اصلاحات النظام السوري – قتل الكلمة –

اصلاحات النظام السوري – قتل الكلمة –

محمد هيثم عياش

[email protected]

في المؤتمر الصحافي الذي عقده المستشار الالماني جيرهارد شرودر مع رئيس النظام السوري باسل أسد الذي زار العاصمة الالمانية برلين في وقت سابق من شهر أيار/مايو من عام 2001 طلب  المستشار شرودر منا معشر الصحافيين توجيه أسئلة اليهما ، وكنت ممن  وجه سؤالا الى الطاغية الصغير يكمن في ان تقوية الاقتصاد السوري مرتبط بالإصلاحات الداخلية والحوار من جديد مع قادة الاخوان المسلمين ، قال الطاغية الصغير  بأنه يسعى من أجل حوار وطني شامل واصلاحات تكمن في حرية الراي والصحافة وأنه يريد كذا وكذا الخ … من تصريحات جوفاء غير قابلة للتطبيق . وقد شارك في ذلك المؤتمر الصحافي برلمانيون  اضافة الى صحافيين أحضرهم الطاغية الصغير معه الى برلين ، كان من بينهم  عجوز متصابية طرحت على المستشار شرودر سؤالا سخيفا مثل رئيسها يكمن ما اذا كانت المانيا ستقوم بإلقاء القبض على رئيس وزراء الكيان الصهيوني اريل شاررن اذا ما جاء الى المانيا وتسليمه الى بلجيكا التي كانت تطالب به كمجرم حرب فقال المستشار الا ان المانيا ترى انها ليست شريك في تلك المسألة مصرا وقتها على الدول العربية يجب عليها أن تسعى لإصلاحات  في أنظمتها  من أجل مصلحة شعوبها وانه حث الطاغية الصغير على ارساء الحريات العامة وخاصة حرية الرأي من خلال صحافة مستقلة .

ومنذ استلام البعث في عام 1963 ووصول الطائفيين الى حكم سوريا بيد من حديد لم تعد هناك في سوريا صحافة حرة لقد كانت سوريا غنية بالصحافة المستقلة والنزيهة كان صحافيو سوريا في مقدمة صحافيي الدول العربية وخاصة مصر من حافظ على أدبها وساهم في جعل الصحافة القوة الرئيسية في المنطقة الى جانب محافظة الصحافة السورية الاصيلة على  اللغة العربية هذه اللغة التي حاول البعض فرنستها وانجليزيتها ، كما لاحق البعثيون الاقلام الحرة مثل الصحافي السوري زهير مارديني وغيرهم ، ومن أجل بقاءهم في منصبهم لاحقوا الصحافيين في كل مكان وعندما تدخلوا في لبنان كان هدفهم الاول ملاحقة أصحاب دور النشر الذين كان معظمهم من دمشق ولا أنسى ذلك اليوم في عام 1979 عندما تناهى الى سمعي إقدام النظام السوري على خطف بعض الناشرين الذين ساهموا في نشر الكتاب الاسلامي  لتوعية المسلم ولولا وساطة من السعودية لكان هؤلاء الذي لا يزال بعضهم على قيد الحياة في عداد المفقودين كما  عمد طغاة سوريا  بعد ذلك الى قتل شهيد الصحافة الاستاذ سليم اللوزي عندما عاد الى بيروت لتشييع جثمان أمه وكيف قتلوه بأبشع صور القتل ، أذابوا يده اليمنى التي كان يكتب بها بالكلس وأطلقوا رصاصة قاتلة على دماغه الذي  يفكر به حتى أن هؤلاء الطغاة أرادوا تشويه الحديث النبوي / من أكبر الكبائر كلمة حق امام سلطان جائر/ قاتلهم الله هكذا كانت هذه الكلمة دائرة على ألسنة العامة ، ثم عمد النظم السوري الذي بدأ يلفظ انفاسه الاخيرة على قتل الصحافي سمير قصير وأخيرا النائب والصحافي اللبناني جبران التويني حفيد مؤسس جريدة النهار عميد الصحافة العربية جبران التويني فأي خير يرجى من اصلاحات واطلاق الحريات العامة في سوريا في ظل نظام يظن انه باق على قيد الحياة .

لقد آن الأوان أن تجتمع كلمة المخلصين من أبناء الشعب السوري المسلم الى جانب إخوانهم المسلمين في العالم لرفع المعاناة عن الشعب السوري من أجل الإطاحة بهذا النظام شرط أن تكون إطاحته من إرادة داخلية وطنية صادقة وعدم أخذ العون من الغرب وخاصة من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا ان هذه الدول وراء مصائب الشعب السوري واللبناني والفلسطيني والعراقي أيضا ولن يكتب النجاح لأي محاولة إطاحة هذا النظام اذا ما استعان الوطنيون المسلمون بحكومة في الغرب ، وسوف يأتي اليوم الذي تستطيع من خلال الصحافة السورية بالعودة الى مجدها القديم .