وهل بدون غزة يمكن لفلسطين أن تنتصر؟!

وهل بدون غزة يمكن لفلسطين أن تنتصر؟!

خلي كل الدنيا تسمع.. غزة حرة ما راح تركع..!!

د.م. احمد محيسن ـ برلين

لا نجد ما نقوله لمن ينطق بلسان عربي لغة الإحتلال.. هواة التنغيص.. أصحاب المناكفات الفكرية والسياسية.. المتنطعين أصحاب الأفكار الغريبة المستهجنة والدخيلة على ثقاتنا الكفاحية.. تلتوي ألسنتهم .. وتنبري أقلامهم.. في محاولة بائسة منهم.. لكي ينغصوا  ويكدروا على شعبنا في كل أماكن تواجده هذه الفرحة العارمة بانتصار شعبنا العربي الفلسطيني في غزة العزة.. فرحة الإنتصار المؤزر الذي طالما حلمنا به ...!!

نقول لهؤلاء ببساطة شديدة.. كما ردد الأخ الفنان الفلسطيني في برلين يوم الجمعة 12.09.2014 في المهرجان الذي أقامته جل المؤسسات الفلسطينية  في برلين.. إفهموها وارتاحوا..  خلي كل الدنيا تسمع.. غزة حرة ما راح تركع.. غزة حرة.. حرة أبية.. والعزيمة فيها قوية.. و الهوية فلسطينية ...!!

محاولات بائسة من هؤلاء الموتورين لينغصوا علينا حياتنا وهم يكيلون الإتهامات والإنتقادات الباهتة المغرضة لإنتصارات المقاومة المجيدة.. لحرف البوصلة عن اتجاهها السليم.. ومن أجل التقليل من إنجاز المقاومة الذي مرغ أنف الإحتلال في التراب.. ولا يضيرهم ذلك حتى ونحن في ذروة نشوة النصر.. حتى وفلسطين في غزة تنتصر.. وحتى ودولة الإحتلال تستسلم و تحتضر.. وحتى وأن هزيمة واضحة وضوح الشمس تكبدتها دولة الإحتلال أمام  استبسال  المقاومة الفلسطينية.. وأمام صمودها  الأسطوري في قطاع غزة  العزة..  وبمشاركة  العديد من فصائل المقاومة الباسلة.. ينغصون علينا المنغصون معيشتنا وحلمنا  حتى ونحن نقول بأن هذا الإنتصار للمقاومة الفلسطينية  في هذه المعركة.. إنما هو  بداية  الدرس لدولة الإحتلال.. والعالم يقر  إقرارا لا لبس فيه بأن حال الإحتلال الغاشم ما قبل هذه الحرب..  هو ليس كما هو حالهم بعدها..  وأن الإحتلال  بإذن الله إلى زوال ...!!

هؤلاء المنغصون المتقعرون  في تنغيصهم..  قد أخذتهم العزة بالإثم.. وهم يكابرون "وعنزة ولو طارت".. لأنهم لم يرضعوا حليب الثورة والتحرير..  ولأن حقدهم على المقاومة وتنكرهم لإنجازاتها لا يستطيعون أن يخفوه.. وهم من أساتذة ومدرسين دروس التنطع والتشدق في مدارس الذل والهوان والإنحناء لغير الله..  وهم يدافعون عن مبدأ يقول:..   "الكف ما بناطح مخرز".. أقوال سخيفة هابطة يستأجرونها ويطلقونها ليثبطوا بتلك الشعارات البالية المأجورة عزائم أبناء شعبنا وعزائم أمتنا.. ويدخلون الناس إلى بيوت الطاعة والخنوع والتخلي عن المقاومة والتفريط بحقوق شعبنا الثابتة ...!!

يحاولون هؤلاء المداهنون أهل الإنتهازية والوصولية.. بأن ينغصوا علينا نشوة النصر المؤزر الواضح ولا لبس فيه.. الذي تحقق في فلسطن غزة العزة.. وباعتراف قادة الإحتلال وفي مقدمتهم جنرالاته.. هو انتصار  لا يمكن التشكيك والطعن فيه.. إلا ممن طبع الله على قلوبهم.. إلا من المأفونين.. ممن  نما على ألسنتهم شعرا  أغبرا  غريب الأصول والأطوار.. ولا يستطيعون فهم لغة  الثورة والمقاومة.. ولغة الإرادة التي لا تنكسر.. ولا يستطيعون تنفس عبق روائح الحرية والأمجاد التي صنعت في فلسطين.. وتم تصديرها من موانئ غزة العزة ...!!

هؤلاء هواة التنغيص المنفصمون.. الذين يتطاولون في انتهازيتهم المفضوحة.. لا يريدون أن يفهموا بأن هذا الإنتصار الذي حققه شعب فلسطين..  هو الذي أثبت للعالم بأن هذا الكيان الغاصب لهو أوهن من بيت العنكبوت.. ولا يفهم إلا لغة واحدة.. وهي لغة الثورة والمقاومة والتحرير.. هي اللغة التي ابتدأناها من قبل العام 1965 .. وصنعت لنا مجدا.. وسطرنا بضعا من سطورها  مجددا في غزة العزة.. وقبلها في الكرامة وبيروت.. ولقنهم شعبنا المقاوم درسا بالتأكيد لن ينسوه.. وهي اللغة التي دوما حفظت لنا كرامتنا وعزتنا.. وأثبتنا للعالم بأن هذه اللغة.. لغة المقاومة ولغة الدفاع عن الحقوق الثابتة لشعبنا والتمسك بها..  هي لغة ليست بالعبثية ولا بالكرتونية.. ولا هي ضرب من ضروب الخيال.. ولا هي مضيعة للوقت.. ونحن قادرين على تكلمها ونطقها حتى ونحن تحت الحصار الظالم من الأقارب قبل الأباعد.. وإمكانياتنا محدودة.. وقلبنا نظريات الإحباط  والإستسلام والخنوع رأسا على عقب.. وجعلنا الدم ينتصر على السيف.. وجعلنا الكف أيضا يناطح المخرز  ويتفوق عليه ...!!

ينغصون علينا هؤلاء الفيروسات مزاجنا.. ونحن ننتصر..  وتأتينا المفاوضات تتهافت صاغرة زاحفة إلى عرين المقاومة والصمود والتصدي.. تستجدي المقاومة.. وأصبحت الدبلوماسية الغربية والأمريكية بقدرة قادر  تفاوض المقاومة.. حتى ولو بلسان عربي منحاز هذه المرة..  فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال.. وهم الذين لم يكفوا عن وصف مقاومة شعبنا بالإرهاب والتطرف.. وهذا ليس بجديد عليهم.. ونذكر في هذا المقام بالشهيد القائد أبو عمار رحمه الله.. الذين طالما  كانوا يصفونه بنفس الصفات..  وأتوا لثورتنا مفاوضين.. ومنح جائزة نوبل للسلام.. وعندما أكتشف ياسر عرفات بأنهم عبثيين في مفاوضاتهم ويقطعون الوقت.. ولا عهد لهم ولا مواثيق.. أدرك ذلك  القائد أبو عمار وأطلق يد المقاومة والإنتفاضة ودعمها ومدها.. لأنه يؤمن بأن أقصر الطرق إلى فلسطين هي تحريرها.. وأن الثورة الفلسطينية المسلحة ليست خياراً  للتداول..  وكان التخلص منه واغتياله بعد محاصرته في عرينه في المقاطعة..  هو العنوان للمرحلة التي أتت بعده ...!!

جنود الشياطين هؤلاء.. أصحاب الأقلام المفطوعة مدفوعة الأجر  .. يعتقدون أنهم سيفسدون نشوة النصر.. بمحاولاتهم المخزية المسطورة بكلمات مشبوهة معيبة غريبة عن قاموس الثورة والإنتصار  والتحرير.. وينغصون علينا أهل الأجندة الانتفاعية الإسترزاقية المتسلقين على جماجم شهداء الأمة.. ينغصون علينا ونحن نرى الكيان الصهيوني الذي اعتاد على أن يفرض  الشروط  في كل مواجهة معه.. وقد رأيناهم يلجأون إلى الإختباء في المجارير مع الجراذين.. وباتت مستوطناتهم حتى في الضفة المحتلة.. وليس فقط في غلاف غزة.. على مرمى حجر من ححم نيران المقاومة المباركة.. حتى وصلت الخصيرة وتل أبيب...!!

إن هؤلاء الزنادقة المنغصين للحياة.. المتزلفين الوصوليين المداهنيين.. وهم من عشاق المناصب والوجاهة.. حتى لوكانت وهمية وهلامية بلا معنى.. وسقطت عليهم من براشوتات من يوزع المناصب الهلامية..  هم لا يستوعبون بأن هذا الإحتلال  يجب عليه أن يفهم.. بأن يسددوا  فواتيرهم لشعب انتهكت حرماته وما زال يرزح تحت نير الإحتلال.. وبأن الإحتلال ليس بالمجان..  ولا يفهمون هؤلاء المنغصون بأن الدنيا بعد درس غزة الأخير قد تغيرت.. وأن الأمة قد كسرت حواجز الرعب والخوف والصمت من زمن.. واكتشف الشعب مقدراته وقدراته وإمكانياته ووجد بالمقاومة طريقه وضالته.. تماما كما بقي يؤمن بها.. ولم يعد الظلم  هو سيد الموقف.. ولم نعد نرضى  نحن الشعب العربي الفلسطيني بمقولة..  " الأرض مقابل السلام " ..  فقط ...!!

فوجئ المنغصون  بإعاقتهم الفكرية كما فوجئ الإحتلال تماما.. بقدرات المقاومة.. وهم يفرضون توازن الرعب على الكيان الصهيوني.. وإدباره على التقهقر والإنسحاب.. وفشلت نظرياتهم الإنهزامية الذين دأبوا دوما على أن يمطرون المقاومة بها.. ودأبوا على  "كيل الشتائم على كل منبر وفي كل مناسبة.. لإنتفاضة الأقصى المباركة وللمقاومة.. وهم لم يقدموا لشعبنا سوى الأوهام و الأكاذيب.. وذلك كما قال القائد المقاوم مروان البرغوثي الذي ما زال يقبع خلف القضبان  في زنازين الإحتلال.. ويدفع بذلك ثمن مواقفه.. بينما يمنح الإحتلال شهادات ال في أي بي لغيره.. وكله بثمن وبحساب ...!!

ينغصون علينا هؤلاء الجهلة أهل الوصاية على عقول الناس.. خريجي مدرسة المنغصات والمناكفات.. مزاجنا وحياتنا حتى ونحن ننتصر.. ونحن نرى وحدة شعبنا الوطنية تتجلى في أبها صورها في الضفة الغربية المحتلة.. وفي قطاع غزة.. وفي الشتات.. وهذا ما لم يرق للبعض.. لأنهم باتوا يحسسون على رقابهم  ومكتسباتهم  المادية والجهوية.. وهم  يرون المقاومة تدق أبواب هذه المكتسبات التي أتت على حساب نضالات شعبنا ...!!

نقول لأصحاب الألسن الملتوية.. والأقلام المأجورة الحاقدة.. العقول الكهنوتية الإقصائية.. أهل الصفحات الصفراء.. ندرك أن المعركة معكم هي بين فسطاطين.. فسطاط الدفاع عن الحقوق الثابنة والتمسك بها.. وفسطاطكم.. عودوا إلى جحوركم.. وموتوا في نحوركم.. ولتخرس ألسنتكم.. فلا صوت يعلوا فوق صوت البندقية  والمقاومة... وإنا بإذن الله لمنتصرون وعائدون...!!