أساطير الشعوب.. بمناسبة تحطيم داعش للتراث
أساطير الشعوب..
بمناسبة تحطيم داعش للتراث
أبو الشمقمق
ولما كان التوراة والإنجيل لايتوفران باللغة الأم التي تحدث بها الأنبياء فيهما ، فلا أطمئن إلى مناقشة الأساطير إلا من دراسات تارخية لها سند متصل . أما في القرآن ، نحن نطمئن إلى سلامة النص في اللغة الأم ، فقد كان واضحاً في التأكيد على التفريق بين الحقيقة والأسطورة ، معتبراً أن الحقيقة هي الايمان ومايتبعها من أحداث تاريخية بينما الأساطيرهي قصص مروية عن الشعوب وقد شابها الكثير من الخيال .
لا أظن أن على هذه الصفحة متسعاً للجدال وإبداء الرأي والبحث والتمحيص التاريخي أو الأحفوري أو الميثيلوجي ...وأساطير الشعوب مدعاة للفخر عند من بلغ بهم التقدم مبلغه ، وما وصلنا من أساطير مابين النهرين وبلاد الشام والمصريين القدماء واليونان والصين والهند وأمريكا الوسطى والجنوبية والبلاد الأوربية وعلى الأخص الحكم الروماني لهو مدعاة للتأمل والتعجب والإثارة ...
الأوذيسة والالياذة مثالان حيان للأسطورة الإغريقية ، قدر لهما أن يصلا إلينا ، أما آثار المصريين القدماء فقد كانت أجدر بالوصول لولا أن أن أتلف بطرس الأعور مع غلاة المسيحيين الآثار المكتوبة وأحرق مكتبة الاسكندرية وماتحتوية من مليون لفافة في كافة العلوم بحجة الوثنية ..وهي تراث الانسانية عبر عشرين ألف عام بعد انتصاب الانسان على قدميه ، وخاصة أن ورق البردي كان شائعاً في الكتابة عبر العصور . وما وصلنا من الفراعنة هو فقط ماثبت على أعمدة الهياكل بالنقش وهي طريقة غير كافية لنقل المعلومات للشعوب التالية .
لكن لا أحد يفهم ، لماذا لم تصل إلينا تراث بلاد الشام ومابين النهرين كتراث الإغريق رغم أنها وقعت تحت حكم الاسكندر وخلفائه لفترة طويلة ..ولم نشتف من كتابات الباحث فراس السواح رغم جهده المبذول لمعرفة سير الأحداث التاريخية ..وكذلك أعمال محمد القمني في مصر وهذا الأخير يتعمد تفسير الظواهر الخارقة لقوانين الطبيعة بقوانين الفيزياء ، وإذا كان نجح في تفسير ظاهرة فماذا يفعل بملايين الظواهر المخارقة المبهمة في الإنسان والأرض وفي الكون ...؟...أما ماجاء في الكتب السماوية حول الحدث التاريخي فقد جاء في سياق الايمان ولايتطرق إلى السبب والمسيرة والنتيجة .. مع ملاحظة حشر الكثير من الأساطير اليهودية في التوراة خاصة وصبغها بلون ديني يسوغ لهم الاعتداء على الشعوب.