اللئام على موائد الشيطان

اللئام على موائد الشيطان

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( كثر الحديث هذه الايام عن ظاهرة تفشت فيمن يدورون في فلك النظام السوري الاستبدادي  ،وممن  يحسبون أنفسهم من النخبه ، وما هم الا أُجراء عند طغمة ال الاسد التي يعتاشون من وراء تغطيتهم لجرائمها التي طالت معظم شعبينا السوري واللبناني ولم يسلم من آذاهم حتى الشعوب الاخرى كالعراقي والاردني وغيرهم -كظاهرة من سمّى نفسه بالداعيه فتحي يكن أو وئام وهاب وسليمان فرنجيه وناصر قنديل- أو كبعض المحامين العرب الذين جاءوا وطبّلوا لفساد هذا النظام أو حتى بعض المنافقين من البرلمانيين العرب واللبنانيين الذين في بلادهم لايرضون بأي انتقاص لهم من حقوق ولطوائفهم بينما يقبلون لشعبنا السوري كل الاذلال والنكوص ، ويقبضون مقابل ذالك المال الحرام الذي يسكرون فيه على موائد اللئام ويرقصون على دماء شعبينا السوري واللبناني وآلامهم وأهاتهم، أو بعض من تصدروا العناوين الكبيرة في الحريه والديمقراطيه من ليبراليين ويسارين واسلاميين وهم في الحقيقه ليسوا سوى ادوات قمع وارهاب وابواق للمتسلط).

بعد عقود عن أحداث اواخر السبعينيات،التي اتهم نظام ال الاسد الاخوان المسلمين ظلما بتدبير حادثة جريمة مدرسة المدفعيه،واتهمت حينها أيضا نقابات المحامين والمهندسين والصيادله وغيرها بالتآمر على البلد واتهمت شرائح واسعه من الشعب بذالك والاخرى بالقصور وعدم الادراك، مما حدى بالدكتاتور الاسد الاب أن ينقضّ على سوريا بأكملها أرضا وشعباً، متذرعاً بهذه الفبركه لحادثة المدفعيه والتي ذهب ضحيتها العشرات من الابرياء ؛على يد متطرفين وممن ينتمون لنظام الحكم وبعض الناقمين؛ الذين ساءهم ان تكون مؤسسة الجيش حكرا على فئة معينه أو طائفة.

والكل يعلم ان هذه الجريمه لادخل للاحزاب فيها ولا أي تنظيم سياسي او جماعة معينه كاالاخوان المسلمين التي أُلقي عليها حينها كل التبعيه؛ ولا لأي شريحه من شرائح الشعب سوى لبعض المتنفذين من أركان النظام من آل الاسد الذين كانوا يتصارعون على الصفوف الاولى في السلطه والمواقع الحساسه في الدوله،وكانت وسيلتهم الى ذالك عبر هذه الادوات المتطرفه التي نفذت الجريمه كما هي اليوم وسيلتهم في لبنان مع"فتح الاسلام" لزعزعة الاستقرار وارهاب الناس عبر الاغتيالات والتفجيرات وغيرها.. ،لتقع بعدها الاحداث المدّويه والمجلجله التي خطط لها النظام والفظائع من المذابح المروعه من زمرة ال الاسد والانتهاكات التي لانظير لها في تاريخ الانسانيه في كل أنحاء سورية من هذه السلطه الغاشمه، ولتستفرد بشعبنا الاعزل وتتحكم برقابه بقوة الحديد والنار، ولتعمل على تصفية خيرة أبناؤه وقياداته الفكريه والسياسيه وتكتم أنفاس الجميع.

وعلى الرغم من استنكار كل القوى السياسيه لهذه الجريمه وفي مقدمتهم الاخوان المسلمين الذين أصدروا اول البيانات الشاجبه للحادثه؛ والتي راح ضحيتها عدد من الضباط الابرياء من أخواننا العلويين الذين دُفع بهم ليكونو رأس حربه وكبش فداء لمخططات هذه الاسره ؛ وكطُعم تُستدرج فيه البلاد الى ماتم تدبيره من السافاك الدكتاتورالمتأله حافظ اسد وإسرته، ليستغلوا الواقعه وليعيثوا بعدها فسادا في الارض وظلما تمهيدا لجعل سوريا مزرعة لهم ولعائلتهم وحواشيهم، وليتجاوزو جميع الخطوط الممنوعه مستغلين اسم الطائفه لارتكاب الفظائع باسمها، فعلقوا المشانق وارهبوا الناس وسحقو جميع المعارضين وقوى الشعب بالمجنزرات وداسو على المقدسات وهتكو الاعراض واقامو المجازر الجماعيه في كل مكان ،ودمرو المدن على مسمع ومرأى من العالم اجمع وجعلو من سورية السجن الاكبر ونفو الملايين خارج البلاد، الى ان استقرت لهم الامور على اشلاء وجماجم شعبنا السوري وارهاب الناس.

 ومنذ ذالك الحين نحن وشعبنا نتجرع الاهات والالام وكل يوم يزداد بوطننا  عدد الضحايا ، ويزداد فيه أعداد اللئام من أعوان الشيطان على موائد الطاغيه في دمشق بدعاوي شتّى لتسويقه للناس، كضرورة الوقوف بجانبه تارةً لأنه يواجه المشروع الامريكي الصهيوني " وهو الذي يزحف بكل قواه لنيل الرضا الامريكي ويبذل دون ذالك المستحيلات، ويستعطف الاسرائيلي ويسترحمه لسوء حالته وما وصلت اليه أموره من الانهيار ثم يدغدغ مشاعره أن البديل عنه لن يكون الا وطنيا مخلصاً لوطنه وليس قائما على الصفقات ،ساعيا للدخول عبرمن ادعى أنه عدوّه لرضى العم سام".

 أو بدعوى بعض هؤلاء اللئام الذين نصّبوا أنفسهم كوسطاء مصالحه وتقريب وجهات النظر بين المعارضه والسلطه -قبل موت الطاغيه ونشِطوا أكثر بعد موته ليمهدوا الطريق لخلفه - والكثير منهم كاذبون ، لأنهم مرغوا على النفاق ، واستحسنوا طيب المقام وأطايب الطعام ، وسلّموا أنفسهم للشيطان ، الذي أملى عليهم أنهم على خير وصاروا يمّنون أنفسهم بذالك ، فضلّوا وأضلوا ؛ وبقوا في الضلالة وهم مُتّقنعون كمحمد حبش الخبيث الذي أوشى برفيق دربه الشيخ الشهيد معشوق الغزنوي ليعلوا ويتصدر المنابر والفضائيات دون مناقس له، أوكفتحي يكن الذي سار على دم الشهداء الابرار ودم ابن عمه أمين الذي قتل من قريب على يد هذا النظام المجرم ؛ وأشباه هؤلاء الساقطين في براثن العهر والاستبداد ،مراوغين كما يراوغ الثعلب لينقضّوا على الفريسه لايهمهم من تكون ضحيتهم  أهلهم أم بني قومهم ممالئين للطغاة، الذين أغدقوا عليهم العطايا الكثيره ،فأكسبو هذه الزمره "ال الاسد" المزيد من النقاط والتحكمات فينا ، وكشفوا لهم عن مواقع ضعفنا لأننا كنا نعتبرهم منّا  فااستغلوكل شيء لصالحهم الشخصي وأغتنوا وزاد شأنهم عندأسيادهم أولياء نعمتهم، وكانوا شرّ التجار بارواح شعبنا وكينونتنا وعزتنا مقابل الفتات الذي أُلقي عليهم ، والمظاهر الخدّاعه التي أحاطوهم بها ،ليرتقوا على اكتافنا ؛فأضرو تطلعات شعبنا في الانعتاق من الظلم والتطلع الى الحريه، وخدعونا اكثر وشاركوا في تدمير سورية بأكملها ، ولايزال هذا الصنف الى يومنا هذا يجاهد في خدمة هؤلاء المستبدين  على حساب من يدعي انهم اخوانهم او اصدقاءهم أو بني قومهم وما شابهه..

وما كان صمتنا في السابق على هؤلاء الذين يدعون المواقف الكبيره والرجولة وما هم الا كالذّر الذي تدوسه الاقدام أو كأشباه الرجال لأنهم ليسوا الا عبيداً لمن اشتراهم بأبخس الاثمان،وما كانت الغشاوة على أعين بعضنا  التي حجبت رؤية حقيقة هؤلاء المنافقون في السابق الا لأننا لانقيم حجتنا على الظن بل على اليقين لان الامور كانت مغمة وغير واضحه لزيف ماكان يدعيه هؤلاء، وما كانوا يضعونه من الزينه والمساحيق التجميليه على وجوههم القبيحه، ولم تتضح الامور لنا حينها ولم يتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الاسود فيهم بشكل جلي ..الى ان جاءت الوقائع لتثبت زيف ماكان هؤلاء يدعون من الاخلاص لحقوق شعبنا والعمل على مصالحه، فهذا النائب الاسلامي  وذاك النائب القومي وآخر ممن يدعي انه ديمقراطي يقفون في البرلمان الاردني ليدينوا القوى الفاعله والمعارضه السوريه  عند الجار السوري لأنهم طالبوا بالغاء قانون الخزي والعار وتقنين الجريمه 49 لعام 1980 بدلا من الوقوف بجانبهم ليثبتوا فعلاً أنهم يعبّرون عن ضمير من انتخبوهم ، لابل قاموا على اتهام تلك المعارضه بالعماله للامريكان ظلما وبهتانا مرددين مايقوله اسيادهم في دمشق، -سنكتب ماقالوا- ولن ننسى كذبهم ومحاولة وأد شعبنا بمحاباتهم لأولئك الطغاة وكذالك فعل مثله رئيس مؤتمر الاحزاب العربيه الذي جاء دمشق ليمتدح الطاغيه بشار في مؤتمر الاحزاب بعد تلقيه الرشوه المناسبه منه وترأسه للمؤتمر ، فرد الى هذا السيد الجميل فجعل منه بطلا لايشق له الغبارونسي او تناسى ان في سورية لايوجد احزاب وليس الا القمع والقهر والارهاب ونسي المذابح والآلام وتغابى او تعامى عن الوقائع والحقائق المفجعه.. ومثله ليث شبيلات وأخرون امثالهم كثير من مصر وتونس ومن كل بلد فيه أمثال هؤلاء، ولاأريد ذكر الاسماء  ولكن نشير الى بعضهم للذين وصفوا سوريا بالاسد وكانوا على حماس شديد لهذا القول.ومثلما يقول المثل( اذا وقع الثور كثرت السكاكين) واخرون مثلهم ممن تصدروا بزعمهم العمل الاسلامي وهم غارقون في الفساد والافساد عن درايه وغير درايه ومثلهم من القومجيون والعروبيين،ممن يتباكون في  بلادهم التي هي على درجة مقبوله من الحريات على الحقوق،طمعا بالمزيد ، ونحن يبيعوننا في سوق الخاسه ولم يجرؤا ان يقولوا لهذا المتألّهه كفى دمارا وكفى قتلا وكفى ظُلما ،تماما كما فعلوا مع صدام حسين حينما زينوا له وغرروا به بان الشعوب العربيه ستثور معه وتسقط انظمتها ان تم احتلال العراق لكي لايتراجع نظامه عن سحق شعبه ، ولكي لايتبنى المشروع الحضاري لاعطاء العراقيين حريتهم وتبني الانفتاح على الاخر ،لان هذا بنظرهم  معناه الضعف والخور ، فانتابته النشوه وحلق في الفضاء وأزبد وأرعد وكمم الافواه  وزاد في الطغيان ،الى أن جاءت الجيوش الاجنبيه وقاتل وحيدا وسقطت بغداد ثم العراق  وضاعت البلاد والعباد، ولم ينقذه من احد ولم يلبي هؤلاء المُغررين وعودهم بانتفاضتهم المزعومه على حكامهم لنجدته وكانت وعودهم عباره عن اكاذيب واراجيف واضاليل،  واليوم وكل يوم يعود هؤلاء المرتزقه وأمثالهم ليلعبوا لعبتهم القذره ولم يسترشدوا أو يعو أو ينظروا الى كره جماهير شعبنا لهم ولا زلنا نمقتهم وندعوا عليهم أن يُنزل الله بهم ما يستحقون من الجزاء لانهم اعوان الشيطان وأعوان الطاغوت ، الذين لم يرعوا لله حُرمه ولم يرقبو فيه الاًّ ولاذمّه.

وأخيرا نقول: إننا حددنا طريقنا واخترنا مع شعبنا ألا نلين والا تطأطأ جباهنا لغير الله وأن لن نستجدي احداً وأن لا نسمح لاحد بالمزاودة علينا والكسب من وراءنا وليس امام هؤلاء الا التوبه  والا فهم أعدائنا مثل أسيادهم وأننا  لن ننسى ابدا افعالهم وسيكون مصيرهم كما أسيادهم ولن ينجوا أحداً من العقاب بعد فوات الاوان.