لماذا كثرت عمليات اغتيال (المسؤلين) العراقيين ؟
لماذا كثرت عمليات اغتيال (المسؤلين) العراقيين ؟
محمد مسعد ياقوت
كاتب وباحث
نلاحظ في الأيام الأخيرة ازدياد عمليات اغتيال أشخاص ذوي مناصب في الحكومة العراقية المعينة من قبل الجيش الأمريكي في العراق .. إذ أعلنت هذه الحكومة ووزارة داخليتها في أكثر من مرة عن اغتيال مديرين وضباط كبار في الشرطة العراقية التي تمثل الذراع الأيمن للاحتلال الأمريكي في العراق .. وآخر الشخصيات العراقية الموالية للاحتلال والتي تم اغتيالها هو: صفاء محمد جاسم ، مديرعام في وزارة البلديات والأشغال العامة على يد مسلحين في حي المنصور غربي بغداد .
ويبدو أن اختيار المقاومة لمثل هذه الشخصيات لا يتم عن اعتباط أو عن عمليات عشوائية .. بل واضح جداً أن سياسة المقاومة هي اغتيال شخصيات معينة ومحددة تساعد الاحتلال ، أو ترتكب جرائم في حق الشعب العراقي ، مثل هؤلاء الضباط الكبار الذي يشاركون الجنود الأمريكيين في عمليات اغتصاب العراقيات .. وقد تم تصفية العديد هؤلاء الضباط في عمليات متنوعة .
وأرى أن تصفية مثل هذه العناصر الشريرة من "الحكومة العراقية" التابعة للإدارة الأمريكية ، تخفف قدراً كبيراً من المعاناة التي يعيشها الشعب العراقي .. فكثيراً من هذه العناصر يستغلون مناصبهم في نهب البيوت وهتك الأعراض من الخلال المداهمات الهوجاء التي تقوم بها قوات الشرطة ضد منازل المواطنين، من أجل السلب والنهب والاغتصاب تحت غطاء البحث عن "المسلحين" و"الإرهابيين" ..
ومن ثم أصبحت عمليات اغتيال هذه العناصر ـ من قيادات الشرطة ـ بمثابة الرادع ضد هذه العناصر المخربة ..
ولا شك أن الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الشرطة العراقية كفيلة بدفع المقاومة إلى تنظيم عمليات الاغتيال تلك .. لا سيما وأن كثير من المنظمات الحقوقية كشفت عن بعض البشاعات التي تقوم بها الشرطة في حق العراقيات سواءً في البيوت أو في السجون .. فعلى سبيل المثال؛تقول إيمان خماس مديرة المنظمة غير الحكومية «المركز الدولي لرصد الاحتلال» : "روت لي معتقلة .. كيف تعرضت زميلتها في سجن أبو غريب للاغتصاب.." . وتنقل خماس عن المعتقلة التي أطلقت عليها الرمز «ب» قولها : "أعادوا زميلتي الى الزنزانة مغمى عليها. بقيت فاقدة الوعي لمدة 48 ساعة وروت لي كيف اغتصبها عناصر من الشرطة العراقية 17 مرة في يوم واحد تحت أنظار الجنود الأميركيين". ..
وأعتقد أن مثل هذه الفضائح كفيلة بتبرير عمليات اغتيال قيادات الشرطة العراقية ، بل أفراد الشرطة وجواسيس الأمن .. إذ أصبح الشعب العراقي بين جحيمين : جحيم المحتل الغاصب ، وجحيم الشرطي المغتصب .