سوريا بعد الأسد (3)

سوريا بعد الأسد (3)

د.خالد الأحمد *

يتخوف بعض السوريين ، وبعض العرب ، من تغيير النظام الأسدي الذي أهلك الحرث والنسل ، في سوريا ولبنان ، وساهم في هلاك العراق ، ولن يتورع عن إلحاق الأذى بأي دولة عربية .... يتخوفون من تغييره ... ويتخوفون من البديل الذي سيحل مكانه ، ويتصورون الفوضى التي حلت بالعراق ، لذلك يخافون من تغيير النظام الأسدي ...

لذلك ومن متابعة مسيرة المعارضة السورية الداخلية والخارجية ، تجمعت لدي معالم واضحة ، وأهداف مؤكدة ، اتفقت عليها فصائل المعارضة السورية ، داخل سوريا وخارجها ، ترسم هذه المعالم والأهداف صورة لسوريا المستقبل ، سوريا ما بعد الأسـد ، سوف أعرضها في هذه الحلقات بإذن الله عز وجل .

العلويـون بعد سقوط حكم الأســد :

يتخوف العلويون من سقوط النظام الأسـدي ، ويقال لهم أن كثيراً من السوريين عامة ، والحمويين خاصة سيثأرون منكم ، لأن معظم جنود سرايا الدفاع وكثير من الوحدات الخاصة التي قتلت المواطنين الأبرياء في حماة وحلب وإدلب من الطائفة العلوية ....وقد تابعت هذه القضية من خلال أدبيات المعارضة السورية في الخارج والداخل ، ومن أدبيات جبهة الخلاص الوطني ، ومن أدبيات جماعة الإخوان المسلمين ، وتصريحات كبار قادتها ، ووصلت إلى المعالم التالية :

1-لاتحمل المعارضة السورية عامة ، والإخوان المسلمون خاصة ، أوزار النظام الأسدي للطائفة العلويـة ، لأن أوزار النظام الأسدي لاتحملها الجبال ، فكيف تحمل لطائفة من الشعب السوري ، كما أنه ليس من العدل أن تشمل الطائفة العلوية كلها بأوزار النظام الأسدي ...

ومع ذلك تنطلق أسئلة صادقـة اليوم ، بعد أن صار سقوط بشار وحكمه أمراً وارداً ، تقول هذه الأسئلة : ماذا يحـل بالعلويين بعد سقوط هذا النظام !!؟

وجوابـي على ذلك : 

هذه الأسئلة تفترض أن العلويين مشاركون بهذا النظام ، فسقوط النظام سقوط لهم ، وهذا الافتراض غير صحيح ، نعم بعض العلويين مشاركون في هذا النظام ، وخاصة في وحدات الأمن ، وفي الجيش ...ولكن أكثر من نصف العلويين مسحوقون مع بقيـة الشعب السوري ، سلبت حقوقهم ، وسقاهم النظام كؤوس الذل والقهر كما سقى غيرهم ...

ولنقرأ ما كتبـه ( مواطن سوري) ويتضح أنه ( علوي ) في موقع ( سورية الحرة ) يوم (5/9/2006)  يقول :

( في البداية، ليس من المبالغة الزعم بأن كثيراً من العلويين غير سعداء - على الأقل - بالنظام الحالي ( يقصد نظام بشار ). والأسباب الموجبة التي يروجونها هي:

- الفقر (مثلاً الأحياء العلوية الفقيرة حول دمشق، والقرى الفقيرة ونسب البطالة المتدهورة في المنطقة الساحلية، الخ ) .

- الاعتقال السياسي الذي لا يجرؤون على التصدي له (أمثلة: صلاح جديد وحزب العمل الشيوعي وعارف دليلة حالياً)

في مرحلة شباب آبائنا تحولت المدن الساحلية الواقعة في سفوح جبال الساحل مثل طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية من مجتمعات سنية صرفة إلى مدن حديثة متعددة الطوائف نسبياً. لكن خلال جيلنا ( يقصد حكم بشار ) تحولت هذه المدن إلى مدن فقيرة قذرة بسبب سياسات الفساد وسوء التخطيط والمحسوبية. وشاهدناها تتحول مسرحاً لمراهقي الجيل الجديد من عشيرة الأسد في القرداحة الذين يطلق عليهم أحياناً ( الشبيحة)                         

أقــول :

العلويون اليوم يرون الامبراطوريات الخيالية لرامي مخلوف ، وماهر الأسد ، وآصف شوكت ، وأمثالهم ممـن صاروا يمصـون دم الشعب السوري كله ، بجميع طوائفـه ، ويعرفون عن امبراطورية رفعـت الأسد الشيء الكثير ...

العلويون فصيل من الشعب السوري ، ينتسبون إلى العرب وإلى المسلمين ، يسعهم ما يسـع الشعب السوري ، فيهم من وقف مؤيداً للنظام الأسدي ، كما في أهل السـنة من أيـد النظام الأسـدي ، وفيهم من عارض النظام الأسدي ، وقدم روحـه ثمناً لتلك المعارضة ، منهم اللواء محمد عمران ، واللواء صلاح جديد ، وأحمد سليمان الأحمد ، وابن أخيـه ،  وأمثالهم كثير ، ومنهم من اعتقل وذاق الويلات والتعذيب في سـجون الأسـد مثل الصحافي نـزار نيـوف ، والسياسي فاتح جاموس وغيرهم ، والاقتصادي الدكتور عارف دليلة .... ومنهم من طرد من الجيش بعد عشرات السنين لأنه لم يرض بولاية بشار الأسد ، وهم عدد من الجنرالات مثل اللواء علي دوبا ، واللواء علي أصلان ، وغيرهم...

واليوم بدأنا نجـد بعض أصوات العلويين السوريين ، تنـدد بالنظام السوري ، وتعلن وقوفها مع جبهة الخلاص الوطني ، في العلـن ، وفي السـركثير ، وهذه بدايـة الطريق الصحيح الذي يعـيد الطائفة العلويـة إلى وطنها وشعبها ، ويجعلها تنـحاز إلى صف الوطـن ، وتبتـعد عن صف النظام المستبد ...

وأمامي الآن تعليقات من بعض العلويين على موضوع حول جبهة الخلاص الوطني ، نشرت في موقع سوريا الحرة ، وسأعرض هذه التعليقات ، بعد تصحيحها إملائياً فقط ..

1-هناك شكر أحمله لجبهة الخلاص :

2-شكر أحمله من المظلومين من الطائفة العلوية الفقيرة إلى جبهة الخلاص وللسيد خدام  .....هؤلاء العلويون البسطاء لايسعهم الا أن يكونوا بجانب جبهـة الخلاص وعلى رأسها السيد خدام والسيد البيانوني ولن يبخلوا عليك بكل ما يملكون .

رئيس تجمع العلوين بالمنفى

حيدر كامل

2 -ليس خـدام فحسب

لو كان هناك دراسـة دقيقـة وتقوم بمسح للأراء في الطائفـة العلويـة من الشعرة إلى الساحل امتداداً إلى سهل الغاب . [ الشعرة هي أعلى قمة في جبل العلويين  ] ، والشعرة هي اسم قرية من قرانا الفقيرة ، والتي لاتمتلك حتى الآن أبسط حقوق المواطنة ، إلى الآن لايوجد صرف صحي بها مثلها مثل مئات قرانا المحسوبة بالاسم للطائفة العلوية لذلك يجب على من لا يعرف فليعرف نحن نفضل أي مخلوق كائناً من كان ليعيد بناء سورية بعيداً عن الكره والأحقاد ،وله ستكون أصواتنا المبحوحة بسبب الظلم الذي نعيشه في هذا العهد سحقاً لهم ، العلويون  ليسوا أصحاب ( سيريا تل ) وليس لهم حسابات في سويسرا ، العلويون لم يقتلوا الحريري ، ولم يقتلوا الزعبي ، ولاكنعان ، ولم يقوموا بمجازر حماة ، وتدمر ،  وجسر الشغور ،  من قام بها هم القتلـة العائلـة الموسولونيـة .

 أرجوا من كل أحرار سوريا ومحبين سوريا أن يفهموا هذه الحقيقـة .

 رامي سليمان

3-العلويون يصوتون للسيد خدام :

لو أقيمت انتخابات ديمقراطية حرة فانني أجزم بأن نصيب السيد خدام من أصوات العلويين سيكون أكثر بكثير من أي مرشح آخر من الطائفة العلوية وحتى ممن كان لهم نصيب بالحكم والحكومة أمثال اللواء علي حيدر الذي جمد لأنه اعترض على تولي بشار الحكم وغيره الكثير فكيف بالمواطن العادي الذي يبحث عن حياةكريمة بغض النظر عن الشخص الذي سيؤمنها له ونتمنى التخفيف من الوتيرة التي تقيم الناس حسب انتماءاتهم الدينية ...

ولنترك الحساب لله يوم الحساب

4 -لك ياأخي كفايـة متاجرة بالعلويين الفقراء

هذا الكلام موجه إلى العصابـة التي تحكم سوريـا وتحاول جا هدة إقناعنا نحن فقراء الطائفة التي يحاولون إفهامنا إذا بيت الأسـد تركوا الحكم هذا يعني هلاك الطائفة وسيقوم السنـة بذبحنا انتقاماً من العلويين هذا الدور يقوم به النظام لدب الرعب في قلوب فقراء هذه الطائفـة وأنا أود توجيه هذه الرسالـة للمافيا التي تحكم سوريه بأننا نحن العلويين لم ولن يقع علينا ظلم لا في الماضي البعيد ولا في المستقبل القريب أكثر من الظلم الذي وقع علينا في عهدكم قبحكم الله فأي كان من يخلفكم لن يحملنا ذنوبكم أرحلو ا والذي سيخلف عهدكم الأسود مهما كان قاسياً لن يصل إلى المويــه التي عهدناكم بها تبـاً لكم  .

رامي سليمان العقيبيه

انتهت تعليقات اليوم ، وإننا لننتظر المزيـد ، وإننا لننتظر زملاءنا العلويين الشرفاء ، كما ننتظـر زملاءنا البعثيين الشرفاء ، رفاق الأسـتاذ عبد الحليم خدام ، كي يقفوا معنا في جبهة الخلاص الوطني ، لنقف صفاً واحداً نخلص سـوريا العزيزة ، سوريا الحرة ، لتعود لجميع أبنائها ....وليس ذلك على الله بعزيز .. وللحديث صلـة

              

    * كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية