قلة الحياء
محمد علي الحلبي
عندما تكثر نذالات وسفاهات من أصيبوا في عقولهم ، وتخلوا عن خلقهم وأخلاقهم مودعين قِيم الأصالة والشهامة والمروءة في متاهات وغياهب الحياة ، يُصاب المرء بالحيرة متسائلا ًوبدهشة وغرابة: ألهذا الدرك وصلت قلة الحياء في الإصرار على مواصلة الارتكابات المشينة بحق هذه الأمة؟!....في خروج وضيع لا قِبل لنا به على التقاليد والأعراف، وأبسط ما تآلفنا عليه.
في لحظات الحيرة،ونحن نسمع ونقرأ عن إقامة الجدار الفولاذي بين مصر العروبة وقطاع غزة لزيادة الحصار عليه وعلى أهله ، رأيتني مضطراً ومنجذباً لتحليل الموقف مفنداً من خلاله الجرائم التي ترتكب بحق هؤلاء الجياع المحاصرين منذ ما يقارب الأربع سنوات ، ففي يوم26/1/ 2006يوم الإعلان عن فوز مرشحي حماس في الانتخابات التشريعية،حصلوا فيها على76مقعداً من مقاعد المجلس التشريعي البالغة132،وفور إعلان النتائج أعلنت إسرائيل عن وقف تسليم الفلسطينيين حصصهم المتفق عليها من الجبايات المالية المُحصلة منهم ، وقررت أمريكا الحصار،وأوقف الاتحاد الأوروبي المساعدات التي كان يقدّمها للفلسطينيين،وساهمت أنظمة عربية بهذه المأساة،وجميعنا يذكر كيف رفضت أقطار عربية عدّة استقبال ممثليهم ، بعد تشكيل الحكومة من عناصر من حماس،وذلك لرفض منظمة فتح ومنظمات أخرى أن تسهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبلا تأخير سارعت رئاسة السلطة إلى سحب صلاحيتين أساسيتين من الحكومة (الأمن والإعلام) وبدأ الصراع خفيا ، ومازال مستمرا لكن علانية ً.
يقفز إلى الذهن سؤال:لِم كل هذا العداء والشعب العربي الفلسطيني عبّرَ عن رأيه ودعمه للمقاومة لعدم توصله وحصوله ولو على جزء من حق له عبر ما بات يُعرف بالمسيرة السلمية0000 منذ اتفاقية أوسلو؟!.....
إذاً هناك عودة لتكون المقاومة حجر الزاوية والركن في عملية التحرير، واستعادة الحقوق ، والعمل السياسي رفداً وتابعاً لها لا بديلا ًعنها، ذلك دفع بكل الأعداء و بالمتخاذلين للتأمر ونصب المتاريس تخوفا مما هو قادم , والخوف من غزة تحديداً لأن شعبها وهو جزء من الشعب العربي الفلسطيني عنوان الرمز للوفاء والوطنية ، وله جذوره العميقة قديماً وحديثاً،ففي أيام الحضارة اليونانية ينصفهم أحد المؤرخين اليونانيين "بوليبوس" ويضيف ألقاً إلى أمجاد هذا القطاع إذ يقول:"أعتقد من الصواب والعدل منح أهل غزة الشهادة التي يستحقونها رغم أنهم لا يختلفون عن أهل الشام من حيث البراعة التي أظهروها في العمليات الحربية ، فهم مع ذلك يتميزون بالقدرة والتعاضد المتبادل وبالأمانة للكلمة المعطاة ، فأهل غزة لهم شجاعة لا مثيل لها ولا يمكن تجاوزها،ويجب أن أذكّر بالإشادة بأهل تلك المدينة جميعاً الذين هم بالمسيرة والمبدأ اعتادوا القيام بأعمال نبيلة" ، كما وليس عارضا اختيار أهلها طائر العنقاء شعاراً لمدينتهم فكانوا المعبرّين الصادقين على ماضٍ حَفل بالتضحيات ، ففي اسم الطائر اجتمع عنوانان إذا قال عنه الصاغاتي في كتابه (العباب ) : العنقاء،الداهية ، والعنقاء طائر عظيم معروف الاسم مجهول الهوية،وفي كتاب (تفسير مجاهد) قال عكرمة:هي العنقاء ترميهم بحجارة مثل التي تخرج من مخالبها وأفواهها لا تصيب منهم شيئاً إلا حرقته حتى تميت الجميع".
إنه إسقاط للأسطورة على واقع دائم متجدد ، ولأن غزة كانت مصدر قلق دائم ثابت لأعدائها قال رئيس وزراء العدو الأسبق إسحاق رابين الذي قُتل على يد شابٍ يهودي: "أتمنى أن أصحو من النوم لأجد غزة غارقة في البحر" ، وبنيامين نتينياهو رئيس الوزراء الحاليّ يقول في27حزيران2007في حديثه لراديو إسرائيل داعيا فيه إلى فرض حصار على قطاع غز ة ، وعزل حماس سياسياً وعسكرياً، ورئيس جهاز الأمن"الشاباك" بوفال ديسكين يريد ضرب حماس مع التركيز بقوله أيضا "يجب أن نصيب المؤسسات الخيرية التابعة للحركة،واعتقال أعضاء الجناح العسكري ليس كافياً" ، إلا أن أجهزة السلطة أراحت " الأمن الإسرائيلي" في الضفة الغربية فقامت بهاتين المهمتين(الاعتقال وحلّ الجمعيات).
قديما كانت تلك صورة غزة لكن وفي هذه الأيام أضافت الأعمال الجهادية التي قام بها الشهداء أنبل بني الدنيا،وأكرم بني البشر،وأسمى الكائنات سواءً أكانوا أفراداً أم مجموعات...أماثيل القدوة ، النور فوق النور والضياء , ونماذج فخر واعتزاز ،فاللوحات الرائعة تترى تباعاً... في المقدمة خنساء رفح أم رضوان السيدة فاطمة الجزار،وهي أمّ لأربعة شهداء من أولادها، واثنان من أحفادها، وزوج ابنتها،إضافة إلى أخيها،قالت عنهم:"أولادي الشهداء قدمتهم فداءً للدين،وللوطن،وللقضية،وللمقدسات. الله يرضى عليهم ويجعلهم في مرتبة،النبّيين،والصدّيقين،والشهداء الصالحين،ولن أندم لحظة على التضحيات"،كما تكتب إحدى الشهيدات قبل رحيلها قائلة:"أنا الشهيدة آيات محمد لطفي الأخرس،أقوم بعملي هذا خالصاً لوجه العليّ القدير،وتلبية لنداء الشهداء،والدّم،والأمهات الثكالى ،والأيتام،والمستضعفين في الأرض،وتلبية لنداء الأقصى الشريف،وأقول للحكام العرب:كفاكم نوماً....كفاكم ذلا ً،وتقاعساً عن أداء الواجب تجاه فلسطين،وخسئت الجيوش العربية النائمة التي تنظر عبر شاشات التلفاز على بنات فلسطين وهن يقاتِلن،وهم في غفلة نائمون"وأقول صيحتي هذه ليسمعها كل عربي مسلم أبيّ:
وا أقصاه...وا أقصاه....وا فلسطين....وا فلسطين
الله أكبر...الله أكبر...على الظالمين
وإنها انتفاضة حتى النصر
آيات محمد الأخرس29/3/2003
ويمجّد شاعر فلسطيني، ويقدّس هذه الشريفة الفاضلة في قصيدته:
أو هكذا من آيات ضعفنا تتحرر البطلات
وتسـافريـن وحيـدة والفـجر والـدمعات
كم آية أصبحـت يا آيـات؟!.....
ما ضمّك قاموس حروفـه من كلمـات
لكنه قرآننا نبتت به آيـات
ويبكيها الشاعر السعودي غازي القصيبي حتى هَجرته الدموع،وازدراه البكاء فيقول ويزفّها إلى السماء بعد أن ودّعت خطيبها:
يشـهد الله أنكم شــهداء
يشهد الأنبياء والأولياء
أنكم متّم حتى تعزّ كلمة ربّي
ويكمل:
قد عجزنا حتـى شـكا العجز منّـا
وبكينا حتى ازدرانا البكاء
قل لآيات...يا عروس الغوا لي
كل حُسـن لمقلتك الفـداء
حين يُخصى الفحول...صفوة قومي
تتصدى للمجرم الحسناء
ومن الموت يهرب الزعماء
وحُييت وتلقتك فاطمة الزهراء
ويراع.....الكتب والفقهاء
حين يدعو الجهاد...لا استفتاء
الفتاوى يوم الجهاد...الدماء
وتلحق بركب الشهداء في14/1/2004أولى الشهيدات القساميّات ريم صالح عيّاشي،وربيع عمرها22عاماً،وتستمر قوافل الشهداء في مسيرها كمثيل النجوم في السماء مضيئة...هادية....مرشدة،ففي"بيت حانون"يستشهد من عائلة واحدة13شهيداً منهم سبعة أطفال،واسم العائلة"العثاولة" ،وينضم للرَكب،وأكرم به من رَكب،المهندس الشهيد يحيى عياشي.
ومن روائع قصص وحكايا الفداء والنضال فعندما حاصرت القوات"الإسرائيلية" 70مجاهداً داخل المسجد ومحيطه،وبدأت تُضيّق الخِناق عليهم،كان من بينهم55من مجاهديّ كتائب عزّ الدين القسّام،واشتبك الأبطال مع الأعداد الهائلة من جنود الأعداء،وأطلقوا قذائف "الياسين نسبة للشيخ أحمد ياسين " المضادة للدروع تجاه الجرافات التي تقدمت لهدم جدران المسجد ، ورفض جميعهم نداءات الاستسلام،وأكدوا عن عزمهم على المواجهة حتى آخر جندي،وآخر قطرة دمّ،وأنهم لن يسلموا أنفسهم أو سلاحهم،وأطلقوا على معركتهم اسم "أهل الجنة" وازدادت حدّة الاشتباكات،وسقط شهيد اسمه صهيب رفيق عدوان،وبعد قصفٍ للجامع ومحيطه عَمد المجاهدون قبيل الفجر للاتصال والتنسيق مع المجاهدين في الخطوط الخلفية،وتمّ وضع خطة لفك الحصار،وبدأ مجاهدو الخطوط الخلفية بقصف مغتصبة - سديروت - لإشغال العدو،وراحت المناضلات الفلسطينيات تُُسهمن في فك الحصار فتجمع أكثر من1500سيدة عند مدخل"بيت حانون"و500سيدة قرب مكان الحادث مستجيبات لنداءات مكبّرات الصوت في المساجد،وتعرضن للإرهاب والتخويف،وإطلاق النار،والمداهمات من قِبل الجرافات حيث استشهدت مجاهدتان،وأصيبت الكثيرات منهن ، وأتيحت في ظل هذه المظاهرات والاشتباكات الفرصة للمُحاصرين بفتح الثغرات،وفك حصارهم،وبعد عناء طويل ومواجهات استطاعت المسيرات الدخول إلى المسجد والتغطية على انسحاب المجاهدين بعد معارك قارب عتادهم وذخيرتهم على النفاذ.
لقد بات من المعروف أن الحصار لم يحّرم الأهل من ضرورات الحياة فقط،بل امتد ليشمل الأدوية،ووسائل العلاج للمرضى الخطرة حالتهم،لكنهم آثروا تجسيد الحب والولاء للوطن في سلوكهم،فالصحافي بسام الوحيدي وعمره30عاماً كان بحاجة لإجراء عملية لشبكية عينه وإلا أصيب بالعمى،أراد الذهاب إلى مستشفى في الأرض المحتلة عام1948للمعالجة،لكن عناصر"الشاباك"احتجزته،وأهانته،وقامت بتعريته كاملا ًقبل أن يدخل إلى المحقق الذي ظلّ يوجّه إليه أسئلة لمدة خمس ساعات عن جماعة المقاومة في القطاع،وفي نهاية التحقيق طُلب منه أن يصبح عميلا ًلهم ليُسمح له بالمغادرة للعلاج،وكان رفضه رفض كل فلسطيني أشم.لقد آثر عمى عينيه على أن يصبح عميلا ً،وجريدة الأهرام نشرت للكاتب الصحفي صالح السفافي مقالا ًيقول فيه:"وانضم إلى رَكب النبلاء الدكتور الفاضل كامل المفتي العميد السابق في جامعة النجاح،إذ عاد أدراجه إلى بيته وكان ذاهباً للحصول على موافقة لعلاج سرطان في رقبته خارج القطاع،لكنه فضّل الموت على فراشه بَدل أن يُوصم بالعمالة بعد أن طُلب منه ذلك ثمناً لعلاجه".
إنها حكايات تضج بالوطنية فتملأ الذات العربية فخاراً في ظل حجم وتنوعات التآمرات على ماضٍ ، وحاضر،ومستقبل الأمة بفعل أيادٍ خارجية،وحتى رسمية محلية.
لقد أسهمت قوى الشرّ في خلق أوضاع معاشيه غير طبيعية في القطاع، فانعكست على الأوضاع الاقتصادية، والصحية، والتعليمية.
لقد زادت حالات الوفاة بسبب نقص الدواء،ووسائل العلاج إلى حوالي337مريضاً،وهناك900مريضاً يسعون للحصول على إذن سفر منهم350أمراضهم خطيرة،ووفق تقارير وزارة الصحة فإن1700مريض قلب،وفشل كلوي ، وطفل حديث الولادة مهددون بالموت نتيجة توقف غرف العمليات،وأجهزة التنفس الاصطناعي،وغرف العناية المركزة عن العمل ، وأدى الحصار إلى إغلاق3500مؤسسة صناعية،وتجارية،وحِرفية مما حَرم أكثر من65ألف فلسطيني عملهم،والخسائر اليومية للاقتصاد الفلسطيني تُقدّر بحوالي مليون دولار،و2000مستورد فلسطيني تكبدوا خسائر فادحة نتيجة تراكم الحاويات في الموانئ "الإسرائيلية" والتي يُقدر عددها بـ2500حاوية،كما وتضررت الصناعات الإنشائية،ومصانع الطوب،وقطاع البناء تعطل عن العمل فيه ما يقارب25ألفاً من عماله،وتبلغ نسبة الفقر في هذه الأيام عبر المعاناة القديمة،والحصار الدائم إلى90% في القطاع بعد أن كانت81,4% في الأعوام السابقة.
من كل هذه العناوين يظهر مدى وحجم التآمر على أهل القطاع المجاهدين، فكان من الطبيعي أن تقف إسرائيل وحلفاء لها مستخدمة كل السبل في محاولات فاشلة لوأد الروح النضالية لدى هذا الشعب العربي الأصيل.
كان العدوان الدامي الذي مرّ عام على ذكراه الأليمة،وكان الحصار،والذي اشتد بعد العدوان،والمآسي التي خلفّّها على الأرض،وعلى البشر،وفي تقديرنا أن الهدف من وراء ذلك كله تفكيك البنيان الاقتصادي،والاجتماعي،والثقافي من خلال تزايد حالات الفقر والحرمان مما يؤثر بالضرورة إلى إرباك الذهنية الفلسطينية في تحديد الأولويات الفكرية...فتطفو في أحيانٍ كثيرةٍ الحاجة لإطعام الأسرة على غيرها بدلا من التفكيربوسائل الصمود والدفاع،والغرض الجليّ والواضح محاولة خلق المزيد من حالات الإفقار وصولا ًإلى البدء بتغييرات في السلوكيات،فالحاجة أحياناً تدعو للانحراف.
تلك أهداف أساسية لأعداء فلسطين ثبتها عمر المأساة منذ أكثر من نصف قرن،وتبدلت صور تطبيقها،لكن ما يزيد في عمق الأسايا أن يُسهم نظام مصر الرسمي في هذه الجرائم فيُغلق معبر رفح أمام محاولات سدّ احتياجات الأهل،وإن كان عليه بكل المفاهيم الدينية،والإنسانية،والوطنية أن يكون في طليعة من يُقدّم العوّن لهم،لكنه راح يُضيق الحصار أكثر وأكثر، فاضطرهم لحفر الأنفاق،وبمعونة أمريكية وضعت أجهزة ترصد لمعرفة التحركات فيها ومن ثم إرشاد " الإسرائيليين" لقصفها بطائراتهم،وبدأ منذ أسابيع ببناء الجدار الفولاذي المموّل أمريكياً أيضاً على أعماق تقارب30متراً بحجة حماية الأمن المصري إنما في حقيقته إغلاق للأنفاق ومنع إنشائها ، ويعتبر أجد المسؤولين مثل هذا العمل من حق السيادة،ويشدّ على يديه رئيس السلطة الفلسطينية بتأييده لعملهم ولمفهوم السيادة،والسؤال المطروح...ماذا عمل هؤلاء الأبطال لمسّ سيادة مصر؟!...إلا إذا اعتبرنا تصديهم للعدوان " الإسرائيلي “ العام الماضي!!.... وإصرارهم على تبني الكفاح المسلح مسّاً بأمن مصر وهذا بيت القصيد، ومنتهى الخسة والنذالة.
وبينما تُسهم مصر في حصار القطاع، بادر أوروبيون وأمريكيون شقّ عليهم الوضع غير الإنساني بجمع التبرعات المختلفة، سيّروها في قافلة أطلقوا عليها"شريان الحياة"في إسهام منهم لتخفيف المعاناة. عبرت تركيا التي أضافت إليها تبرعات، ومثل ذلك أثناء عبورها للأراضي السورية، وفي الأردن قدّم العديد من المواطنين إسهاماتهم، إلا أن مصر لم تسمح لهم بالعبور إلى أراضيها محتجة أن خط الرحلة كان قد حُدد، وتغييره يُعدّ مساساً بالسيادة... وأعيدت القافلة الى سوريا لتصل الى العريش عبر البحر المتوسط , بالسخرية الأقدار حتى طريق المساعدة صار جزءا من أمن وسيادة مصر!!...... ,بينما أعتبر القتل " الاسرائيلي " لعدد من المصريين مؤخرا في سيناء مبررا ولا يمس بل لا يلامس الأمن والسيادة . الغلاء والجوع يفتكان بالكل ومنهم الأطفال ملائكة الله في أرضه, والغاز الطبيعي المصري يسيّل ويباع للعدو بأقل من كلفته , أغريب ذلك ؟0000 لا وألف لا فنحن نعيش زمن الردة عن كل القيم العربية والإنسانية . أمام كل ذلك،تصبح النوايا واضحة،وهي خدمة المخطط الصهيوني فلا عجب إن بَطل الحياء،وأطلت الخيانات.
لقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم"يا رسول الله الحياء من الدين؟!...فقال:بل هو الدين كله، قلة الحياء كفر،وإذا ذهب الحياء حلّ البلاء"صدق الرسول العظيم.