جدار ابن وزير الخارجية المغربي
فؤاد وجاني
"إذا كنت في المغرب فلا تستغرب" مثل يجري على ألسنة المغاربة كطعم الشاي الأخضر كلما رمقت عيونهم العجائب والغرائب التي أصبحت تدخل بيوتهم عنوة دون إستئذان . آخر العجائب تفتقت بها قريحة نجل وزير الخارجية المغربي مدير معهد “أماديوس” ابراهيم الفاسي الفهري الذي استدعى مجرمة الحرب وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني واستقبلها في طنجة على هامش منتدى "ميدايز" لتنام وتأكل وتشرب وتمد رجليها وترفع صوتها بأموال دافعي الضرائب المغارية الكادحين دون حياء أو استحياء في وقت يصدر فيه القضاء البريطاني مذكرة توقيف في حق الصهيونية إذا ماوطأت قدماها النجستان الأراضي البريطانية بمقتضى تقرير غولدستون . هذه حتما ليست فعلة المغاربة لذلك جعلتني أشك في مغربية هذا الشاب ابن السابعة والعشرين ، فللمغاربة باع طويل وشأن عظيم وتاريخ أحفل في الدفاع عن فلسطين والقدس .
عرفا ، ماأتى به ابن وزير الخارجية ليس من شيم المغاربة ولايمت لتاريخهم الأبي بصلة لامن قريب ولامن بعيد بل يدخل في قاموس "الحشومة" و "العيب" و"العار" ، وهي قواميس لاوجود لها في قلب ووجدان ابن الوزير، لكن المغاربة الأحرار بريئون من هذا الخلق المشين أمام الله والناس لأن المغاربة الحقيقيين آمنوا بالله ورسوله ودخلوا باب المغاربة بالقدس الشريف ، وهو نفس الباب اليماني الذي ولجه رسول الله في إسرائه، وحاربوا إلى جانب صلاح الدين وجاهدوا من أجل حرية فلسطين بأموالهم وأنفسهم .
قانونا، ماقام به نجل وزير خارجية المغرب يعتبر شططا في استعمال السلطة وعملا إرهابيا ينظم ويسهل اتصالات مع إرهابية .أما شرعا ، فالتطبيع مع إسرائيل حرام فعلا وقولا لأن القرآن كتاب المسلمين يقول بالنص الصريح: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) ، إلا إذا كان نجل الوزير يعتبر نفسه فرنسيا أو ربما إسرائيليا ، حينها عذرناه وطلبنا منه نقل نفسه ومؤسسته إلى خارج المغرب لأن أرض المغرب لايشرفها أن تستقبل قتلة الفلسطينيين ولاتسع من يرحب بهم .
إن ملايين المغاربة الفقراء الذين يعيشون بأقل من دولار واحد أولى بملايين الدولارات التي تضخها بعض الأبناك والشركات المغربية عوض تبذيرها في حلقات نقاش خاوية لاتسمن ولاتغني من جوع فكري ومادي سوى شريحة من فئة ابن الوزير الفاسي الفهري يستغنون بأموال الشعب وعلى حساب القضايا المقدسة يبيعون فيها ويبتاعون دون أن يملكون فيها حبة سوداء .
فاين شرذمة أماديوس من العمالقة المغاربة حماة الأقصى الذين أسكنهم صلاح الدين حارة سميت بحارة المغاربة إكراما لهم على جهادهم وقال فيهم : "أسكنت بالجهة الشرقية من يثبون في البحر، ويفتكون في البر، أسكنتهم البطن اللينة..فلا خير منهم لحماية بيت المقدس..."
هذا حال مغاربة الأمس ، أما اليوم فإن الناطق الرسمي بلسان حال "أماديوس" كان فخورا بحضور ماسماه "السيدة ليفني" الممثلة "للمجتمع المدني الإسرائيلي". صدق من قال: عش رجبا تر عجبا ، فها نحن في زمن لانتغاضى فيه عن الحق فحسب بل نتبنى الباطل مكان الحق حتى يعلو عليه ويحل محله ، فيقبع الحر الشريف أسفلها ويعتليها سافلها .
لقد استنكر الأحرار في العالم العربي والإسلامي الجدار الفولاذي الذي بنته مصر لتزيد من معاناة غزة الأبية، وهاهوذا ابن الوزير المغربي يبني جدارا يخفي حقيقة المجرمة ليفني ويمهد لاستمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني . الحقيقة التي يعلمها ويتجاهلها هؤلاء المتصهينون العرب الجدد أن الجدران قد تمد الظل المزيف وقد تحجب ضوء الشمس لكنها لن تمنعها من الشروق .