مناورة عباس .. وحل السلطة
أ.د. حلمي محمد القاعود
ناشد السفاح النازي اليهودي شيمون بيريز صديقه وحبيبه فخامة الرئيس محمود عباس أبا مازن كي يعدل عن نيته عد م الترشح رئيسا للسلطة الإدارية المحدودة للحكم الذاتي في الضفة والقطاع من أرض فلسطين المحتلة ، ودعاه مساء السبت 7-11-2009، إلى البقاء في السلطة، وذلك أمام نحو 20 ألف صهيوني تجمعوا في تل أبيب إحياء لذكرى اغتيال رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين.
وقال السفاح الصهيوني أمام تجمع في المكان الذي قتل فيه إسحاق رابين قبل 14 سنة "إننا الاثنان وقّعنا اتفاقات أوسلو، وأخاطبك (يا محمود عباس) بوصفك زميلا(؟) : لا تنسحب".وكان بيريز يشير بذلك إلى اتفاقات الحكم الذاتي الفلسطيني التي جرى التفاوض عليها في النرويج ووقعها في واشنطن سنة 1993 شمعون بيريز الذي كان حينها وزير الخارجية، ومحمود عباس باسم منظمة التحرير الفلسطينية بحضور إسحاق رابين والقائد الفلسطيني ياسر عرفات، والرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
وأضاف السفاح النازي اليهودي : "أعرف معاناة شعبك منذ 50 سنة (...) وأعرف شعبي والحكومة العبرية ، وأقول لك إن الكيان الصهيوني يريد سلاما حقيقيا (...) وقد تحمل السنة المقبلة معها استقلال الشعب الفلسطيني (...) قد تكون السنة المقبلة حاسمة. إن الأمر منوط بكم وبنا".
كان السيد عباس، قد أعلن يوم الخميس 5/11/2009م، عدم عزمه على الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الفلسطينية العامة المقررة في كانون الثاني (يناير) 2010م ؛ معبرا عن إحباطه من تعثر ما يسمى عملية السلام ؛ التي بدأها من الجانب الصهيوني إسحاق رابين متعثرة تماما ..
من ناحية أخرى أعلنت السيدة هيلاري كلينتون ممثلة المؤسسة الاستعمارية الصليبية ، ووزيرة الخارجية الأميركية ، أنها ستتعامل مع فخامة الرئيس عباس بأية صفة كان ، ولم تبد تعاطفا معه ، ولم تحاول إثناءه عن قراره أو تطلب منه العدول عنه من أجل ما يسمى بالسلام .. وكأنها تقول له : مع السلامة ، فلن نغير مواقفنا ، وسنستجيب للصهاينة وطلباتهم حتى لوخذلونا في مسألة تجميد المغتصبات ( المستوطنات ) ولم يستجيبوا لنداء الرئيس أوباما بوقفها ، وفرضوا إرادتهم علينا ، فهم أحبابنا الذين يجلسون على الحجر ، ولن نغفل لهم طلبا ولو استقال كل الحكام العرب ، فالأمر معلق بالإرادة النازية اليهودية وليس الرغبة الأميركية . . !!
على الجانب الآخر فقد ناشد أمين الجامعة العربية فخامة الرئيس أن يعدل عن قراره ، وخرجت مظاهرات من منظمة فتح التي يرأسها عباس تطالبه بالبقاء والاستمرار ، وسكتت الدول العربية المحبة للسلام والاستقرار عن الموضوع تنتظر ما تأتي به الريح من جانب الولايات المتحدة زعيمة المؤسسة الاستعمارية الصليبية في عالم اليوم ..أما وقد أعلنت السيدة كلينتون أنها غير عابئة بوجود عباس أوعدمه ، فقد وقع العربان في حرج شديد باستثناء أمين الجامعة العربية التي تعاني سكرات الموت !
مناورة عباس لا تنطلي علي الغزاة الصهاينة ولا المستعمرين الصليبيين ، فهم يعرفونه جيدا ، ويعلمون أنه قدم لهم خدمات جليلة ، في مقدمتها مكافحة المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها في الضفة الغربية ، وكان يسعى للقضاء على ما تبقى منها في القطاع ،حيث كان مع رفاقه يحثون العدو النازي اليهودي على تكثيف الضربات الجوية على القطاع في عدوان أواخر عام 2008، وأوائل عام 2009م ، ولو اقتضى الأمر قتل آلاف المدنيين ، ليتم القضاء على منظمة حماس وبقية الفصائل التي ترفع السلاح ، ولم يدخر الغزاة النازيون جهدا في فضح ما قاله عباس ورفاقه ، بعد أن طلب سحب تقرير جولدستون من مجلس حقوق الإنسان في جنيف كي لا يعاقب أحبابه الصهاينة الغزاة على جرائمهم في حق أبناء غزة .
ولو أن عباس يريد حقا أن يتوب عما ارتكبه في حق الشعب الفلسطيني الأسير ، لأعلن بكل وضوح حل السلطة الفلسطينية ،وترك الأمر للشعب الفلسطيني كي يواجه العد و ويتحلل من القيود التي قيده بها في أوسلو اللعينة ، واتفاقية دايتون الآثمة .
إن حل السلطة الفلسطينية اليوم هو المنقذ من الضلال العباسي والأوسلوى والدايتوني . إنه يعيد القضية إلى حقيقتها التي نسيها العالم وهي احتلال فلسطين من قبل الغزاة النازيين اليهود القتلة ، مما يعني أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في الدفاع عن نفسه ، وتحرير أرضه من قبضة الجلاد اليهودي الغاصب بكل الوسائل والطرق الممكنة كما تقول اتفاقيات الأمم المتحدة ، وليس كما تقول اتفاقيات أوسلو أو الرباعية الدولية الصليبية الاستعمارية .
ثم إن حل السلطة سيعيد وحدة الشعب الفلسطيني إلى ما كانت عليه ، لأن الفصائل جميعها ستتجه إلى المقاومة بدءا من الحجارة إلى العمليات الاستشهادية من جديد ، ليتذكر العالم أن هناك شعبا تحت الاحتلال ، وأنه يعاني من النازية اليهودية الدموية ، ما يشيب لهوله الولدان ..
ثم إن السادة مليونيرات رام الله سيتفرغون لجمع المزيد من الملايين بعيدا عن السلطة ، والأموال التي يدفعها العرب دعما للشعب الفلسطيني ، ولا بأس أن يتفرغ الفتى دحلان لبث فضائيته الكبرى من رام الله بالاتفاق مع الملياردير الطائفي المصري المتعصب الذي يكره الإسلام ويحب اليهود النازيين القتلة .
إن الشعب الفلسطيني عاني من فخامة الرئيس الفلسطيني عباس مثلما يعاني من العدو النازي اليهودي ، ولعل مناورة فخامته تنتهي إلى الانزواء بعيدا عن مستقبل الشعب الفلسطيني ليتاح لأبناء فلسطين أن يختاروا الطريق التي تقودهم إلى تحقيق أمانيهم بعد طول العبث بمصيرهم وإرادتهم من أجل مصالح شخصية ومنافع محدودة..
ترى هل يكون الرئيس الفلسطيني جادا في التعبير عن إرادته المعلنة أم يعدل عنها بعد تنفيذ سيناريو إعادته إلى السلطة الورقية التي يحركها جندي صهيوني على باب المقاطعة ؟
الأيام القادمة ستكشف كل شيء .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .