عندما تُرمل فتاة العشرين بنيران عباس!!
عندما تُرمل فتاة العشرين بنيران عباس!!
هنادي نصرالله
عندما يُرملّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فتاة العشرين بنيرانِ جيشه الحقادة،لا نملك إلا أن نقول"حسبنا الله ونعم الوكيل على عباس وجيشه.... لكنّ الله يا زوجات المجاهدين الأبرار الذين أُعدموا على أيدي حرس الرئيس اللعين..".
وهنا لا مناص من الإعتراف بأن نسبة الأرامل في فلسطين تحديدًا في قطاع غزة قد ارتفعت بدرجةٍ كبيرة جدًا،نتيجة الأفعال الشنيعة التي قامت بها قوات أمن الرئاسة والتي تعدت حدود الوصف وجاوزت كل التوقعات،وكأن هذه القوات الخائبة تعمدت بقنص كل مجاهد حمساوي زُف قريبًا إلى زوجته أو سيزف ولهذا ارتأت أن تحرمه فرحته وترمل زوجته،زاعمةً أنها بعملها الشنيع هذا قد تحرق قلب عائلته وأمه وأبيه الذين ينتظرون فرحة ابنهم بعد أن انتظروا السنوات الطويلة ليكبر ويتخرج ويبني نفسه ومن ثم يتزوج فتفرح به العائلة وكأنها ملكت الدنيا بأسرها...
ما من شك أن أعمال العربدة التي قامت بها قوات أمن الرئاسة الإجرامية المزودة بالسلاح والعتاد الأمريكي والمدعومة إسرائيليا والمأمورة من التيار الإنقلابي الذي يترأسه ـ محمد دحلان ـ، ويروج له ـ عزام الأحمد ـ الذي شنّ ـ ومازال يشن ـ هجومًا جبانًا على القوة التنفيذية مطالبًا بوقاحة ودون خجلٍ سحق هذه القوة لأنها طاهرة ونظيفة!!.
ما من شك أن هذه الأعمال الإجرامية كان لها تأثيرًا سلبيًا ليس فقط من الناحية السياسية أو انعدام الأمن لدى المواطن الفلسطيني وانهيار ثقته بالأجهزة الأمنية ـ عفوًا الشرعية كما يليق لعبد ربه تسميتها ـ ،بل أثرت أيضًا على النسيج الإجتماعي لدى الفلسطينين الذي أصبح يتفكك وأخذت حبات عقده تتناثر واحدة تلو الأخرى...
فمن المؤكد أنه عندما تُرمل فتاة كانت تستعد لحفل زفافها أو زفت وبعد شهر أو شهرين من زفافها استشهد زوجها وأعدم على يد الخونة،أن هذه الفتاة ستجد نفسها أمام دوامةٍ من اليأس والإحباط والخيبة،بعد أن انهارت أحلامها في تكوين أسرةٍ كانت تحلم بها منذ اقترانها بذلك الشهيد الذي أُُعدم بدمٍ بارد على يد جيش عباس...
"نداء البطش هي واحدة من عشرات الفتيات اللواتي انضممن إلى شريحة الأرامل قبل أن يدخلن في عالم الحياة الزوجية،فهذه الأرملة الشابة كانت تستعد لحفل زفافها ولكن رصاصات الإنقلابيين حالت دون ذلك...
وهنا نتساءل أين دور الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان؟وأين الجمعيات المنادية بحقوق المرأة ومساواتها ـ ظلمًا وبهتانًاـ بالرجل؟!! أين هن من فتيات العشرين اللواتي يترملنّ ليس فقط على يد قوات الإحتلال بل أيضًا على يد قوات رئيس سلطتهن ـ محمود عباس؟!!
أليس الأجدر بهذه المؤسسات التي اتخذت الدفاع عن حقوق وحرية المرأة هدفًا لها أن تقف وتنصف النساء الأرامل في فلسطين؟!!أم أن التمويل الذي تتلقاه من دول أوربية وأمريكية يُحرجها من ذلك ويمنعها ويعاقبها إن تطرقت إلى زوجات المجاهدين اللواتي يفقدن أزواجهن على يد بني جلدتهن؟!!
أليس رفع السلاح في قوانين المنظمات والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية هو بمثابة جريمة قتل يُعاقب عليها القانون؟إذن أين هذه المؤسسات من حالة العربدة المنتشرة في الشوارع والتي تقوم بها ـ القوة الشرعية ـ التي أسسها التيار الإنقلابي بأمرٍ صهيو أمريكي ؟!!
لماذا ترفع هذه المؤسسات شعارات براقة وجذابة لكنها على أرض الواقع تشجع وتدعم برامج الفوضى الخلاقة التي تقتل وتبيد وتعدم وترمل وتثكل النساء والشابات الفلسطينيات؟!!
من يحاسبُ ومن يراقبُ ومن يقف وقفةً شجاعة؟!! أم أن القانون يسمح بتعذيب الشابة الفلسطينية وقتل فرحتها وترميلها قبل أوانها طالما من اعتدى على زوجها أو خطيبها أو أخيها أو ابنها هو حارسٌ لشخص عباس الرئيس والحاكم والجلاد والقاضي؟!! متى سنسمع إجابةً واضحة تشفي غليل أرامل وثكالى القطاع،اللواتي ظُلمنّ بأفعال التيار الإنقلابي المتأصل في حركة فتح التاريخية؟!!!!!