الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي

محمد عبد المجيد منجونه 

تدعو لعقد مؤتمر وطني في سوريا

رؤية و تلخيص

محمد عبد المجيد منجونه 

أصدرت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي بياناً عن مجريات الدورة التي عقدتها في دمشق بتاريخ 12و13تشرين الثاني2005 وخرجت في نهاية مناقشاتها إلى المواقف التالية:

أولاً- بالنسبة لسوريا:

1-   نددت بالتهديدات و الضغوطات الأمريكية/الصهيونية التي تتعرض لها سوريا الوطن و الشعب و دعت إلى التحرك الشعبي على امتداد الوطن العربي للتعبير عن الرفض لهذه التهديدات و لتوظيف مسألة اغتيال المرحوم رفيق الحريري كبوابة لمزيد من هذه الإجراءات.

2-   اعتبرت أن خيار الصمود و المقاومة يكتسب معناه الشامل و العميق عبر توسيع جبهة التعبئة الشعبية عربياً إسلامياً و عالمياً,و عبر حوار وطني داخلي في سوريا يشارك فيه كافة الطيف السياسي الوطني المناهض لمخططات الهيمنة و بمؤتمر وطني شامل يتجاوز كل المعوقات الداخلية التي تحول دون الانتقال بسوريا إلى رحاب التطور الديمقراطي و الانفتاح السياسي و أكدت على التلازم بين مقاومة الغزو الأجنبي و التدخل الأجنبي من جهة و بين التمسك بالديمقراطية و تحقيق المشاركة الشعبية و التعددية السياسية و حقوق الإنسان من جهة ثانية.

3-   و دعت إلى تعميق الحرص في العلاقات اللبنانية/السورية على أمن وسيادة البلدين والاحترام المتبادل لمصالحهما المشتركة مما يتطلب درجة عالية من الهدوء والحوار الأخوي يغلق كل ثغرة يحاول المتربصون بالبلدين النفاذ منها.و التأكيد على التعاون الكامل بين الحكومتين للكشف عن حقيقة اغتيال الحريري.

ثانياً- بالنسبة لفلسطين:أكدت على ضرورة كشف ملابسات وفاة المرحوم ياسر عرفات و جددت إدانتها للإجراءات الصهيونية في المدن الفلسطينية و الاغتيالات التي ترتكبها بحق المقاومين المجاهدين.و شددت على ضرورة الإمساك بالوحدة الوطنية.و نددت بما تم و يتم من لقاءات و زيارات بين مسئولي الأنظمة العربية و الكيان الصهيوني,و جددت دعمها للمقاومة في فلسطين و ضرورة تصعيد التحركات الشعبية العربية بمساندتها في نضالها المشروع لتحرير فلسطين.

ثالثاً- في قضية العراق:

1- جددت موقفها الثابت بأولوية جلاء قوات الاحتلال الأمريكي/البريطاني/الصهيوني و دعم مقاومته المتعددة الأساليب.و ممانعة كل إفرازات هذا الاحتلال و أدواته لشرعنة غزوه و تبرير بقاء احتلاله.و حيّت المقاومة الباسلة التي تزداد نمواً و تصاعداً و نددت بالعمليات الإرهابية المشبوهة التي تلحق الضرر بالوحدة الوطنية.

2- كما نبهت إلى ما تحتويه مبادرة الجامعة العربية من مخاطر تكريس التمزق الطائفي و المحاصصة خاصة و أن النظام العربي الرسمي لم يتقدم للعراق إلا سعياً لإرضاء أمريكا و القبول بما تفعله فيه.كما أيدت الأمانة مساعي توحيد القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال باعتبارها ضرورة وطنية ملحة.و دعت إلى تأييد و إنجاح المحاكمة الدولية في مقر اتحاد المحامين العرب بالقاهرة لمجرمي الحرب /بوش و بلير و شارون/ آملة إلى فتح تحقيق دولي في جرائم الاحتلال و أعوانه.و أعتبر أن من واجب كل مواطن أن يشارك في مقاومة الاحتلال في أي أرض عربية و هو واجب وطني وقومي و ديني و إنساني.

3- و دعت القيادة الإيرانية إلى إجراء مراجعة عميقة و جريئة لسياساتها في العراق في ضوء العديد من الملاحظات التي يسوقها المناضلون العراقيون الذين يحرصون على أن تتخذ إيران الموقف الذي تفرضه وحدة التاريخ و المصير و الجوار وتضع إمكاناتها في مواجهة العدو المشترك المتمثل بالمشروع الأمريكي/الصهيوني.

رابعاً- في قضية السودان:نددت بالعقوبات الأمريكية على السودان رغم مسار المصالحة الذي يسود أجواء السودان.ووجدت في السياسات الأمريكية هناك تأكيداً على شمول هذه السياسات كل الوطن العربي و كياناته الوطنية و أكدت على ضرورة توسيع المشاركة و تعميق الديمقراطية لتشمل كل القوى السياسية المؤيدة و المعارضة و التوجه إلى حل مشكلة دار فور و اضطرابات شرق السودان.

خامساً- في تونس:نددت بما أقدمت عليه الحكومة التونسية من استقبال وزير خارجية الكيان الصهيوني المتطرف الليكودي,و اعتبرته تحدياً لمشاعر أبناء الأمة كاملة في الوقت الذي تقوم القيادة الليكودية بجرائمها ضد شعبنا العربي في فلسطين متحدية كل قرارات الشرعية الدولية و المبادئ الإنسانية.و إستنكرت تسليم الوزير الصهيوني مفتاح بيت أهله من قبل النظام التونسي الذي نسى أن هؤلاء سرقوا كل فلسطين.

سادساً- في مصر:أكدت الأمانة العامة تحبيذها لما تم من اتفاقات بين الأطراف الديمقراطية المعارضة..و خاصة التوجه للنزول بقائمة موحدة..ووجدت أن الفرصة كبيرة لنجاح مرشحي المعارضة و تشكيل كتلة ضغط حقيقية لتعميق البناء الديمقراطي و لاستعادة مصر لحظيرة أمتها العربية.

سابعاً-موريتانيا:استمعت إلى تقرير مفصل عن الوضع في موريتانيا من قبل عضو من التنظيم الشعبي التقدمي صور  فيه الوضع في موريتانيا بعد الانقلاب ووعد قادته بالديمقراطية.

   و قد خلصت الأمانة العامة إلى أن ما جرى بموريتانيا ـ رغم كل سياسات ولد الطايع مع أمريكا و إسرائيل ـ يجب أن يكون درساً للأنظمة المهرولة بأن هرولتها لن تمنع من سقوطها من أقرب المخلصين لهم.

ثامناً- الأردن:أدانت تفجيرات عمان و اعتبرت الجريمة مرفوضة كائناً ما كانت دوافعها و قدمت التعازي لأهالي الضحايا خاصة المخرج مصطفى العقاد و دعت إلى البحث في أسباب هذه التوجهات الخطرة و دوافعها.

تاسعاً- البحرين:نددت بإقفال مكتب المقاطعة العربية للبضائع الإسرائيلية فيها بسبب التدخل الأمريكي الواضح.كما حيّت مواقف القوى الوطنية و الإسلامية البحرينية التي رفضت هذا الإجراء ووقفت في وجه مؤتمر المستقبل وساهمت في تحقيق المؤتمر الموازي لمؤسسات المجتمع المدني.

عاشراً-الاضطرابات في فرنسا:طالبت الأمانة العامة الحكومة الفرنسية بإعادة النظر بسياساتها تجاه الوافدين إليها خاصة العرب و المسلمين و تسييد المساواة في الحقوق و الواجبات و حل الإشكالات بالحوار المتمدن الديمقراطي الذي يجعل الجميع يطمئنون إلى حياتهم و مستقبلهم.

و كانت الأمانة العامة بكامل أعضائها اجتمعت مع رئيس الجمهورية العربية السورية لمدة ثلاث ساعات جرى خلالها التداول بالشؤون العربية و الداخلية..و قد أستمع الرئيس لأقوال أغلبية أعضائها و التي تركزت بضرورة المواجهة و التصدي و لكن على أن يكون الشعب مشاركاً و مالكاً لإرادته و كان رد الرئيس غير مباشر و التفافي على الموضوع المطروح.و صرح الرئيس بأن هناك صلات عن طريق أطراف أخرى مع الأخوان المسلمين و لكن الأمر يحتاج إلى إجراءات و بعض الوقت,وخرج أعضاء الأمانة العامة بغالبيتهم العظمى بانطباع أن كل الكلام عن التطوير و التحديث يبقى في حيز الكلام,رغم أن النظام أحدث تطورات و غيّر توجهات رئيسة في المجال الاقتصادي و بسرعة قياسية..أما في المجال السياسي فالرئيس بطئ ـ بطبعه ـ و هو المسؤول ـ كما قال ـ .

   و رغم كل المطالبات بضرورة الانفتاح و التغيير الديمقراطي إلا أنه أجاب:

     {لا أحب العجلة و أنا بطبعي بطئ..و يمكن أن يحدث المطلوب بخمس أو بعشر سنوات}..و هذا ما يؤكد ما أعلنه بخطابه الأخير أن قانون الأحزاب بحاجة إلى زمن...؟؟!!

 و تبقى المواجهة المفروضة على المواطنين على جبهتين..جبهة مواجهة الهجمة الأمريكية/الصهيونية...و جبهة النضال لفتح الأبواب أمام التغيير الديمقراطي...الذي لابد آت..