العاهل السعودي يستدعي رفعت الأسد لبحث مستقبل النظام السوري

العاهل السعودي يستدعي رفعت الأسد لبحث مستقبل النظام السوري

باريس - إمارات نيوز

علمت شبكة "إمارات نيوز" الإخبارية من مصادر وثيقة الاطلاع، أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وجه دعوة لنائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد لزيارة السعودية، في خطوة فسرت على أنها تشكل جزءاً من تحرك تقوم به الرياض لبحث مستقبل الوضع في سوريا عقب صدور تقرير المحقق الألماني ديتليف ميليس المتضمن نتائج التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

وقال المصادر إن رفعت الأسد (68 عاماً) توجه من منتجع ماربيا الإسباني، حيث يقيم مع نحو 100 من أتباعه وأفراد حاشيته إلى الرياض على متن طائرة سعودية تصحبه زوجاته وأبناؤه، حيث نزل ضيفا خاصا على الملك عبد الله، الذي تربطه به علاقات خاصة منذ أن كان نائبا لأخيه حافظ الأسد في الرئاسة لشؤون الأمن القومي بين عامي 1984 و1998، رغم إقامته في الخارج متنقلاً بين باريس وماربيا في إسبانيا.

وأشارت المصادر إلى أن العاهل السعودي سيبحث مع رفعت الأسد الخيارات المتاحة للوضع السوري، في ظل الدلائل التي تشير إلى أن تقرير ميليس سوف يحمل النظام السوري المسؤولية المباشرة عن اغتيال الحريري في تموز (يوليو) 2005، وأن واشنطن باتت على قناعة بأهمية إحداث تغيير جذري في الوضع الداخلي السوري، قد يشمل على الأرجح تغييراً في رأس الهرم يطال الرئيس بشار الأسد نفسه.

وسبق لرفعت الأسد، الذي يتهم على نطاق واسع بارتكاب مجازر دموية ذهب ضحيتها آلاف المدنيين والمعارضين السوريين، أن طرح نفسه بديلاً عن ابن أخيه بشار، والرجل القادر على إدارة دّفة السلطة بالتوافق مع القوى السياسية الأخرى، وهو ما لا تقرّه غالبية قوى المعارضة، التي ترفض حتى الآن إجراء اتصال مباشر مع رفعت الأسد أو أي من المقربين منه، والذين يعيش أغلبهم في الخارج، متنقلين بين ماربيا وباريس ولندن وبراغ.

وأكدت المصادر أن الرياض التي دعمت رفعت على مدى عشرين عاماً من إقامته في الخارج، إثر خلافه مع أخيه حافظ، تنوي الآن الإفادة منه في ترتيب أوراقها مع دمشق، حيث يعتقد أن لرفعت نفوذاً في الجيش نابعاً من قيادته السابقة لـ"سرايا الدفاع"، التي تم حلها عام 1984 وضم قادتها إلى ألوية الجيش النظامية.
وكان مصدر سعودي رفيع أكد لـ"إمارات نيوز" أن الرياض والقاهرة رفضتا تقديم تعهد لدمشق بتأمين حماية لها من تداعيات تقرير ميليس بشأن اغتيال الحريري، وذلك إثر زيارة قام بها بشار الأسد للقاهرة وقبلها للرياض، وأن العاصمتين شددتا على أهمية أن تستجيب دمشق لمتطلبات التحقيق والنتائج المترتبة عنه، خاصة ما سيقرره مجلس الأمن الدولي الذي ستُوكل إليه مهمة تقرير الخطوة اللاحقة بعد إعلان نتائج التحقيق.