حصاد إيران والمزارع العربية

فاضل الأحوازي

[email protected]

إذا كان من المتعارف عليه أن الإنسان يحصد نتاج ما زرع وما يزرع ، ولإن ما ينطبق على الأفراد ينطبق على الدول فإننا نتساءل عما زرعه ويزرعه النظام الإيراني سواء داخلياً أو في محيطه العربي وأي حصاد ينتظر ؟

إيران هي رابع دولة في العالم إنتاجاً للنفط ( والمستخرج من مدينة الأحواز العربية 80% من الإنتاج الكلي ) ، وبدل أن تنفق مئات المليارات العائدة من هذا الإنتاج في تنمية البلاد وتحسين مستوى المعيشة للفرد الإيراني ، فإن النظام ينفق هذه المليارات على المؤسسة العسكرية الإيرانية ، وعلى تسليح أحزاب ومنظمات وميليشيات خارجية ، مما زاد وفاقم من فقر ومعاناة الشعب الإيراني عامة والشعب العربي الأحوازي خاصة .

النظام الإيراني سمّن حزب الله في لبنان بعد ما نفخ فيه من روحه حتى غدا أصبح وأكبر من الدولة ذاتها ، النظام الإيراني بدد قوة ووحدة المقاومة الفلسطينية بتأليب حماس " السنية " على السلطة حق أصبح الإخوة في فلسطين مثل " الشحمة والنار " ، النظام الإيراني يسوق بين صفوف شبابنا العربي ثقافة الموت والاستشهاد ، هذا الشباب الذي يرنو إلى عيشة هادئة هانئة يتمكن فيها من إيجاد فرص العمل التي يحقق من خلالها تقدم بلده وتطورها ، النظام الإيراني ومنذ ولادته لا يزال يغازل سوريا ويعطيها من طرف اللسان حلاوة ويروق في تعامله معها كما يروق الثعلب ، النظام الإيراني حول العراق إلى جارية له يأتيها أنا شاء . ومنه حملت الأحواز حملاً مسخاً مشوهاً بمحاولته تغييرها ديموغرافياً . و اغتصبت أخوات ثلاثة في الإمارات على مرأى ومسمع اهلهن بل والعالم كله ، ويرمي بشباك شهوته على البحرين عله يجد فرصة سانحة للانقضاض عليها ، ويدفع صبيانه للعب في النار في اليمن وعلى مقربة من الحدود السعودية ، ويعرض فحولته ويتباهى بعضلاته في المغرب ويحاول ممارسة البلطجة في بلد عربي عريق مثل مصر عبر إرسال خلايا إرهابية لدك الإستقرار فيها وغير ذلك كثير ، أما حصاد ذلك كله فهو إما مر المذاق او انه لا يسمن النظام ولا يغنيه من جوع. فها هي سوريا تشيح بوجهها عنه مؤممة شطر تركيا بتوقيع أكثر من خمسين اتفاقية تعاون في يوم واحد ، حتى وصل الأمر بين البلدين لإلقاء تأشيرة الدخول فيما بينهما . وفي لبنان نجد الشيخ
محمد حسين فضل الله يرفض الوساطة بين النظام ومعارضيه متعللاً بالمرض ولسان حاله يقول فخّار يكسر نفسه ، وحماس تدخل في مفاوضات مع السلطة لتحقيق المصالحة الوطنية وهي تنشد قول الشاعر :

بلادي وإن جارت على عزيزة                 أهلي وإن ظنوا بي كرام

وفي مصر نجد بلطجية نظام طهران يعترفون بذنبهم ويعلنون التوبة طلباً للصفح ، وها هم صبيانهم في اليمن يعلنون عن قبولهم عرض المصالحة الغير معلن مع القيادة اليمينية والذي كان من نتائجه ان استدارت هذه القيادة وبزاوية مائة وثمانين درجة لمواجهة القاعدة في بلادها ، وفي البحرين نجد العرب كل العرب يقفون بنسق واحد ليعلنوا دفاعهم عن عروبة هذا البلد أما داخلياً فإن حرمان الإيرانيين من خيرات بلدهم وهدر هذه الخيرات في ما لافائدة منه والاستبداد والقمع القائمين رفع سقف المطالبة إلى هدم كل ماتم بناؤه منذ قيام الثورة الخمينية ، لأن ما بني على باطل فهو باطل ، وبعد ذلك كله لا يجب علينا أن لا نستغرب سقوط النظام فها هو النظام النازي يسقط رغم كل قوته وجبروته وليس الاتحاد السوفيتي بقبضته الحديدية منا ببعيد والذي انهار كقصر من ورق. فهل نستغرب انهيار النظام الإيراني بعد أن عاث في الأرض فسادا يهلك الحرث والنسل وتحول إلى نظام قمع ضد شعب وهذا الانهيار سيأتي من الداخل بفضل قوة الدفع الذاتية للثورة الوليدة وكف " أبو خُميس " .