اليمن على طريق العراق
والعين على السودان وإيران
أسعد العزوني
فجأة وبدون مقدمات اكتشفت أمريكا ان تنظيم القاعدة- الذي ساعد في تحرير " أفغانستان " من السوفييت خلال عملية التزاوج ما بين الاسلام السياسي وأمريكا – يتخندق في اليمن ، مع أن هناك العديد من الاستهدافات القاعدية لأمريكا في
الأقليم وفي اليمن وفي مقدمتها الهجموم على السفينة " كول " .
ليس سرا القول أن اليمن صنف من قبل الأمم المتحدة على أنه دولة فاشلة ، ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي لنجدة هذا البلد الذي كان سعيدا وحكيما ولم يعد كذلك ما أدى الى انفجار الصراع الداخلي بين صنعاء وعدن الى حد التهديد بقبر الحلم الوحدة والعودة الى الانفصال وكأن اليمن لا يكفيه هذا الصراع وقد أضيف عليه نوع آخر هو الصراع العقدي مع الحوثيين وما أعطاه نكهة قاتلة هو ربط الحوثيين بايران التى تمثل هدفا لأمريكا واسرائيل منذ العام 1979 حيث تغير النظام في ايران وغادرت طهران الحضن الاسرائيلي الأمريكي .وكانت
المفاجأة الكبرى هي دخول العربية السعودية على الخط مع ما يشوب العلاقات السعودية – الايرانية من توتر الى درجة النقيض .
شعرت واشنطن بالبرد فبدأت لندن بالعطاس لتعاد مسرحية غزو احتلال العراق ربيع 2003 رغم أن بريطانيا تشهد محاكمة لرئيس وزرائها السابق المحامي طوني بلير حليف بوش الابن
لدوره في العدوان على العراق ، اضافة الى أن الأمريكيين أنفسهم اعترفوا أمام العالم أن أسباب غزو العراق واهية ووهمية وأن الاتهامات التى وجهتها للقيادة العراقية السابقة بامتلاك أسلحة الدمار الشامل والارتباط بالقاعدة باطلة .
هاهي واشنطن بدءا من الرئيس أوباما وانتهاء بوزيرة خارجية تكيل التهم لتنظيم القاعدة ، بعد مسرحية تفجير طائرة ديترويت الفاشلة ، تماما كما كان الوضع تجاه العراق حيث يهدد أوباما بتطهير اليمن من القاعدة ، علما أنهم يقولون أن تنظيم القاعدة في اليمن يعد فقط 300 شخصا ، ولعمري أن الأمر لا يصدق اذ هل يعقل أن تستنفر القوة العظمى الوحيدة في العالم ومعها تابعاتها الأوروبية ، في عرض قوة غاشم ضد 300 مقاتل ليس أكثر؟
الدرس المستفاد مما يجري حاليا هو أن أمريكا وحلفاءها لم يعوا الدرس وهم مستمرون بإشعال حرائق الحروب، في ظل أزمتهم المالية الحالية.والمشهد الآخر في هذه اللعبة هو الخط الواصل بين السودان وإيران اللذان يتهددهما خطر الغزو والعدوان عقاباً لهما على ما اقترفت أياديهما.
فالسودان تجرأ وخالف أمريكا في موضوع نفطه وأحضر ألد أعداء أمريكا وهم الصين وماليزيا والهند وروسيا لاستغلال نفطه بعد أن أوصت الإدارة الأمريكية بعدم استغلاله. ناهيك عن قيامه بفتح البوابة الإفريقية أمام الصين وليس سرا القول أن الغرب المتصهين حرك دبابيره في السودان بدء من الجنوب وحتى دارفور للعبث بمستقبل هذا البلد.
أما إيران فعلاوة على أنها خرجت من الحضن الإسرائيلي – الأمريكي ولم تعد بنكاً أو بئر نفط لإسرائيل، فقد تجرأت وطرقت باب النادي النووي الدولي طالبة العضوية رافضة كل التهديدات الأمريكية الإسرائيلية، ومختصر القول أن اليمن على طريق العراق والعين على السودان وإيران، فهل ستكون الطريق سالكة؟ التحرك الرسمي العربي الأخير يشي بشيء من هذا القبيل!!!!!!!!!!!!!!!