أنت طول العمر غيرك!!
أنت طول العمر غيرك!!
صالح أحمد
ردا على ما جاء في مقالة محمود درويش الأخيرة بعنوان" أنت منذ اليوم غيرك"
- هل كان عليك أن تهرول مع المهرولين... وتقبل أعتاب قاتلك..
لتدرك أن مصيرك الهاوية ؟
* * *
- هل كان عليك أن تحرق نفسك ..
لتدرك أنك عشت طول العمر عاريا ...
وأنك عشت طول العمر استثناءا مجازيا ...
وأن حقيقتك أبدا لم تكن عذراء ..؟
* * *
أيها التاريخ ... لم لا تعلِّم المتحذلقين...
أنّ الذين غيّروا التاريخ؛ هم الذين أبوا أن يكونوا ظلا لكسرى .. وذنبا لقيصر...
وأنّ الذين نشروا في الأرض السلام؛ هم الذين أبوا أن يتملقوا أحبار خيبر ...
وأن الذين بنوا الحضارة، هم الذين نبذوا التّنظير، وعيش القصور،
وعشقوا طريق الكفاح والعمل...
وأنّ الذين علّموا الدنيا كيف يكون العدل ؛ هم الذين شدّوا الحجر على بطونهم، وصاموا عن ترَّهات الوهم، وسفسطة الكلام، واستجداء اللئام، ليحفروا خندق الحرية بيقينهم ؟
* * *
أيّها الظّلّ ... هل كان يجب أن يموت صنمك..
لتدرك أن لا قيمة له... ولا كيان لك ؟
* * *
إنّما مثلي الأعلى في الحياة... من هاجر ليعود فاتحا ...
* * *
علّمتني تجارب الأيام ...
أن من كان يشد الحجر على بطنه... ليطعم الجائعين...
ويرقع ثوبه ليكسو العراة البائسين ...
ويحفر بيديه خندق المستضعفين ... ليغزوا بهم مدن الطغاة المتجبّرين...
هو وحده يستحقّ أن أتبعه .
* * *
أيها الماضي ... أرادونا أن نبتعد عنك... لنبقى عراة ...
أيها المستقبل... أردونا أن نؤمن أنّك ملكهم وحدهم ... لنبقى صغارا ...
أيها الحاضر... لم نكن ... ولن نكون عابري سبيل ...
لأننا آمنّا أننا المركز ... ولسنا هوامش.
* * *
كم من أخ قتل أخاه الذي ولدته أمه!
ليحيا أخوه الذي ولدته مراقي الحقّ ؟!
* * *
سألني صغيري: لماذا يقتل "الديموقراطيون" اخوتنا في كل مكان...
قلت : لأنني ترددت في قتل من يفتحون لهم الأبواب...
* * *
مهما نظرتَ في عينيّ ... لن ترى إلا حقيقتي التي لم تنل منها الخديعة .
* * *
أن تكذب الكذبة؛ ثم تصدّقها ... تلك أدنى درجات الهوان والانحطاط .
* * *
أعشق هويتي ... المتأصلة في نفسي وروحي يقينا ...
وأعتزّ بتراث ابن خلدون وإخوانه ...
ويخجلني الذين استبدلوها ببطاقة عبور .
* * *
لو نظرتَ في عينيّ ، فلن تجد سوى: ماضٍ أعتز به ...
ومستقبل أصرّ على بلوغه بما ملكت يدي ..
وحاضر أنّى نظرتَ... وجدتَ بصمات روحي عليه .
* * *
علّمني أبي : من اتكل على زاد غيره ، طال جوعه ..
وعلّمتني الحوادث: من اتّكل على سلاح غيره ... طال ضعفه ...
فعلّمتُ ولدي: من اتكل على فكر غيره ... طال تخلّفه ...
ووصيتي لحفيدي : من أزاغ بصره بريق الآخرين ... عاش طول الدّهر أعمى ..
* * *
قد تنسى الهزيمة إذا قررت أن تُشبهَ غيرك...
ومعها سوف تنسى نفسك !
* * *
أنا + ابن عمي+ أخي = وحدتنا وقوتنا التي يخشاها العدو والغريب ...
هذا هو الدّرس الأبدي في التربية الإسلامية؛ التي لا يفقهها إلا "من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد".
* * *
" صم بكم عمي فهم لا يفقهون "
تلك هي صفات الذين يلغون صوت شعبهم... ليقعوا في فخ الغريب .
* * *
الجامع والجامعة من جذر واحد ...
وقد أثبتت الأيام: أنهما معا يقودان إلى مصير واحد :
الشعب المؤمن الواعي الطَّموح ..
والدولة الرّاشدة المتماسكة .
* * *
لافتة كبيرة على مدخل نادٍ ليلي:
نرحّب بكل من يريد أن ينسى نفسه ...
وينكر تراثه... ويجهل أصله ...
الدّخول مُكلفٌ جدا ..
فخمرتنا اشتراكيّة ديموقراطيّة ...
إنها أشدّ إسكارًا مما تظنّون ..
* * *
العلمانية الحديثة ... ترفض النّخاسة (بيع وشراء الجواري والعبيد) إلا إذا كانت في الفنادق الفخمة... وباليورو والدولار... وعلى أن تكون خالية من الحياء ...
* * *
لأنني أرفض العلاقات العابرة ،
وأرفض أن أسمي الجنس مغامرة ،
وأصر على أن تكون علاقاتي من باب الشّرع ،
لا من باب الإباحية والتّبجّح والرّياء ...
عندما تزوّجت زواجي الوحيد ...
اكتشفت زوجتي الوحيدة أنني بتول... إلا من حالات شوقي إليها ...
كما اكتشفتُ أنها عذراء... إلا من حالات شوقها إليّ ..
وهذا ما أعتز وأفاخِر به ...
وليذهب الذين يمارسون العُهر.. ويعتبرون الشّوق والزواج والعذريّة رجعية ... إلى الجحيم .
* * *
أشفق على الحزبيين؛ لأنهم ضبابيّون على طريقتهم الخاصة .
وأشفق على العلمانيين؛ لأنهم يمارسون الضياع والعهر بطريقتهم الخاصة ...
وأشفق على الملحدين؛ لأنهم متجمّدون على طريقتهم الخاصّة ...
وأشفق على جميعهم أيضا وأيضا... لأن أقصى درجات طموحهم جميعا...
أن يكونوا ظلالا لأصنامهم !
* * *
ما أشبهكم بالنرجس أيها الهوائيون !
أنا لن أعشق إلا أصلي .
* * *
أنت طول العمر غيرك !!