كيف ينبغي أن تختار الحركة الإسلامية مؤسساتها
كيف ينبغي
أن تختار الحركة الإسلامية مؤسساتها
د. موسى الإبراهيم
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله وعلى آله وأصحابه أجمعين .. الأخوة الأحبة كوادر الحركات
الإسلامية وابناء الصف الإسلامي المرشحين لاختيار المؤسسات والقيادات في الحركات
الإسلامية المختلفة . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
. تعلمون أيها الأحبة الحالة التي تمر
بها الحركة الإسلامية في كل بلد ، والتيارات التي تعصف حولها ، والرياح الدولية
التي تهب بعكس الاتجاه الإسلامي بل تحاول إقصاءه دائماً . والإسلاميون بعيدون عن
موقع التأثير في الأحداث بشكل عام لأسباب أهمها ضعف صفهم الداخلي وعدم قدرة
القيادات على توظيف الكفاءات والثقافات وتفعيلها لأداء الدور المطلوب منها . ورغم ذلك فقد حققت الحركة الإسلامية
إنجازات متميزة أهمها نصاب البقاء والحضور في الساحة بل والتأثير في قطاعات واسعة
من الشعوب والنخب على حد سواء والفضل في هذا لله تعالى أولاً وأخيراً ثم لإخوة
صادقين ومخلصين منتشرين في جسم هذه الحركة الإسلامية يعملون بصمت ولا يتطلعون إلا
لثواب الله والجنة ولعل من أهم أسباب البقاء والحضور وجود المؤسسات الجماعية التي
تقوم عليها الحركة الإسلامية المعاصرة سواء في ذلك مجالس الشورى أو القيادة أو
المؤتمرات أو الإدارات المحلية المختلفة . ومن هنا فإن عملية اختيار المؤسسات في
الحركة الإسلامية عملية هامة جداً وهي في غاية الخطورة وقد يغفل عن هذا المعنى
كثيرون من أبناء الصف الإسلامي ثم يتلاومون عندما لا يرون إنجازات ترضيهم من قبل
تلك المؤسسات التي اختاروها على أسس غير صحيحة في كثير من الأحيان . وعليه فإنني
أقدم في هذه الورقة قراءة لأهم الصفات التي ينبغي أن تراعى فيمن يُختار ليكون في
الصف الأول في الحركة الإسلامية وخاصة القيادات والمجالس الشورية لعلي أساهم في
تسديد وترشيد هذه الثغرة التي إن صلحت يصلح بعدها أمور كثيرة وإن فسدت يفسد بعدها
سائر العمل لا سمح الله . ***- أهم صفات القيادات وأعضاء
مجالس الشورى في الحركة الإسلامية : 1 ـ تقوى الله تعالى في السر والعلن
والصدق والإخلاص والتواضع . 2 ـ الحكمة والأناة . 3 ـ سداد الرأي وبعد النظر ورجاحة
العقل والتفكير . 4 ـ ا لكفاءة والخبرة والقدرة على
قراءة الواقع وإدراك المؤثرات المحلية والعالمية على الأحداث الجارية . 5 – ا لتجرد والبعد عن الهوى وعن
الإقليمية والجهوية والعنصرية . 6 ـ أن يكون قريباً من إخوانه محبوباً
لهم قادراً على تبني مشكلاتهم والسعي لوضع الحلول المناسبة لها . 7 ـ أن يكون مستوعباً لواقع الحركة
الإسلامية عارفاً لإيجابياتها وسلبياتها قادراً على تحديد مواقع الخلل ويملك
المبادرات لوضع الحلول المناسبة للإقلاع والنهوض بالحركة . 8 ـ أن يكون بعيداً عن الولاءات
الشخصية والمصلحية فولاؤه المطلق للحق وللمبادئ بعيداً عن الأشخاص وأصحاب النفوذ
وبعيداً عن المصالح والمنافع الشخصية . 9 ـ أن يكون قادراً على إيصال رؤيته
ورؤية إخوانه إلى المواقع الفاعلة والمؤثرة في الحركة الإسلامية بلهجة وخطاب هادئ
وبين وبليغ بلا ضعف أو تردد . 10 ـ أن يكون قادراً على حمل راية
الإصلاح والتغيير وحسن اختيار الكفاءات القادرة على ريادة السفينة وسط التيارات
والأعاصير المحيطة بالعمل . أيها الأخوة الأحبة أبناء الصف
الإسلامي إنه كثيراً ما يدور في الصف نقد لاذع
للصف الأول في الحركة الإسلامية وكثيراً ما يكون هذا النقد صحيحاً ولكن الصحيح
أيضاً أن أمثالكم الذين يساهمون في تقديم واختيار الصف الأول وتسليمه زمام الأمور
هؤلاء هم المسؤولون أولاً عن أي خلل يحدث جراء الاختيار المبني على غير أسس صحيحة
ورؤية واضحة .. نعم لا يجوز لأبناء الصف الإسلامي أن يعفوا أنفسهم من المسؤولية ثم
يطلقوا لألسنتهم العنان بالنقد والتجريح وهذا أحد أهم مواقع الخلل في بناء الحركة
الإسلامية الداخلي ، فلنستشعر عظمة المسؤولية وخطورة الموقف ، وإنها امانة يجب أن
تؤدى بنصح وصدق وإخلاص وتجرد . ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
يقول : من ولّى على المسلمين أمراً وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله
والمؤمنين . إنه ما يزال في الساحة أخيار وأكفاء
وأهل تجربة وتقوى وبلاء وصفاء ولو بحثنا عنهم لوجدناهم ، فاعملوا وسددوا رميكم
وراقبوا الله وضعوه نصب أعينكم وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى . وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم.