حقوق الإنسان الأرثوذكسي
محمود القاعود
ترى .. هل سمعتم ذات مرة عن أى منظمة تعنى بحقوق الإنسان داخل مصر أو خارجها ، تدين اعتقال شاب إخوانى أو آخر مواظب على صلاة الفجر أو ثالث ملتحى ؟؟
هل سمعتم عن منظمة حقوقية داخل مصر أو خارجها تدين اعتقال مدون مسلم أو كاتب مسلم أو ناشط سياسى مسلم ؟؟
هل سمعتم عن كشك من أكشاك حقوق الإنسان يدين تعذيب مواطنة مسلمة أو اغتصابها ؟؟
هل سمعتم عن ماخور من مواخير حقوق الإنسان ينتصر لشاب مسلم تم القبض على أهل بيته للضغط عليه وتعذيبه وانتهاك آدميته ؟؟
هل سمعتم عن فضائيات عربية تمرر فى شريطها الإخبارى خبرا عن القبض على إخوانى أو سلفى ؟؟
هل شاهدتم مجموعة من المرتزقة يحتشدون فوق سلالم نقابة الصحافيين ليطالبوا بالإفراج عن مفكر مسلم تم اعتقاله ؟؟
هل سمعتم أية إدانة من منظمات حقوقية نسائية تقف بجوار الطالبات المنتقبات اللائى تم طردهن من المدن الجامعية ؟؟
الجواب : لا .. لا ..
المسلمون لا حقوق لهم .. لا يمتلكون الأموال التى تجعلهم يؤسسون أبواقا – كأبواق ساويرس – تدافع عنهم ..
المسلمون لا يمتلكون فضائيات أو صحف أو مواقع إنترنيت أو جمعيات حقوقية ، لتدافع عنهم ..
المسلمون لا يوجد لديهم حزب " المسجد بيتنا " على غرار حزب " الكاتدرائية بيتنا " ..
المسلمون لا يقدرون على تجييش طابور طويل من المرتزقة للنوم فوق سلالم نقابة الصحافيين للهتاف والصراخ والمطالبة بحقوقهم ..
أعجب من صحف ساويرس التى بمجرد أن يتعرض صعلوك تافه لخدش ، تقوم الدنيا ولا تقعد ، ويتم سب نظام الحكم ومطالبته بتقديم اعتذار .. أما أن يتم سحل أى مسلم فلا مانع طالما أنه من أحفاد العرب الغزاة الذين احتلوا مصر !
من وجهة نظر " حزب الكاتدرائية بيتنا " لا حقوق إلا للإنسان الأرثوذكسى .. ما عدا ذلك فليذهب إلى الجحيم ..
من وجهة نظر " حزب الكاتدرائية بيتنا " لا بد أن يُعامل الأرثوذكسى ، على أنه ملاك معصوم أو نبى منزّه ..
فهل هناك ملاك يُسجن !؟ بل هناك نبى يخطئ !؟
وهذا هو سبب ثورة الأرثوذكس ، عندما صدر حكما قضائياً فى 26 أكتوبر 2008م ضد الشقى " متاؤوس عباس وهبة " أحد قساوسة الكنيسة الأرثوذكسية ، الذى زوّر فى أوراق رسمية ، وقام بتزويج مسلمة من نصرانى وتهريبها إلى خارج البلاد بأوراق مزوّرة .. فكيف يصدر القضاء حكماً ضد ملاك معصوم !؟ والأغرب أن تتبجح الكنيسة الأرثوذكسية وتطالب بالإفراج عنه ، ومن خلفها تهرع أكشاك وعشش حقوق الإنسان لتشهر السيوف والسنج والجنازير ، فى وجه النظام المصرى ..
لكن .. أى هذه الجمعيات وتلك العشش التى تعنى بحقوق الإنسان الأرثوذكسى ، دافع عن أختنا " وفاء قسطنطين " – رحمها الله ؟؟ أى هذه المواخير طالب بالإفراج عن المجاهد " مجدى أحمد حسين " الذى أحيل لمحاكمة عسكرية عاجلة قضت بسجنه عامين ، لأنه ذهب إلى إخوانه فى غزة أثناء الحرب الإجرامية التى شنها ضدهم كيان القردة فى فلسطين المحتلة .
أى أرثوذكسى قام بالدفاع عن المدون الشاب " أحمد سعد دومة " الذى تم اعتقاله فى فبراير 2009م ، بعد زيارته التضامنية لـ غزة أثناء العدوان الصليبى الصهيونى الفاحش ؟؟
أى أرثوذكسى أعلن تضامنه مع آلاف المعتقلين من الإخوان ؟؟ أى أرثوذكسى أعلن تضامنه مع آخرين لا نعلمهم .. الله وحده يعلم ما يعانونه ؟؟
إذاً جمعيات وعشش وأكشاك حقوق الإنسان فى مصر ، لا تعنى إلا بحقوق الإنسان الأرثوذكسى .. أو من يسب الله ورسوله والقرآن الكريم .. لا تعنى إلا بمدون تافه يسب الإسلام كما يتنفس .. لا تعنى إلا بكاتب يجهر بحب كيان الخنازير فى فلسطين المحتلة .. لا تعنى إلا بصحافى منافق يدعو لبناء الكنائس وتزويج المسلمات من النصارى .. لا تعنى إلا بكل شاذ أفاق يسب الإسلام ويدعو للتنصير ...
لقد بلغ من إجرام مواخير حقوق الإنسان الأرثوذكسى أنها لا تعنى بحقوق أى أرثوذكسى يخرج عن كنيسة شنودة الثالث .. تأمل مثلا فى تصرفاتهم حيال اضطهاد شنودة الثالث ، لنيافة الأنبا المبجل ماكسيموس الأول بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية .. تأمل فى تصرفاتهم حيال أتباعه .. تأمل فى التجاهل الإعلامى له ولكنيسته التى تجتذب العديد من الفارين من جحيم كنيسة شنودة الثالث .. بل إنهم يطلقون الشائعات المغرضة تجاه الرجل ويدعون أنه اعتنق البوذية ! وفى الوقت الذى تجد فيه صحف كـ اليوم السابع و المصرى اليوم و الدستور تحمل يوميا ما لا يقل عن خمسة أخبار عن شنودة الثالث وكنيسته ، تجدها طوال عام كامل لا تذكر أى شئ عن الأنبا ماكسيموس بطريرك الكرازة المرقصية !
والعجيب جد عجيب أن جمعيات حقوق الإنسان الأرثوذكسى تقيم سلسلة من الانتفاضات عند صدور كتاب إسلامى يتحدث عن العقيدة النصرانية من منظور القرآن الكريم الذى يكفر كل من يدعى أن الله تعالى – وحاشاه القدوس – هو المسيح بن مريم .. فتجدهم فى ذروة سكرهم يطالبون بحذف آيات قرآنية بحجة قبول الآخر واحترامه !
أما أن يصدر كتاب يسب الله ورسوله فتلك هى المواطنة والليبرالية وحرية الإبداع والحداثة والتنوير ورفض الظلام والإرهاب والتحجر !
حسناً ماذا إن صدر كتاب يسب شنودة الثالث .. هل تعدون ذلك حرية إبداع ورفض للوصاية الدينية والظلام والإرهاب !؟
لا تستمع لصوت جمعيات حقوق الإنسان الأرثوذكسى إلا عندما يُصدّر أرثوذكس الصعيد بعض الأخبار الكاذبة عما يسمونه " حرق وإتلاف ممتلكات الأقباط " .. هنا تجد منظمات حقوق الإنسان الأرثوذكسى تعلن النفير العام ، وتصبح إدانة الإسلام فرض عين على كل أرثوذكسى أو عضو فى حزب الكاتدرائية بيتنا ..
لا تستمع لصوت جمعيات حقوق الإنسان الأرثوذكسى إلا بعد تلقى شارة البدء من " نجيب جبرائيل " – الذى لا أعلم كيف يسمح له نظام وهابى إسلامى بإنشاء جمعية تهدد الأمن القومى المصرى ليبث من خلالها أكاذيبه السخيفة ..
لا تسمع صوتا لـ نجيب جبرائيل إلا فى وضع " يافطة " فى شارع " نصر الإسلام " بـ شبرا ، الذى يريد محامى شنودة الثالث ، أن يجعله شارع " فكتوريا " بـ " الدراع " و " السنجة الأرثوذكسية " .. مما يجعل محافظ القاهرة ، يرتبك ، ويعلن أن حى " نصر الإسلام " ما زال حى " فيكتوريا " ولا لأسلمة الشوارع والعبث بالتاريخ !!
لا تسمع صوتاً لـ نجيب جبرائيل إلا عندما تقوم الطالبات المسلمات بتحية الإسلام داخل مدرسة الأورمان الثانوية ، فيهرع نجيب باشا ليوقف أسلمة المدارس ! وكأن مصر دولة صليبية لا ينص دستورها على أن الإسلام الدين الرسمى للدولة والمصدر الرئيسى للتشريع ..
لا تستمع لـ نجيب جبرائيل إلا فى قضايا جلد بعض أفراد الجالية المصرية بـ السعودية .. وهو لا يدافع عن المسلمين الذين يتم ازدراء عقيدتهم على يد رفاقه الأرثوذكس من أبناء الكنيسة أمثال الشاذ جنسيا سلبى زكريا بطرس ومرقص عزيز ومتياس نصر منقريوس ومكارى يونان .. إنما هو يدافع عن مصالحه الشخصية وأغراضه الدنيئة ..
فمعروف أن السعودية تجلد أبناء السعودية أنفسهم ممن يرتكبون أخطاء .. لكن نجيب جبرائيل يريد دق إسفين بين الشعب المصرى والأشقاء فى السعودية .. لذلك من الغريب أن تعادى صحيفة مثل " اليوم السابع " السعودية بحجة جلد المصريين ، فى ذات الوقت الذى لا تنبس ببنت شفة من أجل أوضاع المصريين فى مصر أو الدول الأخرى ..
نجيب جبرائيل خطر يهدد الأمن القومى ، ورغم ذلك تسمح له الحكومة بإنشاء جمعية تعادى الإسلام ومصر وشعبها ، وتتصل بالخارج وترسل برقيات لـ أوباما لتحريضه ضد مصر ! ويقابل هذا المحامى الفاشل ، المدعو " مايكل منير " الذى يحفل موقعه الإليكترونى بسباب فاحش ضد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة رضى الله عنها ، ورغم ذلك تسمح له الحكومة المصرية بالدخول إلى مصر بل واستقباله على المستوى الرسمى ، وخروج تسريبات عن عقد صفقات معه من أجل التوريث .. أى أنه بدلا من اعتقاله ومحاسبته على السباب البذئ القذر الذى يوجه من خلال موقعه ضد أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم .. يتم تكريمه والاحتفاء به ..
نفس الحال مع الأقرع المدعو " مجدى خليل " الذى يخرج ليسب الإسلام فى فضائية الشاذ زكريا بطرس ، ويدعى أن ما أسماهن بـ " القاصرات القبطيات " يتم خطفهن واغتصابهن وتصويرهن ، وتهديدهن بالـ سى ديهات الجنسية فى حالة رفض الإسلام .. كما أنه يتعامل مع منظمات صهيونية تدعو صراحة لغزو مصر وإسقاط نظام الحكم فيها وذبح المسلمين .. ورغم ذلك تفرد له جريدة " الدستور " صفحات ليمارس فيها هرطقته ويشنع على الإسلام والمسلمين ، ويسمح له بدخول مصر والتحدث عن حقوق الإنسان !
نفس الحال أيضاً مع البذئ الوقح المدعو " مدحت قلادة " الذى أرسل لى رسائل بذيئة للغاية يسب فيها الله ورسوله ، بسباب لم أتحمل قراءة نصف سطر منه ، ورغم ذلك تفرد له جريدة " اليوم السابع " الصفحات ليسب الإسلام ويروج لرفاقه فى المهجر ، والأغرب أنه يدخل مصر بكل حرية ويتم استقباله ، ويتحدث أيضاً عن حقوق الإنسان الأرثوذكسى ..
إنها عصابة الإفك والضلال والبهتان التى لا يهمها سوى حقوق الإنسان الأرثوذكسى وازدراء الإسلام وبناء الكنائس فى كل زقاق وحارة فوق أرض مصر ..
وإنهم عبيد إحسانات ساويرس الذى صنعهم من أجل حلم طائفى مجنون ومعتوه .