حديث الأصدقاء
حديث الأصدقاء
نجدت الأصفرى
السيد ديتليف ميليس المحترم صديق الشعب السوري:
نقدر جهدك ذو المهنية العالية والتي يشهد بها جميع وفود الامم المتحدة ، و جميع من اضطلع على إنجازاتك الرائعة في حياتك العملية التي جمعتها بإخلاصك في عملك (لكن) نعتب عليك عتبا شديدا – ولو اننا نعذر جهلك بتركيبتنا الاسرية – فإن فلذات اكبادنا الذين ربيناهم (كل شبر بندر) تطلبهم للتحقيق كأنهم من عَرَض الرعية والرعاع.. يا سيد ميليس هؤلاء ساداتنا وتاج رؤوسنا .. ان امروا اطعناهم.. وان قتلوا اولادنا واحبابنا شكرناهم.. وان داسوا رؤوسنا حمدانهم.. افبعد هذا تسحبهم كالأنعام مطأطئي الرؤوس ليقفوا امامكم كالأذلاء .. لا يا سيد ميليس هذا شيء عجيب وكثير جدا.
مثلا السيد آصف شوكت .. نشكرك انك حذفت اسمه من اللائحة.. يا سيد ميليس هذا (الهزبر) (معذرة لا نستطيع ان نسميه اسد حتى لا نخدش كرامة الاسرة العالية).نقول انه تعود منذ هبط من بطن امه بسلام كان يرفس القابلة لأنه (غير) إنه نوع سوبر فكيف تتجرأ ان تطلبه هكذا كأنه من الشعب (الهوام).. استغفر الله يا سيد ميليس .. هذا الهزبر حصد من ارواح المواطنبن السوريين واللبنانين (يقول الناس انهم ابرياء) بيده أو بيد عملائه بعدد شعر رأسك أو أكثر شوية لأن المفقودين كلهم استراحوا من هذه الحياة الذليلة وارسلهم على عجل لمقابرهم (بيني وبينك) لولا ذلك لم يعد للشعب خبز يأكلوه لذا خفف الهزبر من التزايد السكاني وهو لا يزال يؤمن بنظرية هذا المنحوس المتشائم مالتوس الذي يوجب التخلص من نسبة 40% من سكان العالم سنويا كي يعيش الستين الباقين برفاهية ودون منافسة على مصادر الارزاق.. تصور لو لم يخلصنا من هؤلاء الزوائد عن حاجة الوطن لكان اليوم سعر كيلو الخبز لا يستطيع اي مواطن تأمينه تماما كما كان الوضع عندكم في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية (رغيف خبز بسعر كيس خيش كبير مليء بالماركات الالمانية )، حسب نظرية العرض والطلب خصوصا اليوم الدولار يساوي 57 ليرة سورية طبعا هذا سعر رائع نتيجة دعم السيد الدردري للعملة المحلية لأنه صرح (ومعه حق لأنه مطلع من داخل البيت العالي) بأن لدينا من رصيد العملة الصعبة بالدولار ما يوازي 30 مليار دولار وهذه تكفي كل (الحرامية) كي يبدلوا ليراتهم بهذه الدولارات كي يحملوها بطائرات خاصة للبنوك التي تفتح ابوابها الخلفية ويجدون اصحابها يمدون اذرعتهم لاستلامها بشوق وسرور ويبشرونهم (لا تخافوا الباقي علينا) يعني انهم يموهونها بالاسلوب الذي لا يستطيع اكتشافه حتى ولا (كولومبو).نحن لا تهمنا الاموال اولادنا يأخذون اموالنا هل هذا عيب او حرام في عرفكم ؟ لعلك تعتبرها عندكم سرقة نحن عندنا احلى على قلبنا من العسل فولد ومد يده على محفظة اهله فهل تعتبرها عندكم سرقة.. لا..لا..لا نريد ان تنزل باولادنا المحترمين الى هذه المرتبة فيطلق عليهم خونة ولصوص بل هم جماعة مملوئين بالمروءة والشهامة وكرم الاخلاق ولكن الطبيعة خلقت فيهم حب الما ل.. يمكن هم يحبون المال اكثر شوية.. معليش يا مستر ميليس ارجوك لا تدقق معهم كثير يعني كلنا عقلنا مشغول بطلبك للتحقيق معهم.. يا اخي نحن اصحاب الحق نقول انهم ابرياء .. صحيح ان الشيخ معشوق الخزنوي قتل لما كان عندهم منذ شهرين لكن اتريدنا ان نتهمهم بالباطل واولاده واهله والجميع احضروهم الى مركز المخابرات وتبرعوا هم من انفسهم بالادلاء بتصريح يبرئون المخابرات من دمه ( لا تظن ان تبرئتهم مفبركة ابدا) صحيح انها تمت بمساعدة المخابرات لأن اهله مثلنا غشيمين في الاتصال بوسائل الاعلام ولا يتم ذلك الا عن طريق اولي الامر(لإثبات البراءة). طبعا اهلهم ليس عندهم واسطة توصلهم للاذاعات ووكالات الانباء والصحافة لذلك تطوع اصحاب ( المروءة ) بتقديم هذه الخدمة لهم ( مجانا) أسمع بجانبك من يتساءل عن ابنه الذي قال ( لو كنت في سويسرا لقلت الحقيقة) لا تلتفت لهذا الكلام (المدسوس ) على المخابرات فقد بكى رؤساء المخابرات كثيرا عليه عندما دهسته ( بالخطأ) سيارة مسرعة وأنهت حياته وهربت دون أن يتمكن أحد من التقاط أي معلومات عن السيارة يقود لمعرفتها لالقاء القبض على السائق ( المجرم) فاختفى وضاعت القضية .. على كل حال هذه القصة مثل مئات الالوف غيرها فقد اختفى الكثيرون في سوريا منذ عام 1970 حتى هذا التاريخ دون أن يعرف أحد من المخابرات (الاشاوس) اي شيء عنهم ، مهما سأل اهلهم عنهم الجواب ( لانعرف شيئا ولم نسمع بهم او نراهم) . مؤكد اننا (نصدقهم).وما نستغربه منك يا سيد ميليس ، منذ فوضك مجلس الامن نهاية الشهر الماضي وجميع وكالات الانباء المقروءة والمسموعة ، والمحللين السياسيين يقولون أنك طلبت ستة اشخاص سوريين للتحقيق معهم وكان الخلاف على (المنتجع) الذي تود أن تستضيفهم به لكن اليوم فوجئنا أنهم خمسة كأنهم قماش قطني (كش) او (انكمش ) بعد الغسيل فأصبحوا خمسة لكن ( المتشائمين) ونحن لسنا منهم يتطيرون (استغفر الله من التطير) يقولون ، الباقي هم اربعة ، فقد استبدل أحدهم بواحد جديد لم يذكر من قبل وحشر اسمه تكملة عدد ، لاشك ان اللائحة طويلة ومهما زادت فلا بد ان فيهم ( الخير) في المعلومات التي ستقود للحقيقة ( يا رب سترك) اصبحنا نخاف من أساليبك التي قد تؤدي لما نخاف منه .( أنت مين اللي وزك علينا) يا مستر ميليس ، يا أخي خلينا في حالنا تعودنا على كفوفهم وكرابيجهم ( اللي بتعرفوا أحسن من اللي ما بتعرفو)في قصة من قصصنا في العصور الماضية يتناقلها اجدادنا وآباؤنا تقول :بينما كان يقاد احد المحكومين بالاعدام الى حبل المشنقة سمعه السجان يدعو ) الله يجيرنا من الأعظم ) ويكررها حتى سأله شو في أعظم من المشنقة ؟ وقبل أن يجيبه على سؤاله :ما هي إلا برهة قبل تعليق الحبل حول رقبته حتى بدا في الافق فارس قادم بسرعة البرق ينادي السجان الانتظار حتى يصل اليه ، ظن الناس أن اعفاءا جاء من السلطات العليا لكن الفارس تلى مرسوما من اعلى المقامات يقول ( ضعوه على الخاذوق قبل شنقه) يا سيد ميليس بين يديك أملنا فارحمنا
وتقبل تحياتي
نجدت الاصفري
ذقت على يديهم الكريمة كل أصناف العذاب