بوليفيا.. كابوس مزعج لواشنطن
بوليفيا.. كابوس مزعج لواشنطن
بقلم: مصطفى محمد الطحان
انضمت بوليفيا إلى قائمة الدول المعادية لسياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية بجانب فنزويلا وكوبا بعد أن شنّ الرئيس البوليفي الجديد إيفو موراليس هجومًا حادًّا على الرئيس الأمريكي جورج بوش، ووصفه بأنه الإرهابي الوحيد الذي يعرفه.
وكان موراليس قد اتّهم في تصريحات له إثر فوزه في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الأحد الموافق الثامن عشر من ديسمبر، الولايات المتحدة باستغلال قضية مكافحة المخدرات من أجل نشر قواعد عسكرية بأمريكا اللاتينية وتعهد بدعم الرئيس الكوبي كاسترو في نضاله ضد الإمبريالية الأمريكية.
وكان ايفو موراليس وهو عضو يساري بالبرلمان، ومن منتقدي الولايات المتحدة قد حقّق مفاجأة كبيرة بفوزه في انتخابات الرئاسة على خصمه الرئيس "خورخى كويروجا" وهو رئيس سابق محافظ للبلاد بعد حصوله على 54 % من أصوات الناخبين، مقابل 46 % لمنافسه، وهي أعلى نسبة يحصل عليها مرشح للرئاسة منذ تخلّص بوليفيا من الحكم العسكري قبل نحو 20 عامًا.
ويعتبر موراليس أول رئيس هندي في بوليفيا وسائر أمريكا اللاتينية إلى السكان الأصليين الهنود، ومن المقرّر أن يتولّى مهام منصبه رسميًّا في 22 يناير المقبل.
ولا يحظى موراليس البالغ من العمر 46 عامًا برضاء واشنطن وذلك لاتخاذه من رئيسي فنزويلا وكوبا هوجو شافيز وفيدل كاسترو مثالاً أعلى له، كما أنها تعتبره زعيمًا لمزارعي الكوكا في بوليفيا.
نصير الفقراء
أعلن إيفو موراليس إثر فوزه في انتخابات الرئاسة أنه سيخفّض راتبه بنحو النصف، عندما يتولّى مهامه رسميًّا في يناير المقبل، وأنّ الوزراء الأعضاء في حكومته المقبلة سيتّبعونه في هذه الخطوة، كما أنّه يخطّط لتخفيض قيمة المخصصات التي يحصل عليها أعضاء البرلمان. وأوضح موراليس، الذي كان زعيما للمعارضة الاشتراكية التي قادت الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها بوليفيا، للمطالبة بتأميم صناعة الغاز التي تمثل أحد أهم مصادر الدخل في البلاد في النصف الأول من عام 2005، أنّ الأموال التي سيتم توفيرها ستستخدم في مجالات اجتماعية نافعة، خاصة التعليم.
وقال موراليس: إنّه في بلد فقير مثل بوليفيا يجب أن يشارك الرئيس وأعضاء حكومته في تحمل جزء من الأعباء، وأعلن أن فريقا من الخبراء يدرس حاليًّا سبل زيادة الضرائب على الأثرياء في إطار ما وصفه بأنه تغيير للنموذج الاقتصادي الذي تسير عليه بوليفيا. ويقول مستشارو موراليس: إنّه سيعمل على إلغاء قانون صدر عام 1985م، ويهدف إلى دفع بوليفيا في اتجاه اقتصاديات السوق الحر، وهو الاتجاه الذي تدعمه واشنطن.
ويستأجر موراليس، وهو ينتمي إلى السكان الأصليين من الهنود في بوليفيا، حاليًّا غرفة واحدة في منزل يشاركه فيه آخرون.