مُقارنة بين الحاكم بأمر الله وحاكم سورية
مُقارنة بين الحاكم بأمر الله وحاكم سورية
بأمر أبيه بشار الأسد
كلاهما قال لا أُريكم إلا ما أرى وكلاهما ادعى الإلوهية بطريقة أو بأخرى
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
فالخليفة الفاطمي السادس المُلقب بالحاكم بأمر الله أدعى الإلوهية بعدما زيّن له الخيّاط بمصر بما يُسمّى هناك ب " الدرزي " بأن فيه صفات الإلوهية وصدق هذا ، ثُمّ خرج على النّاس وقال بعد عودته من خلوته التي اعتاد عليها في إحدى المغارات التي يذهب إليها كعادته نهاية الأسبوع ليُحاكي النجوم بما عُرف بالتنجيم ، عاد ليقول للناس كنت مع ربّي في السماء واتفقنا على أن يكون هو إلهاٍ في السماء وأنا الإله في الأرض ، ثُمّ أمر بتحويل قصره إلى الكعبة التي يتوجه إليها الناس ومنع الحج إلى بيت الله الحرام في مكّة ، ثُم أعدم كل من ذهب للحج فسالت الدماء الطاهرة غزيرة من وراء مخالفة هذا الأمر ، وصار الناس من المنافقين والمُزينين له يطوفون حول قصره لكون الإله ومحور الكون ، ثُمّ أصدر أوامر قهرية بما يجوز ولا يجوز ولو كان ذلك مُخالفاً للمنطق والعقل ، واصطنع من المغاربة والأفارقة " الكتّامة والشرطة والعسكر " لمؤازرته وحمايته ولإرهاب النّاس لتقبل بأرائه ومُعاقبة مخالفيه بكل أنواع التنكيل ، فانتشر القتل والنهب والسرقات دون رادع لكونها محمية من قداسة الحاكم المؤله ، وانتشرت الخمور وحانات الفجور والتعديات الأخلاقية ، وقام على هدم مسجد القائد الإسلامي الكبير عمرو بن العاص رضي الله عنه بالإسكندرية ، وأمر النّاس على لباس معين لكل فئة ، وترديد الشعارات بحمده في الأسواق والمؤسسات ، وأمر بسب الصحابة الكرام ولا سيّما الصحابيين الجليلين الراشدين العظيمين سيدنا أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، ثُمّ قرأ عليهم سجل الممنوعات الكثيرة بما يتعلق بالشأن العام وأحوال السلطان وأوامره ونواهيه ومن نواهيه المأكولات كالملوخية لأنها كانت مُحببة للخليفة الأموي الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ومنع أكل الكرّات لأنّه ورد عن أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها كانت تُحبه ونحو ذلك وحتّى العسل مُنع ورّمي به إلى النهر، وعلى إثر ذلك قُتل الكثير من الكتّاب والرؤساء والمفكرين والعامّة وكل من يُعتقد فيه المُخالفة وسجن الكثيرين ، وانتشرت المجاعات والغلاء والأمراض والموت والعلل والسقم ، وضجّ الناس هناك ، وهاجت وماجت الدولة وكادت أن تكون تلك الأحداث نهاية دولتهم ، وعصف الملك بهم إذ شعرت أخته ست الملك بالبركان الذي باتت دولتهم تنوء تحته ، فتآمرت على قتل أخيها بعد أن حاولت إقناعه بالكف عن المظالم والاعتداءات وفرض إرادته على كل شيء وكل ذلك لإنقاذ العرش وقتلته وابنه الذي توجه لولاية العهد حتى سكن الناس إلى أجل مُسمى
وبعد موته وُصف بأقذع الألفاظ وبما لايُمكن أن يتصور حدوثه على عهده همساً أو نيّة ، فوصف بالهلوسة والسخافة والتفاهة والحمق والبلادة وسوء التقدير وبالمجرم السفاح والطفولي والشعوذة والكذب والردة والإلحاد ، بعدما أزالوا عنه صفة التقديس ليكون طاغية ملعوناً الى يوم الدين
فهذا هو الحاكم بأمر الله المتأله فما أوجه التشابه مع بشار الأسد الحاكم بأمر أبيه في دمشق بأحقاده ودواخله ؟؟؟؟؟
1- ادعاء بشار الأسد للإلوهية بطريقة مخفية مُغايرة عن الحاكم لأمر الله العلنية، ونرى ذلك عبر الخطوط الحمر الكثيرة التي وضعها عند تناوله أو تناول الأسرة الحاكمة ولو كان ذلك لتصويب الأخطاء ، وجعله ذلك من أكبر الموبقات ، وكما زيّن له أحد المنافقين بقوله " بأن خطأك صواب وظلمك عدل " فأي تأليه أكثر من ذلك
2- الحاكم بأمر الله أمر بتحويل قصره إلى كعبة كي يتوجه إليها الناس ومنع الحج إلى بيت الله الحرام في مكّة ، ثُم أعدم كل من ذهب للحج ، وكذلك بشار جعل من أبيه ومن نفسه قبلة ، وكما نشرت مجلة الفرسان " وليجعلوا من الرفيق الأسد قبلة سياسية يعبدونها بدلاً من الركوع أمام أوثان الإسلام " ولمن خالفهم الويل والثبور ، ولو كان منطقهم أعوجاً ومخالفاً لكل القوانين والدساتير الأرضية والسماوية ومخالفاً لمنطق الأشياء والعقل وللمفاهيم ، وما قانون 49 لعام 1980 إلا كدليل لتشابه عقلية الحاكم لعقلية هذه الأسرة الحاكمة ، بالبطش بمن خالفهم عبر محاكم التفتيش العسكرية
3 - الحاكم أصدر أوامر قهرية بما يجوز ولا يجوز ولو كان ذلك مُخالفاً للمنطق والعقل ، وهنا بشار يقول للناس لا أريكم إلا ما أرى ، فلا حريات ولا اجتماعات ولاحقوق لكم ، والعدالة عندي ما أراه
4 - الحاكم بأمر الله اصطنع من المغاربة والأفارقة " الكتّامة والشرطة والعسكر " لمؤازرته وحمايته ولإرهاب النّاس لتقبل بأرائه ومُعاقبة مخالفيه بكل أنواع التنكيل ، فانتشر القتل والنهب والسرقات دون رادع لكونها محمية من قداسة الحاكم المؤله ، وانتشرت الخمور وحانات الفجور والتعديات الأخلاقية
وكذلك الأسد اصطنع المراكز الأمنية الأوسخ بطشاً والأسوأ سمعة ، لتقتل مخالفيه وهي تقوم على أعمال الخطف والسرقة والنهب ونفي المعارضين وتفعل كل الموبقات بلا حسيب أو رقيب بل جعل لها قوانين لحمايتها من المُساءلة ، هذا عدا عن انتشار القتل الغامض لمواطنين تُسجل قضاياهم ضد مجهول ولمجندين في المعسكرات ، وحرائق مصطنعة وإفلاسات متعمدة وخراب للاقتصاد
5 - قام الحاكم بأمر الله على هدم مسجد القائد الإسلامي الكبير عمرو بن العاص رضي الله عنه بالإسكندرية ، وكذلك فعل الأسد في حماة بتدميرها وضرب المدن السورية وسجن صيدنايا
6 - الحاكم وضع للناس سجل للممنوعات في أدق تفاصيلهم ، وكذلك ممنوعات الأسد الغير مبررة ، وبدلاً عن الملوخية كخط أحمر ، وهنا جعل من الإخوان الخط الأحمر
7 - الحاكم أمر بسب الصحابة الكرام ولا سيّما الصحابيين الجليلين الراشدين العظيمين سيدنا أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، والأسد امر بسب المعارضة وتخوينها ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين ، وعدم الاقتراب منهم ، ودون وضع الأسباب الأخلاقية لذلك ، لمزاجية عنده ليس لها تفسير سوى بواعث الحقد والكراهية
8 - الحاكم قُتل الكثير من الكتّاب والرؤساء والمفكرين والعامّة وكل من يُعتقد فيه المُخالفة وسجن الكثيرين ، فانتشرت المجاعات والغلاء والأمراض والموت والعلل والسقم ، وضجّ الناس هناك ، وهاجت وماجت الدولة وكادت أن تكون تلك الأحداث نهاية دولتهم ، وعصف الملك بهم إذ شعرت أخته ست الملك بالبركان الذي باتت دولتهم تنوء تحته ، فتآمرت على قتل أخيها بعد أن حاولت إقناعه بالكف عن المظالم والاعتداءات وفرض إرادته على كل شيء وكل ذلك لإنقاذ العرش وقتلته وابنه الذي توجه لولاية العهد حتى سكن الناس إلى أجل مُسمى
وكذلك نظام الأسد قد فعل ، فكانت على الدوام أولى استهدافاته للطبقة المتعلمة والمُثقفة والمفكرين والعلماء وأصحاب الرأي ، وكذلك سورية اليوم تشهد المجاعات والغلاء والأمراض والموت والعلل والسقم ، وهي اليوم تجثم على بركان جماهيري عارم ينتظر لحظة الخلاص لما أصابهم من الظلم والهوان
فهل يتآمر أحد من افراد عائلة بشار للتخلص منه لإنقاذ سورية ؟ ومن يدري ؟ ومن يضمن بألا يكون من حاشيته وأقرب المقربين من يُفكر بمثل هذا ، بدءاً من أخوه الذي يطمح بإدارة دفّة الأمور بدلاً عن ابنه وصراع الملك المعروف
وإذا ماسقط الدكتاتور يوماً فماذا عساها أن تقول الجماهير عنه وهو يده الملوثة بالدماء واضطهاد السوريين ؟
هل سيقولون كان عادلاً أم ظالماً ؟
هل كان دكتاتوراً أم متواضعاً ؟
هل كان سفاحاً أم كان حليماً ؟
هل كان فاسداً ام مصلحاً ؟
فأي الخيارات يُريد أن تُقال عنه ؟
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار