برقية مفتوحة إلى قادة الأحزاب والتنظيمات

وحدة العمل الوطني

برقية مفتوحة إلى قادة الأحزاب والتنظيمات

الذين سيجتمعون في دمشق يوم10/11/2009م

بسم الله الرحمن الرحيم   

قال الله تعالى: ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)) سورة التوبة/الآية71. صدق الله العظيم.   

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يُسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".   متفق عليه    

الإخوة الأكارم قادة وممثلي الأحزاب العربية الذين ستجتمعون في دمشق يوم العاشر من هذا الشهر:      

تحية طيبة مباركة لكم، وبعد    

وأنتم تحزمون حقائبكم للسفر إلى عاصمة الأمويين للقاء بعضكم بعضاً، وللقاء الرئيس السوري بشار أسد، وتدارس شؤون الأمة، والاستمتاع بالضيافة الدمشقية العريقة، لاتنسوا حقَّ الأخوة في أعناقكم، فإن إخوة لكم سوريين أحراراً ـ يعدّون بالآلاف ـ قابعون خلف القضبان في السجون السورية، من مختلف الانتماءات والتوجهات، الإسلامية والقومية والوطنية، العربية والكردية، يجمعهم قاسم مشترك وهو الغيرة على الوطن والشعب في سورية، ورفض الفساد والمحسوبية والدكتاتورية والطغيان ونهب المال العامّ، وتمكين ثلة فاسدة مفسدة من مقدرات البلاد والعباد، وإدانة النهج الطائفي والعنصري، والمطالبة الملحة بإلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية المفروضان منذ العام 1962م وحتى الآن، والتفريط بمصالح الوطن والشعب في سوق المزادات الإقليمية والدولية. فلا تنسوا أن تذكّروا رأس النظام بهؤلاء وسوء أوضاعهم في ظروف تفتقر إلى أبسط المعايير الدولية في هذا المجال!! 

الإخوة الأكارم قادة وممثلي الأحزاب العربية:    

إن إيلاءكم قضية المعتقلين من قادة إعلان دمشق، والمعتقلين من قادة الأحزاب الكردية، لاسيما مشعل التمو وقادة حزب آزادي، وكذلك شيخ الحقوقيين الأحرار هيثم المالح والمحامي مهند الحسني، ومئات المعتقلين من التيارات الإسلامية والقومية والكردية... إن إيلاءكم قضية هؤلاء بعض اهتمامكم لهو لصالح الأمة وصالح المعاني النبيلة التي تحضرون من أجلها مؤتمر دمشق. وإن الشعب السوري لن ينسى لكم هذا المسعى المبارك.    

وإن سؤالكم عن مصير نحو 17 ألف مفقود في السجون السورية منذ عام 1980 وحتى الآن، ولا يعرف أحد عنهم شيئاً، لهو من صميم واجباتكم الدينية والقومية والوطنية والإنسانية.    

وإن إثارتكم لجدوى الإبقاء على القانون 49 لعام 1980، الذي يحكم بالإعدام على كل منتسب لجماعة الإخوان المسلمين، وتفعيل هذا القانون في السنوات الأخيرة، لهو من صلب واجباتكم. ذلك أنه لم يعد مقبولاً التترس بالزعم أن هذه مسائل داخلية، لأن الرابطة والمصلحة الدينية والقومية أكبر من هذه المزاعم، ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أكد على مقتضيات الأخوة في الحديث الشريف الذي صدّرنا به برقيتنا.

الإخوة الأكارم قادة وممثلي الأحزاب العربية:  

إن تذكيركم لحكام دمشق أن الوحدة الوطنية ورصّ الجبهة الداخلية إنما يقتضيان المساواة التامة في الحقوق والواجبات بين سائر مكوّنات الشعب السوري، بغضّ النظر عن الانتماء العرقي أو الطائفي أو المذهبي لهو من أولى واجباتكم ومهماتكم الحزبية والتنظيمية، التي من أجلها كانت أحزابكم وتنظيماتكم. وإن مطالبتكم لنظام دمشق بإعادة الجنسية والحقوق التي سلبوها من نحو 160 ألف من المواطنين الكرد السوريين منذ عام 1962م لهو في ميزان حسناتكم في الآخرة، وفي سجلّ أعمالكم التي تُشكَرون عليها في الدنيا.   

وإن ضغطكم باتجاه ضرورة إلغاء المرسوم 49 لعام 2008م الذي شلّ الحياة الاقتصادية في المناطق الكردية في سورية لن ينساه إخوانكم الكرد، وسيعدّونه أيادي جميلة مدّت لهم.  

الإخوة الأكارم قادة وممثلي الأحزاب العربية:  

   نتمنى أن تصغوا لأنين إخوانكم في سورية ونداءاتهم، فإن لديهم ما يستحق الإصغاء، ونعيذكم بالله أن تكونوا شهود زور على مرحلة اختلطت فيها المواقف على كثير من الناس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنظيم وحدة العمل الوطني لكرد سورية.