نرى بلادنا
تقع ضحية مااقترفته هذه الاسره المتسلطه الغاشمة من الاعمال الارهابيه
والاجراميه في الداخل والخارج وتضيع أوطاننا كما ضاعت العراق.
لذا نتوجه بالمناشده لصاحب السموا أمير
قطر المُفدّى الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني ،الذي يملك الحكمه والارادة ، ولما له
من مكانه على الصعيد العربي للعب دور مهم في عقلنة هذه الطُغمه الحاكمه
وتبصرتها بعواقب الامور ، وأن الامر جدٌ لاهزل فيه ، وأن ظروف المصالحة لازالت
متاحة ولم تُغلق الابواب دونها بعد،وأن أبناء الوطن هم أولى باجراء الحوار معهم
من اسرائيل وأمريكا، وأن الأمر خطير وهو على شفير الهاويه ، وأننا نربأ بأن
يصيب بلدنا وأهلنا ماأصاب أخوتنا في العراق