ضغوط الدول ..وانفجارات الشعوب:(بين الداخل والخارج)

ضغوط الدول ..وانفجارات الشعوب: (بين الداخل والخارج)

عبدالله القحطاني

أ‌-     الضغوط التي تمارسها الدول نوعان :

·       داخلي : تمارسه الحكومة ضدّ شعبها.

·       خارجي : تمارسه دولة أجنبيّة ، ضدّ دولة أخرى.

1-الضغط الداخلي " من الحكومة على شعبها " له اشكال عدّة ، وأسباب عدّة :

* الضغط الأمني : خنْق حريّة الشعب بأجهزة الأمن ، بحجّة حماية الأمن 

 " أي: أمن الكراسي التي يتربّع عليها الحكّام دون شرعيّة، ولا يغادرونها إلاّ إلى القبور..أو السجون " ! 

* الضغط الاقتصادي : عن طريق رفع الضرائب بأشكال متنوّعة ..وعن طريق التحكّم بأقوات الناس، وأرزاقهم، وأسعار موادّهم التموينيّة الأساسيّة ..

وكلّ ذلك بحجج مختلفة، مثل : الترشيد الاقتصادي– تسديد الديون الخارجيّة ..

2-الضغط الخارجي " من دولة كبيرة قويّة، ضدّ دولة صغيرة ضعيفة "..

وله أشكال عدّة ،وأسباب عدّة :

·  الضغط الاقتصادي، عبرَ: المقاطعة الاقتصاديّة والحصار الاقتصادي..

·  الضغط السياسي، عبرَ: سَحب الديبلوماسيّين – منع تبادل الزيارات الرسميّة – استخدام نفوذ الدولة القويّة لدى حليفاتها ، لتحذوَ حذوها في معاملة الدولة الضعيفة.

·  الضغط الإعلامي، عبر: تسليط وسائل الإعلام الوطنيّة والحليفة ، من قبل الدولة القويّة، ضدّ الدولة الضعيفة " حكّامها – مؤسّساتها.." .

·  الضغط العسكري ، عبر: التهديد بالغزو العسكري – التهديد بالحصار العسكري – التهديد بقصف مواقع حيويّة في أراضي الدولة الضعيفة ..

·   الضغط الدولي الجَماعي ، عبر هيئة الأمم المتّحدة ومؤسساتها " مجلس الأمن .." : وذلك باقتراح فرض العقوبات الدوليّة من قبل مجلس الأمن ، ضدّ الدولة الصغيرة - ..

  وكلّ ذلك تحت حجج مختلفة ، وذرائع متباينة ، مثل :

-   اتّهام الدولة الصغيرة، بالسعي إلى امتلاك السلاح النوويّ ..

-   اتّهام الدولة الصغيرة، بخرق المواثيق الدوليّة المتعلّقة بحقوق الإنسان .

-   اتّهام الدولة الصغيرة بدعم الإرهاب ..

ب-انفجارات الشعوب :

 وهذه تنقسم إلى قسمين كبيرين :

الأول : انفجارات الشعوب ضدّ حكوماتها " أيْ: انفجارات ضدّ الضغوط الداخليّة " . وهذه تأتي على أشكال متنوعة ، مثل :

-   المظاهلرات الضخمة الواسعة .. الهادئة ، والعنيفة .

-   العصيان المدني .

-    التمرّد المسلّح.

الثاني : انفجارات الشعوب ضدّ الضغوط الخارجيّة :

·   انفجار الشعوب بتحريض حكّامها ، وبتوجيه الأجهزة الأمنيّة المحليّة والأجهزة الإعلاميّة ..

هذا إذا كان الحكّام رافضين للضغوط الخارجيّة!

·   انفجار الشعوب ضدّ حكّامها ، إذا كان الحكّام خاضعين للضغوط الخارجيّةمستسلمين لها ، منفّذين لأوامر القوى الكبرى ،على حساب المصالح الوطنيّة .

والانفجارات تأتي هنا على شكلين :

-   شكل منضبط هادىء : إذا كان الانفجار موجّهاً من قبل الحكومة .. ويقتصر على التظاهرات الحاشدة ، والإضرابات المقيّدة بأزمنة وأمكنة وصور محدّدة .

-   شكل غير منضبط : إذا كان الانفجار موجّهاً ضدّ الحكومة الخانعة للضغوط الأجنبيّة . وهذه تشمل مع المظاهرات السلميّة، المظاهرات العنيفة – العصيان المدني .. وفي حالات معيّنة يكون التمرّد المسلّح أحد وجوه الاحتجاج ( الانفجار ) الشعبي .

ج- نماذج من الانفجارات الشعبيّة :

1- انفجارات شعبيّة داخليّة ، بسبب ضغوط حكوميّة " أمنيّة – سياسيّة – اقتصاديّة " :

 التظاهرات الحاشدة، التي قامت في عدد من الدول العربيّة وغير العربيّة ، وعلى أزمنة متعاقبة ، دون أن تسقط الحكومات :

* مصر : - مظاهرات حاشدة ضدّ ارتفاع أسعارالموادّ التموينيّة ( ضدّ الحكومة )

-   مظاهرات حاشدة ضدّ القهر الأمني والسياسي ( حركة كفاية ..)

-   إضربات طلابيّة ونقابيّة ..

·   باكستان :  مظاهرات دوريّة ضدّ تصرّفات الحكومة وقوانينها، تُحرّكها

الأحزاب المعارضة :                         

-   مظاهرات ضدّ الرئيس مشرّف، لجمعِه بين السلطتين العسكريّة والمدنيّة ..

-   مظاهرات ضدّ حكم مشرّف لخضوعه للإملاءات الأمريكيّة..

·   فنزويلاّ : مظاهرات حاشدة تؤيد شافيز المنتخب شرعيّاً ، وتعيده إلى      السلطة ، بعد الإطاحة به بأقلّ من يومين..

2 ـ انفجارات أسقطت حكومات في بعض الدول ، بسبب التصرفات السياسيّة السيئة للحكام " تزوير نتائج انتخابات – استبداد شرس .."

·  رومانيا : استبداد (تشاوشيسكو) أدّى إلى هيجان شعبيّ، أسقطه، وأسقط حكمه الذي استمرّ عُمرَ جيلٍ كامل ..!

·    ايران : ثورة شعبيّة سلميّة ، سقط فيها آلاف الضحايا من المتظاهرين ، أدّت إلى محاصرة الشاه شعبيّاً، وإجباره على التنازل عن الحكم.

·   أوكرانيا : تزوير الانتخابات أدّى إلى غليان شعبيّ ، أسقط الحاكم الذي زوّر الانتخاب ، وسلّم الحكم للفائز الحقيقيّ .

·   ولابدّ في الختام، من التذكير بالمثل الشعبيّ الدارج: (أحكي مع الكنّة كي تسمع الجارة!)..ومَن رأى العبرة في غيره فليعتبر..!