كل العراقيين إرهابيون !
محمد مسعد ياقوت- باحث تربوي
بلطيم كفر الشيخ
ليس هذا عنواني !
بل هو عنوان تلك المذكرات والمنشورات التي توزعها قيادة الجيش الأمريكي من حين إلى آخر على أفراد الجيش الأمريكي في العراق ، من قبيل التوعية العسكرية ! والعجيب أن هذا الأمر لم يكشف إلا بعد ظهور كتاب " اقتل اقتل" ، الذي كتبه ضابط المارينز الأمريكي " جيمي ماسي " (32 سنة ) ،ـ والذي نشرته إحدى دور النشر الفرنسية ـ وأعلن فيه الرقيب المتقاعد " جيمي" بصراحة قائلاً : " إن هناك مذكرات وزعتها المخابرات العسكرية الأمريكية تقول بأن "كل العراقيين إرهابيون محتملون" وبالتالي "فإن إطلاق النار على أي هدف عمل مبرر". مما يؤكد مدى المستوى البربري الهمجي الذي وصلت إليه قوات الجيش الأمريكي في تقتيل المسلمين العزل في العراق .. وهم بذلك لا يفرقون ـ في همجيتهم ـ بين شيخ وشاب أو بين امرأة وغيرها أو بين طفل وبالغ ..
نعم : هكذا ينظرون إلى المسلمين : إرهابيون ! يحل دمهم وأعراضهم .
أرأيتم كيف تطبق الديمقراطية والحرية في العراق من قبل الأمريكان ؟ !
وإذا كان الأمريكييون ينظرون إلى أهل العراق على أنهم أهل إرهاب يحل دمهم وعرضهم ؛ فلا شك أنهم ينظرون إلى السوريين بنفس النظرة ، وكذلك المصريين ، ومن ثم كل العرب وإن كانوا يطبلون ويهللون للأمريكان .. أما آن لنا أن نستيقظ من سباتنا وغفلتنا .
ويضيف جيمي ماسي ـ قائلاً ـ : "مقابل جرائمنا لاحظت قدرة عجيبة على الصمود من العراقيين، ومقاومة شرسة من المسلحين الأمر الذي يدفعني إلى القول إن بوش لن يخرج منتصرا من هذه الحرب وإن سيناريو أسود يواجه جنودنا في العراق". وهكذا يكتشف ذلك الضابط تلك الحقيقة من تلقاء نفسه ..
تلك الحقيقة التي يشك فيها كثير من العرب وظنوا أن الأمريكان لن يخرجوا من العراق وأن النصر للأمريكان إلى قيام الساعة ، كما يقول صاحب كتاب صدام الحضارات ..
إن الرقيب المتقاعد يعترف بجرائم الأمريكان في العراق ، ويؤكد أن هذه الجرائم كانت ـ ولا زالت ـ تواجهها المقاومة بكل ثبات وصمود وشراسة .. مما دفع الكاتب إلى الجزم بأن بوش لن يخرج منتصراً من العراق ..
ولقد علمتُ أن موقع إسلام أون لاين تمكن من الاتصال بهذا الرقيب صاحب الكتاب فتوجه الرقيب "جيمي ماسي" عبر "شبكة إسلام أون لاين.نت" بطلب الصفح من العراقيين على وجه الخصوص ومن المسلمين على وجه العموم بمناسبة شهر رمضان جراء ما ترتكبه القوات الأمريكية في العراق مما اعتبره "جرائم حرب"! ، ثم وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي قال فيها : " أنت الذي ترسل بالشباب الأمريكي اليانع إلى العراق الذي يملك 5 آلاف سنة من الحضارة ومن ثقافة المقاومة .. ستجلب العار إلى الشعب الأمريكي والحزن إلى أمهاتنا ، وستجلب إلينا من النعوش الكثير والكثير.. أنا أدعوك إلى أن ترحل" .
وأنا أيضاً أوجه رسالة قصيرة ولكن إلى حكامنا العرب ، أقول لهم فيها : يا حكامنا العرب .. أنتم بتعاونكم السافر مع الأمريكان ضد مصلحة الإسلام والمسلمين ، تجلبون لأنفسكم ولشعوبكم العار الأسود الذي لا يمحوه الزمن، (فَتَرَى الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىَ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَىَ مَآ أَسَرّواْ فِيَ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) [المائدة : 52]
يسارعون في الزحف خلف الأمريكان والتمسح فيهم ، يقولون : نخشى أن تصيبنا صواريخ الأمريكان وعقوباتهم ، كما دارت الدائرة على صدام .. فعسى الله أن يأتي بالنصرللمجاهدين، فيذل الله المنافقين ويعز الله المستضعفين .