دور المغترب السوري في تحرير سورية
دور المغترب السوري في تحرير سورية
محمد زهير الخطيب/ كندا
سورية أسيرة سلطة مستبدة منذ عقود، استهلكت هذه السلطة كثيرا من الشعارات في تسلطها على البلاد والعباد كالوحدة والحرية والاشتراكية والصمود والتصدي والردع ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة ... حتى صار الناس يكرهون سماع هذه الشعارات لكثرة ما أسيء إليها وماانتهك من جرائم تحت سقفها ..
اليوم اعترف الجميع بما فيهم السلطة نفسها بأن الفساد مستشري وأن الاصلاح بات ضرورة، وأصبح الجميع مطالبون ببذل الجهد لتحقيق الهدف.
ما نريده الآن هو معرفة ما يمكن أن تفعله الجاليات المسلمة لتحرير سورية.
وقبل ان نوغل في هذا الموضوع يبدو انه من المناسب أن نذكر ماذا تريد السلطة من المغتربين السوريين وماذا تريد امريكا منهم وبعدها يمكننا أن نحدد دورهم.
ماذا تريد السلطة من المغتربين السوريين:
1.
ان ينظموا انفسهم من خلال جمعيات مرتبطة بالسفارات السورية.2.
أن يمارسوا ضغوطا على حكوماتهم المضيفة ليخففوا الضغط على السلطة.3.
ان يقوموا بدور ثقافي يلمع وجه السلطة في الخارج.4.
أن يجلبوا استثمارات وتقنيات ومشاريع لسورية تضيفها السلطة الى البقرات الحلوب التي تستنزفها في الداخل.وسلاح السلطة في ذلك الترغيب والترهيب، بتوفير الوثائق وتسهيل زيارة سورية تارة ... وبحرمانهم من هذه الوثائق والزيارات بل وباعتقالهم أواعتقال اقاربهم تارة اخرى.
ماذا تريد امريكا من المغتربين السوريين
1.
تريدهم ان ينظموا انفسهم من خلال جمعيات مرتبطة بالخارجية الاميركية.2.
تريد أن يكون ولاءهم لها وأن يمارسوا ضغوطا على السلطة لاسقاطها واحلال حكومة موالية لاميركا وان تتبنى هذه الحكومة الديمقراطية بالمعايير الاميركية للتقليل من فرص تفريخ الارهاب المستشري في محاضن الديكتاتورية.والآن ما هو دور المغتربين السوريين في تحرير سورية
1.
أن ينظموا أنفسهم من خلال جمعيات مستقلة.2.
أن يمارسوا سياسة التقاطعات مع السلطة ومع امريكا بما يحقق مصلحة الحرية والديمقراطية في سورية.ونظرا لاختلاف خلفيات المغتربين ومشاربهم فلابد من تجاوز الخلافات والالتقاء على ما يجمع الكلمة وتجنب ما يمزق الصف، ولا شيء يشتت الشمل مثل الدخول في التفصيلات المملة واصطناع الخطوط الحمراء والتشكيك في النوايا واتهام الضمائر.
إن الذي يريد أن ينقذ غريقا يجب أن يكون متقنا للسباحة، ومغتربوا سورية يجب أن يكونوا قادرين على إرساء قواعد الحوار البناء وتبني قيم الحرية والديمقراطية والعدالة فيما بينهم كي يسهموا بنجاح في انقاذ وطنهم الام سورية.
الخلاف أمرطبيعي، والغباء هو الجمود أمام الخلاف والذكاء هو الالتقاء على نقاط الوفاق والحوار في نقاط الخلاف وايجاد صيغ عادلة للتعايش لو لم يتم تجاوز الخلاف.
هناك بضعة ملايين عضو في الحزب الليبرالي الكندي أنا واحد منهم جاؤوا من عشرات البلدان ويتكلمون عشرات اللغات ويعتنقون عشرات الاديان جمعهم في هذا الحزب حبهم لكندا وتصورهم الليبرالي لمعالجة الامور.
ولا يضير الجالية السورية في كندا أو أمريكا أن تجتمع في جمعية واحدة تنادي بمبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة لسورية.
إنه الامتحان السهل الممتنع الذي إن تجاوزته الجاليات السورية كانت مؤهلة لتشارك في صنع الكلمة الاخير في قدر سورية الحبيبة.
أما عن سياسة التقاطعات مع السلطة وامريكا، فهو حقل الغام تقل مخاطره كلما كانت الجالية موحدة وقوية ومنظمة وكلما استعانت باهل الخبرة والمعرفة في هذا الامر وكلما كانت الامور مبنية على الصراحة والوضوح والشفافية.
سورية طفلنا، تتجاذبه اليوم أمّان دعيتان هما والسلطة وامريكا ومهمتنا انقاذه منهما وفداؤه باقل الخسائر الممكنة.