سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور
سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
لمشروعية حديثنا عن التمييز الطائفي في سورية كمرض علينا استئصاله هو ماجاء عن كبار ساسة النظام والأسرة الحاكمة من كتاب الأسد والصراع على الشرق الأوسط -832 صفحة- لباتريك سيل ، والذي كانت مُعظم مراجعه من أركان النظام وأتباعهم
وباختصار تُنسب عائلة الأسد التي كانت تُلقب بالوحش إلى جدهم سليمان الموغل في الفقر ، فكان يقوم باستعراضات بهلوانية مما أكسبه هذا اللقب ، وفي عام 1927 تم تحويل الاسم على عهد الأب علي إلى الأسد بغض النظر عن الأسباب التي لاتعنينا ، ولكن مايهمنا وكما جاء في الكتاب بأنّ أسباب سكن العلويين الجبال هو خشيتهم من بطش الولاة ومهما يكن من سبب فهذا لايمنع بأنهم كانوا يعيشون بعيداً عن السهول والمدن باختيارهم ، ولم يكن للحكومة العثمانية "التركية الطورانية آنذاك بداية القرن الماضي وجود خارج المدن والسهول ، وبالتالي لم يستفد هؤلاء القاطنون في الجبال من أي قسط من العدالة والتعليم والرعاية الصحية والوظائف والطرقات والخدمات ونحوه ، على عكس المدن التي كانت تستفيد من هذه الميزات ، وكان سكان الجبال يُعانون من الفقر المدقع ، إلى أن تمّ الخلاص من الحكم التركي والذي ورثه الحكم الفرنسي ، وقام الشعب السوري بكل فئاته لمقاومته ، حتى تعاقبت الحكومات الوطنية في ظل الاستعمار الفرنسي ، وحققت الكثير من المكاسب ، الى أن جاء الجلاء عام 1947 ، والتي كانت تحصيل حاصل لمجاهدات سابقة وحكومات وطنية مخلصة تعاقبت ، لربما كان الكثير من العلويين لازالوا يرزحون فوق أعالي الجبال ، بينما القليل منهم تسرب إلى المدن الكبيرة التي عملوا فيها ، فأساء البعض لهم وأحسن البعض ، ثُمّ مالبثوا أن انتشروا أكثر في المدن بعد الجلاء ، ولكن بعض الوطنيين في تلك الفترة كانوا ينظرون إلى العلويين بكل أسف نظرة الشك لكونهم كانوا مدينيين للحماية الفرنسية وخدمتهم في القوات الخاصة دون دراسة الأسباب التي دعت لذلك ، مما وسّع من الهوّة بين السُنة والعلويين أكثر فأكثر ، ولربما للظروف الصعبة أيضاً التي كان يعيشها أهل الجبل فتولدت عند البعض الأحقاد والضغائن وأفكار الانتقام وما شابه لما كان يشعر به العلويين آنذاك بالظلم الحاد ، وكان منهم حافظ الأسد الذي استطاع لجم بغضائه وعداوته للمجتمع وبالذات إلى الأغلبية السنية إلى حين أن يتمكن ، على عكس البقية المتعايشين مع مجتمعهم ، والذي استطاع فيما بعد تحشيد الكثير منهم وراءه للوصول إلى المنصب والحفاظ عليه بأي ثمن ن ولو ضحّى بالعالم أجمع ، وهذه الكراهية نراها تحصل حتى على مستوى الأسر
ولذلك يُعلل باتريك سيل الأسباب التي كما قال جعلت هذه الطائفة المقهورة أن تنقض انقضاضاً عنيفاً بقوة جامحة ومحمومة على اقتناص فرص الحصول على التعلم والثروة والسلطة ، بمجرد أن دار دولاب الحظ ، ولذلك نرى الكثير منهم قد اُستجر إلى مكامن الأسد حافظ
ثُمّ يقول : ولا شك أن الأسد الشاب كان يشارك أبناء طائفته عواطف السخط على الماضي ، ومعاناة الحرج من الدور الفرنسي الغامض
وما يهمنا الإشارة إليه هنا ماجاء عن القرداحة في وصفها عام 1927 ، كما هي باقي القرى السورية ، حيث كانت تتكون من مائة بيت تقريباً مبنية من الطين أو الصخر عند نهاية طريق طيني غير مُعبّد ولم يكن فيها مسجد ولا كنيسة ولادكان أو مقهى و....
وسأكتفي إلى هنا في مقالتي هذه عن بواعث الحقد والبغض الكامنة في هذه الأُسرة التي توارثها بشار الأسد عن أبيه ، على أن أتوسع في المرات القادمة أكثر ، لأنقل إلى مسامعكم ماورد بعض المقاطع دون حذف لأي حرف على أن أستأنف فيما بعد الحديث من كتاب " من كتاب سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور لكاتبه السوري " صاحب الربيعي " الذي يقصد سلطات الأسرة الحاكمة في سورية بدون ذكر أسمائهم ، وهذا مايشعر به المواطن السوري ويتناقله فيما بينهم ، وتُحاول سلطات القمع تكميم أفواههم بدلاً من سعيها لإزالة كل مامن شأنه أن يُعمق هذه المفاهيم ، حيث يقول فيه وبدون تعليق :
يعاني الطاغية منذ الصغر أمراضاً نفسية ناتجة من ظروف نشأته وبيئته ، حيث تتأصل في وجدانه هواجس الحقد والكراهية ضد المجتمع ، وهذه الهواجس تدفعه لاستخدام العنف المُفرط ضد المخالفين له في الرأي من أجل فرض سطوته عليهم ، ولاتردعه القيم الاجتماعية والدينية عن مخالفة أبسط قواعد القيم والمبادئ الخلقية والدينية ، ويلجأ الطاغية لاستخدام كل أنواع الخدع والتدليس لبقائه في السلطة ، ويُكثر وعوده الإصلاحية والتحدث عن قيم الأخلاق والدين والاستشهاد بالأمجاد التاريخية السالفة
وغالباً ماتكون حاشيته ورموز أجهزته القمعية من الوسط نفسه ، إنهم بحكم تربيتهم ونشوئهم قادرون على فرض نهج الطاغية وبالقوة والعنف على المجتمع مقابل منحهم الامتيازات والمكانة الاجتماعية
وتؤكد معظم الدراسات السيكولوجية لظروف أغلب الطغاة في العالم انحدارهم من قاع المجتمع ، وتعاني بيئتهم العوز والفقر والجهل والاحتقار الاجتماعي ، وتلك الظروف عكست ترسباتها السلبية في وجدانهم ، وأخذت تفعل فعلها في سلوكهم العام
وتشكل التقاليد والأعراف الاجتماعية منظومة رادعة للسلوك والتصرف المنافي لقيمها في المجتمعات المتخلفة ، ويكون فعلها أكثر قوّة من فعل القانون الوضعي ، وتبرز السلوكيات والتصرفات الشاذة للأفراد غير الأسوياء على نحو ملحوظ في المجتمع حالما تنهار منظومة القيم الاجتماعية وتضعف آليات الردع القانوني
ويُعد سلوك الطاغية الشاذ وتصرفاته انعكاساً لذاته المشوهة ، ويلجأ الى الكذب والخداع والمراوغة لإقناع المجتمع بقدراته ، وعندما يُخفق في محاولته يلجأ إلى استخدام العنف والقسوة لفرض توجهاته القسرية وانتزاع الاعتراف بدوره المميز في المجتمع
يمتاز خطاب الطاغية بالكذب والخداع والنفاق والتضليل والتهديد ، ويترافق ذلك بإطلاقه لجملة من الوعود الإصلاحية التضليلية المغلفة بشعارات نبيلة تدعو الى الأخلاق والقيم والدين لخداع أكبر قدر من الجمهور ، وقد اعتاد المجتمع على تدليسه وكذبه ونفاقه ، فيتعامل مع خطابه بالإهمال والتندر
وللحديث بقية ......
أنت في قلوبنا يامنديلا وعلم سورية الأشم القاضي المحامي الحقوقي هيثم المالح ..، لن ننساك أيها الشيخ الجليل الثمانيني ، واعتقالك يُمثل انتكاسة أخلاقية وإنسانية تُضاف إلى سجل هذا النظام ، قلوبنا معك أيها الحبيب الصامد ، أيها الرجل المقدام ، لم تنل من عزيمتك الشيخوخة ياسيدي ، وأنت سيد الرجال ، ولنُسطر اسمك في التاريخ رمزاً من أعظم الرجال ، فاق مانديلا وغاندي ، بل ولُنسمي انتفاضتنا الفكرية والثقافية والأخلاقية باسمك أيها العملاق ، بوركت وبوركت البطن التي أنجبتك ياسيد الأحرار ، ياسيد الشجعان يارمز الرجولة والعلو والافتخار