مكافأة منفذي مذبحة الطيران 2
مكافأة منفذي مذبحة الطيران
جزء ثاني
أبو الشمقمق
بعد أن جعل كسرى حداد الطيران أضحوكة الجيش ، وأصبح هو شخصياً اضحوكة العلويين بفلتات لسانه وسرقته للطعام من مطعم طياري المزة حتى وهو في منصبه الرفيع ، وبعد أن قام الخولي وبعده حويجة بتصفية واسعة للطيارين العرب المسلمين ، واطمأن القائد الرمزإلى تدمير سلاح الجو كاملاً على يد ذلك المجرم ، ومع أنه بتر من قبل شريكه في الانقلاب على قيادة الحزب السابقة ناجي جميل الحميّد وجعله شريداً طريداً يبحث عن سندويشة شاورما في الشوارع ، لم يفرط بالمقابل بكسرى حداد ولم يتخل عنه بالرغم من كل ماارتكب بحق الوطن من الحماقات والسرقات وظل متمسكاً بهذا النموذج المتفسخ طيلة حياته حتى مماته ، دلالة على حجم المهمة التى أداها لصالح النظام الطائفي وللديكتاتورالكوهين ، فأمر بإرساله سفيراً إلى تشيكوسلوفاكيا لمضاعفة المكافأة مقاساً بالعمل الجليل الذي قدمه في تلك الظروف الحرجة .
وهناك قام كسرى صبحي حداد بنشاط غير معهود ، فأنشأ تجارة رابحة مربحة من تهريب المسدسات والرشاشات ( الساموبايل المطور ) المشهورة في تلك البلد . وقد اغرق المخابرات وقيادة الحزب العلوي الاشتراكي بهداياه ، ليستطيع تهريب آلاف القطع بواسطة الحقيبة الديبلوماسية ، ثم طور مهاراته إلى جانب الأسلحة الفردية بتهريب كميات واسعة من الكريستال البوهيمي المطلوب عالمياً وخاصة ثريات الكريستال الأحمر والأبيض عبر الطرق الديبلوماسية إلى السفارات السورية التي تبيعها ألمانيا والنمسا وفرنسا وغيرها من المدن الأوربية بنصف سعرها الحقيقي ..وقام ابنه مسعف مع أولاد أخيه هشام حداد وبسام حداد بتسويق هذه التحف الثمينة إلى بيروت وعمان والقاهرة واستانبول بعد أن اغرق أسواق دمشق بها ...
ولم يعتمد كسرى حداد على أخيه كنعان حداد في نشاطاته التجارية حيث كان هذا الأخير عميداً في الجيش يعمل في قيادة المنطقة الجنوبية ، وكان يمارس الشذوذ السلبي مع العناصر بمعرفة مخابرات وقيادة الجيش التي أغلقت بصرها وصمت آذانها عن هذا العمل المشين بأوامر صارمة من القائد الرمز إكراماً لشرف الرجل الذي لايملك الشرف .
وارتكب المجرم خطأً كبيراً عندما صادرت السلطات البريطانية المتحكمة بمضيق جبل طارق سفينة تهريب محملة بالدبابات قادمة من ألمانيا الشرقية إلى سورية التي سارعت إلى انكار التهمة ولم يعرف ماذا كانت حصة كسرى من هذه الصفقة لشراء هذه الخردة ، وكانت تلك سابقة ، نسج على منوالها بعد عقدين ، المليونير الشيوعي قدري جميل الذي يتقاضى 8% من بيع الخردة الروسية الصدئة في المستودعات لقتل الشعب السوري .
وتجازو القائد الرمز هذه الفضيحة واستمر كسرى في منصبه الرفيع ثم نقل بعد ست سنوات ليشغل منصباً في مستشارية وزارة الدفاع ، وظل فيه إلى أن تلقته جهنم في قمة اشتعال الثورة السورية.