وليد عيدو إلى رحاب الله..

وليد عيدو إلى رحاب الله..

(دمك لن يضيع هدرا)

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

بالامس كان وليد رحمه الله تعالى حيا ؛وصار شهيدا بفعل العملية الاجراميه التي لم تستهدف حياته فحسب ،بل كانت تستهدف لبنانا الحبيب ، بل كانت تستهدف استقراره وأمنه وحريته وكرامته وسيادته؛ من خلال استهداف أعظم رجالاته وقياداته الفكريه والسياسيه والروحيه ، وتستهدف اسقاط المؤسسات من خلال تقليل أعداد النواب ليس من خلال الجماهير عند حلول الاستحقاق وصناديق الاقتراع، بل عبر البارود والتفجيرات والارهاب والجريمه وسفك الدماء، بعد ان حاولوا عبثاً تفجير لبنان عبر حرب تموز لتوريط لبنان وتدميره عبر المغامرة المجنونه التي قادها حزب الله لصالح النظام السوري لينجوا من المحكمه عبر محاولة نسفها بنسف لبنان، ولما فشلت مساعيهم حاصرحلفاء النظام السوري وأتباعهم وملحقاتهم وأدوادتهم  بيروت ؛ولا زالوا، فازدحمت الازقة والشوارع وضاع الامان بوجود الشذّاذ والاوغاد يعبثون في وسطها، ثم عادت تلك العصابات لاسلوب الترهيب لرجالات لبنان  فاغتالت يد الغدر والخيانه الشاب الوزير البطل بيارالجميل ، ويوم إقرار المحكمه كانت حكاية فتح الاسلام المجرمه أداة النظام السوري التي تم اصطناعها في دمشق وأطلق عليها هذا الاسم لتبدوا معركة الحكومه اللبنانيه مع الاسلام بينما هي مع المرتزقه والقتله وعصابات الاجرام ، مما أدّى الى استنكار حزب الله بلسان سيده حسن نصرعلى الجيش الذي ذبحت عناصره لأنه اراد الدفاع عن نفسه ، واعتبر الهجوم على هؤلاء القتله خط أحمر بدلا من ارسال ماعنده من السلاح والزخيره لهذا الجيش الوطني لسرعة سحق هذه الشرزمه ؛ وتقليل الخسائر الماديه والبشريه ؛ ولكن إشارة هذا الحزب وصلت لهؤلاء الاوغاد ؛ أننا معكم وأنهم سيعطلون فكرة القضاء عليهم ،مما زاد من تماسكهم ومقاومتهم للجيش ورفضهم الاستسلام، مما أدى الى ازدياد عدد ضحايا هذا الجيش الباسل واراقة المزيد من الدماء البريئه التي تتمترس وراها هذه العصابه

واليوم يقتلون الحبيب عيدو ونجله خالد وثمانية من المواطنين الابرياء ، في هجوم ارهابي بشع بالقرب من منتزه ونادي الرياضي العسكري من الشطر الغربي من المدينه ، الذي هزّ أحياء بيروت ، ولولا لطف الله وقبل دقيقتين من التفجير والذي تم الانتهاء من اللعب في نادي النجمه مكان وقوع الجريمه ، لكانت الخسائر البشريه كارثيه ولكن الله سلم ، ومع ذالك كان عدد الضحايا عشر ومنهم اثنين من المنتخب اللبناني

هؤلاء هم القتله لم يستطيعوا مواجهة الكلمه بالكلمه ، والحجّه بالحجه ، وهذا هو شأنهم وهذا هو ديدنهم ، يسكتون خصومهم بكل الوسائل الارهابيه، وليس بالحوار والحجّه ، ففي سوريا سقط عشرات الالاف القتلى ن وجميعهم من المثقفين وحاملي الشهادات العليا ؛ وأعضاء النقابات وأصحاب الفكر والرأي ، وعندنا الاسماء موجوده بأكملها وأوضاع هؤلاء الذين قضوا بآلة الاجرام الاسديه التي حصدت تلك الارواح الطاهره بلا وازع ولا ضمير، وكذالك الحال في لبنان ، والسيناريو واحد، وابطال الاجرام وأدواتهم ودوافعهم واحده، انهم أعداء الحريه والانسانيه وأعداء الحوار والعقل وأعداء السلام والامن والاستقرار،

وبالنظر الى السيكولوجيا والتركيبه والخلطه المعجونه منها هؤلاء القتله ومن وراءهم، والطينة التي خُلقوا منها ، فإنها لاتنطبق على أوصاف البشر، وكأنهم من عالم آخر لايمت بصله الى الانسان، انهم يقتلون ويدمرون ، واذا وعدوا بشيء فعلوه،وقبلها لهم سوابق كثيره ومنها تدمير مدينة حماة وارتكاب المجازر الفظيعه في كل المدن والقرى السوريه وكذالك يفعلون في لبنان، انهم لايرحمون ؛ وقد نزعت من قلوبهم كل المعاني الاخلاقيه والانسانيه النبيله ، انهم قتله ومجرمون ولايعرفون الّاً ولا ذمه ، يعدون فينفذون ، انهم لايلعبون ، انهم يسرحون ويمرحون ، مستغلين الاجواء الدوليه المشحونه فيعبثون، بأرواح الابرياء يعبثون ، في العراق وسوريا ولبنان وكل مكان تطاله أياديهم القذره ، انهم لايرحمون ، انهم يستغلون أيّ نقطة ضعف لتنفيذ جرائمهم ولا يبالون، لا بالانسان ولا بحقوقه ولا بالمجتمع الدولي الذي لازال صامت ولم يحرك ساكن، ويشجعهم في ذالك بعض الدول الاوربيه ، التي تعبر اليهم عبر آلالاف الجثث البريئه التي سقطت وتسقط ولا تبالي ؛ فيفهمون تلك الرسائل خطأً ويستمرون في لعبة الموت، انهم يقتلون عبر صمت ضمير العالم الحر ومؤسساته ، سعيا وراء مصالحهم الذاتيه، وحليفتهم اسرائيل، التي أقرت بدعمها لهذا النظام الاستبدادي الشمولي الدكتاتوري الارهابي لأستقرار بلدها، وقال مسئولها بالحرف الواحد انه لايبالي بمآسات الشعوب وأن هذا النظام الدكتاتوري يحمينا ويؤمن مصالحنا وهو خير من النظام الديمقراطي الذي لاندري أين يذهب فينا، هكذا أصبح شعبنا السوري ومآسي الشعب اللبناني سلعه تباع في سوق النخاسة الاسرائيليه الاسديه فمن يزيد،وسورية الحبيبه كل يوم مع هذا النظام يزداد ضحاياها وكذالك لبنان ولاسميع من العالم ولامجيب لأهات شعوبنا ولا مغيث

وقرر هؤلاء القتله  أن يضعوا لبنان أمام خيارين لاثالث إما الاستسلام أو الدمار ، ولكن قادة هذا البلد أعلنوها مدوية إننا صامدون ؛ وكان أخر ماقال الشهيد عيدو اننا مصممون على الانتصار ونيل حريتنا وكرامتنا واستقلالنا وسيادتنا ودحر الوصايه ، ولن ترهبنا هذه القوى الظلاميه ومهما سقط من الشهداء ، لأنهم لايعرفون تاريخ الشعوب ؛ واننا سنقدم كل يوم وكل شهر شهيد من أجل لبنان ليكون آمناً ومسقرا وحراً ومزدهرا

وكما يقولون :ان البعره تدل على البعير ، وكذالك هذه الجرائم جميعها تدل على من وراءها ؛ ولا أريد أن أستبق التحقيق البطيئ الذي من أجله تتسابق الخطُى ويسقط الشهيد تلو الشهيد . فمن يملك هذه القدرات التدميريه والتخطيطيه والتنظيميه والتكتيكيه والحربيه ، ومن يملك هذه المتفجرات ومستودعات الاسلحه وسيارات الموت والتقنيه العاليه في المراقبه والتنفيذ، ومن يملك القاعده اللوجستيه التي تؤمن القتله عند تنفيذ جرائمهم، ومن أين يأتي العتاد والزخيره وكل أدوات الجريمه ، اليس من البلد الجار، الذي ضبطت سيارات الاسلحه تعبر مهربةً الى أدواتها من قوى الظلام ، ومن يزرع الموت في كل مكان ، اليس نظام بشار الذي لم يرتوي بعد من دماء الابرياء، والذي لم يقتنع بعد ؛ أن ليل الظلم آن له ينجلي ، وبوازغ الفجر قد لاحت لطلوع النهار، وأن مايجري لن يزيد الاحرار الا تصميما وصمودا لأكمال المشوار ، الذي صنعته قوافل الشهداء التي لن تضيع دماءها سدىً ، وستنتصر ارادة الشعوب مهما علت التضحيات

وتعازينا في الختام لاسرة الشهيد البطل الحر وليد عيدو، ولأهل لبنان والامة العربية والاسلاميه لفقد قائد حر وشجاع ، والذي لاتنفع معه كثرة ترداد الكلمات او عبارات الاستنكار أو البكاء، بل العمل الدؤوب والمستمر من أجل التحرر والتخلص من الاستبداد وعهود الظلام ، وهذا وعد منا ياعيدو وان الله لن يضيّع أجر عامل في سبيل نصرة بلده واهله  ومبادئه

وأخيرا تؤسفني محطة النيو تي في المنافقه والمرتزقه من النظام السوري والتي بالامس كانت تسب عيدوا واليوم تتباكى عليه ،ودون أن يكون عندها الجرأه للاشاره الى القاتل، وتلقي لوم التقصير على وزير الداخليه السبع، دون ذكر حزب الله وملحقاته المحتلين لشوارع بيروت ، والواقفين الى جانب القتله، يحمونهم ويعطونهم الغطاء الكامل ، هذا اذا لم يكونوا متورطين بشكل مباشر.