رسالة الى السيد ديتليف ميليس

رسالة الى السيد ديتليف ميليس

م.نجدت الاصفرى

[email protected]

خلال عمري الذي بلغ 66 عاما سمعت ورأيت محققين كثيرين استلموا قضايا ساخنة حققوا فيها وظهرت على ايديهم نتائج ادخلت السرور الى قلوب عشاق الحرية والحقيقة لكنني لم ار او اسمع عن مثلك.. ان معالجتك لما كلفت به بهذه السرية والصبر اعتمدت فيها ان تتفجر اعصاب المجرم والمجرمين من الداخل وتخونه قواه على احتمال المزيد فينفجر اما منتحرا او منحورا.. إما لينهي حلقة من مسرحية او يحاول طمس ما بادر بالظهور.. يكاد المريب يقول خذوني. وانت بصبرك تتركهم على نار هادئة من عندك لكنها تكاد تميز من غيظها فتفطر شراينهم وتقطع نياطهم. وبدات حبات عقدهم تتساقط وقد انقطع حبلها فنتوقع منهم المزيد. وبدؤوا يكشفون انفسهم ويبينوا عوراتهم .. هؤلاء الذين كانوا يحاضرون في الشرف والامانة.. يطالبون الناس بصدق واخلاص المواطنة بينما هم يسرقون الوطن.. كل الوطن.. حتى شرفه وكرامته.

كيف يفسر النظام ان مندوبينه الذين اوكلت اليهم مساعدة اللبنانيين كانوا يأخذون خوات وجبايات.. لا كهدايا واوسمة لأعمال نبيلة او انجازات حقيقية صنعوها بل اتاوات بعشرات الملايين حتى اصبح احدهم مليارديرا من كسب حرام.

مل صندوقا كاملا من نسخ الشيكات التي استلمها ظلما وعدوانا واحتفظ بها عن السبي الذي اغتصبه دون وجه حق.

وكان يدعي قبل ان نتفجر الرصاصة في حلقه فتقطع لسانه الكذاب، ان ليس عنده رصيد في اي مصرف او بنك.. لكنه فضح نفسه قبل ان يذهب الى الجحيم فأشار الى صندوق ملأه بصور( لبعض )هذه الصكوك التي جباها والاموال التي استلبها دون وجه حق .

يا سيد ميليس

نحن امة شاعرة يسيل الشعر من شفاه ابنائها .. فقد اوجزوا بكلمات قليلة محاضرة تستغرق ساعات، فاسمع معي قول الشاعر:

لا تظلمن اذا كنت مقتدرا فالظلم آخره يأتيك بالندم

تنام عينك والمظلوم منتبها يدعو عليك وعين الله لم تنم

كان اجدادنا اذا احسوا شخصا يميل الى الظلم والجور في امر من اموره اكتفوا بتوجيه كلمة واحدة تردعه عن ظلمه فترتعد منها فرائصه وتقض عليه مضجعه .. انها (اتق الله(

كم في تاريخنا من مواقف تمجد الحرية وتشجع عليها وتذم الظالم والظالمين لهذا سطروا في التاريخ لآلىء خالدة للأبد. عندما كانت الحرية مصانة.. حتى جاءنا هذا النظام الاثم بما ليس من طبائع اهلنا .. استورد الدخلاء بنفسياتهم الشريرة وجندوا له ضعاف النفوس واعتلوا صهوة الحكم في ساعة من غياب الراصد، واذا بهم كما ترى من اوصافهم (حلاف مهين، هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد اثيم عتل بعد ذلك زنيم، ان كان ذا مال وبنين،) اذا ذكر بسوء ما يفعل قال اساطير الاولين

كم نصحناهم فلم يعوا والآت لهم ستشهده انت مع ملايين البشر، وسوف تقول لهم معنا لا تلومون الا انفسكم.. انه الخسران المبين.. سيكونوا عبرة لكل نفس ظالمة.

سأعترف انني تعلمت منك الكثير وسرني اسلوبك كما سر غيري، وكنت وعدتك نيابة عن شعبي الذي اكتوى بنار هؤلاء المجرمين نصف قرن سرقوا فيه المال ، وهتكوا العرض ، ودمروا الوطن.. ان نقيم لك تمثالا لانجازاتك العظيمة بدل تماثيلهم التي اقاموها في كل مكان تصور الرعاعيد والزناديق والطواغيت .. يبصق عليها كل المواطنين كلما مروا بها.

سنحتفل معك قريبا عندما يتم كنس هذه الحثالة التي هبطت على هذا الوطن من فضلات المجاري ونتن المواخير.