هل المطلوب نظافة المال الأمريكي؟؟!!

هل المطلوب نظافة المال الأمريكي؟؟!!

حكومة الطوارئ تحرم الفلسطينيين حقوقهم

منير الحجار-غزة – فلسطين

[email protected]

أصدرت حكومة الطوارئ الفلسطينية قرارا بحرمان أكثر من 30.000 موظف فلسطيني من رواتبهم، في خطوة هي الأولى التي تتم فيها معاقبة موظفين جماعيا في التاريخ المعاصر، وحسب وزير إعلام حكومة الطوارئ الذي أعلن القرار فإن حرمان هؤلاء تم بناء على انتمائهم وتعاطفهم مع حركة حماس!!..

إن القرار المذكور يمثل تطبيقا للمحاولات الأمريكية السابقة بتقسيم الفلسطينيين إلى (إرهابيين) لا يستحقون الحياة، وحتى رغيف الخبز !!! ومعتدلين بإمكانهم الاستفادة من الأموال الأمريكية، وحتى اختلاسها وسرقتها إن شاءوا مقابل تنفيذ ما يريده السيد الأمريكي في البيت الأبيض!!...

على كل حال وبالعودة إلى سياسة التوظيف في السلطة الفلسطينية منذ إنشائها فإن تجاوزات كبيرة حدثت في تعيين الموظفين وترقيتهم، الأمر الذي أصاب الجهاز الحكومي بحالة من التضخم الممرض، وأثر سلبا على آلاف من الخريجين المؤهلين لشغل مناصب في الوظيفة العمومية..

واستمرت هذه السياسة الخاطئة والمدمرة، حتى بعد وصول حماس إلى سدة الحكم، وقيامها بنفس الدور الذي قامت به فتح من خلال توظيف آلاف الأشخاص المنتمين لحماس، وفي كثير من الأحيان غير المؤهلين إلا من انتمائهم الحزبي.. وكانت قرارات حكومة حماس هي امتداد لقرارات وسياسات الحكومات السابقة مع اختلاف اللون السياسي للموظف...

إن حكومة الطوارئ الجديدة ورئيسها فلسطيني المولد .. أمريكي الفكر والجنسية، وإبداء لحسن نيتها تجاه الأموال الأمريكية والدولية التي قرر المجتمع الدولي ضخها إلى سلطة عباس، فقد قررت حرمان هؤلاء الموظفين منها في إشارة إلى انصياعها بأثر رجعي إلى القرارات الأمريكية المطالبة بتجويع (الإرهابيين) وقتلهم إن لزم الأمر..

لا نعرف أي حكومة في التاريخ تعمل على حرمان شعبها ومعاقبته غير هذه الحكومة التي قامت بحرمان30.000 عائلة، وبحسب متوسط عدد أفراد الأسرة الفلسطينية فإن هذا يعني حرمان أكثر من 200.000 مواطن فلسطيني مقهور من العيش في الحد الأدنى المتمثلة في رواتب الموظفين الحكوميين ...

كنا نأمل من هذه الحكومة التي أعلنت هي ورئيس السلطة انتهاء الحصار الدولي، وعودة الأموال إلى الفلسطينيين (أن تقرر صرف الرواتب لكل الموظفين) وعن الفترة الماضية التي حرموا منها نتيجة هذا الحصار..

إلا أننا تفاجأنا بمعاقبتهم والقفز على حقوقهم، ووقف صرف رواتبهم فورا، ولا ندري هل ستلاحقهم قضائيا وامنيا لإجبارهم على دفع ما أخذوه من رواتب سابقة .. لأنهم باختصار لا يحق لهم أن يتنعموا أو يعتاشوا من الأموال الأمريكية !!!