لأول مرة توجيهي بلا وزير!!

هنادي نصر الله

[email protected]

أيها الوزير المعتقل في زنازين الصهاينة لا تقلق لا تحزن لا تُفكر بنا كثيرًا،ها نحن نتوجه بخطى ثابتة وعزيمةٍ صلبة إلى قاعات امتحانات الثانوية العامة،التي لن تكون هذا العام كما كل عام ....

أتدري لماذا أيها الشاعر السجين؟!!

لأن منهجنا لأول ِ مرةٍ يُوحدنا ويجمعنا سويًا فلا فرق بين طالب القطاع الغزي وطالب الضفة الغربية أو القدس الحبيبة...

ها نحن نذهب جميعًا في نفس الموعد ونفس التوقيت لأداء امتحانٍ واحد وهو امتحان مادة اللغة العربية...ما أجملها من لحظات،يشعرُ فيها طلبة القطاع بأحاسيس ومشاعر طلبة الضفة الغربية...فهل يعي يا وزير تربيتنا أولئك الخونة الذين يعكرون صفو امتحاناتنا ويخلطون مشاعرنا المضطربة أصلاً بمشاعر القلق والتوتر،فيقيمون الحواجز ويخطفون أحبابنا وشرفاءنا هل يعي هؤلاء يا شاعرنا مدى الآهات التي يزرعونها ومدى السموم التي يضعونها في طريقنا المعبد بالأشواك والصعوبات لاسيما ونحن نجتاز أصعب مرحلة في تاريخ حياتنا وأنت بعيد عنا!!

لا أدري يا وزير تربيتنا وتعليمنا ماذا أقول ونحن الآن نقدم الامتحانات ونخوض المعركة الحاسمة التي ستحدد مصيرنا ومستقبلنا وتخصصنا في الجامعة! لا أدري أيها الوزير المختطف ماذا أقول ؟!! فلا أحد يقوى على الحديث في مثل هذه اللحظات القاسية  ..

كم كنتُ أحلم بزيارتكِ لمدارسنا كأي وزيرٍ  تتفقد مقاعدنا ولجاننا وتمسح بيدك الكريمة على ظهورِ شبابنا الطلبة وهم يقدمون الامتحانات فترسل لهم رسالةً مفادها"لا يأس مع الحياة مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة"....

يا الله حتى هذه اللحظات لا أصدق أيها الشاعر ما جرى لك وما حدث لنا ؟!! فما ذنبا وما ذنبك لنعيش أجواءًا من الحرمان والرعب  صنعتها أيدي الغدر والخيانة بمباركةٍ من الإحتلال اللعين....!!

هم أرادوا باعتقالك  تهديد مسيرتنا التعليمية وحرماننا من بناء مستقبلٍ زاهرٍ ومشرق،هم أرادوا من وراء ذلك إفشال مشروعنا الحضاري والتعليمي والثقافي وتدمير هويتنا الثقافية فمعركتنا اليوم معهم يا وزيرنا ليست عسكرية بل أيضًا ثقافية  ودينية هي حربٌ فكرية مبرمجة،وما الخطف والقتل بحجةِ اللحية والتدين إلا أكبر برهانٍ على ذلك يا وزيرنا المختطف!!

بالأمس يا أسير الشرعية والديمقراطية  بالأمس يا أول وزير تربيةٍ وتعليم في العالم يعتقل ويسجن ظلمًا وبهتانًا ويتحول للعزل الإداري  كانت غزة الحبيبة تغرق بنيران الفتنة التي يأبى الإنقلابيون إلا أن يشعلوها بالأمس كان الألم وكانت الآهات وكانت الدماء...

كنا يا شاعرنا نقرأ كلمة وننظر إلى الأخبار ٍ في آنٍ واحد...كنا في حيرةٍ من أمر هؤلاء الخونة الذين يحقدون علينا وعلى مستقبلنا،لا أدري كيف أصف لك مشاعرًا مكبوتة سيطرت على مشاعر أخي وابن عمي وابن خالتي وعمتي وجارتي وكلهم يستعدون لامتحانات الثانوية العامة،بالرغم من الأجواء المشحونة وأعاصير الفتنة التي تزلزل غزة رغم أنها تعيش أجواءًا شديدة الحرارة ...!!

ولكن رغم هذا أبشرك أيها الوزير انتظمت الامتحانات وبحمد الله تقدم الطلبة إلى مقاعد الدراسة ....تقدموا بإصرار الرجال وعزيمة الأقوياء واضعين نصب أعينهم هدفًا ثمينًا وغاليًا وهو ـ مقارعة الإحتلال وعملائه بالتحدي والتحصيل العلمي    ـ أو ليس هذا أيضًا جهاد في سبيل الله يا وزيرنا المختطف؟!!

لقد عملوا بقول رسولنا الكريم الذي حثنا على طلب العلم حينما قال في أحاديثٍ كثيرة  أذكر الآن واحدًا منها وهو"من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالبٍ العلم رضًا بما يصنع وإن الطالب ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء،وإن الأنبياء لم يورثوا درهمًا أو دينارًا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر"..

وزير تربيتنا المختطف لا أدري إن كان أعداء فلسطين وهم بالطبع كُثر ولكني الآن أقصد ـ التيار الإنقلابي ـ قد فهم عزيمة طلبتنا الذين واجهوا الفقر  وجابهوا المؤامرات وصبروا ورابطوا وتحدوا وهاهم في مقاعد الدراسة يحصدون نتيجة حفظهم ومذاكرتهم واستيعابهم....لله درك أيها الوزير المختطف ...ولله درك يا فلسطين الحبيبة ويا طلبة فلسطين ....العار لكم أيها الجهلة يا قتلة العلماء والطلبة ويا حارقي الجامعات ودور العبادة...فلن ننسى الإمام المنسي ولن ننسى العالم أبو عجوة ولن ننسى إمام مسجد العباس العابد المجاهد محمد الرفاتي ....وحسبنا الله ونعم الوكيل